منوعات

إسماعيل يس.. فكّر في عملية تجميل..

 

 

تحل علينا اليوم 24 مايو، ذكرى رحيل أبو ضحكة جنان “إسماعيل يس”، أحد أعمدة الكوميديا في مصر، والذي يرسم البسمة على الوجوه، رغم رحيله بسنوات. وُلد إسماعيل يس، 15 سبتمبر عام 1912 في محافظة السويس وانتقل إلى القاهرة، في بدايات الثلاثينيات للبحث عن مشواره الفني كمطربًا، ولم يحالفه الحظ فيه، فاتجه للسينما. لم يُكمل إسماعيل يس تعليمه الابتدائي، وترك المدرسة عقب وفاة أمه ودخول أبيه السجن، وعمل مناديًا أمام محل بيع أقمشة، ثم هجر المنزل خوفًا من بطش زوجة أبيه ليعمل مناديًا للسيارات بأحد المواقف بالسويس. تمتع إسماعيل يس، بمواصفات عديدة جعلت منه مونولوجستًا وممثلًا بارعًا، وقدم أكثر من 166 فيلمًا خلال مشواره الفني، منهم 16 فيلمًا قدمهم خلال عام واحد، بجانب تقديمه لـ 60 مسرحية. يُعد إسماعيل يس، أول فنان يقترن اسمه بالأفلام مثل “إسماعيل ياسين في متحف الشمع – إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة – إسماعيل ياسين في الجيش – إسماعيل ياسين في البوليس الحربي – إسماعيل ياسين في الطيران – إسماعيل ياسين في البحرية – إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين”. دخل إسماعيل يس، عالم السينما عام 1939، عندما اختاره فؤاد الجزايرلي ليشترك في فيلم “خلف الحبايب”، وقدم العديد من الأفلام لعب فيها الدور الثاني من أشهرها في تلك الفترة: “علي بابا والأربعين حرامي”، و”نور الدين والبحارة الثلاثة”. في عام 1944 جذبت موهبة إسماعيل ياسين انتباه أنور وجدي فاستعان به في معظم أفلامه، ثم أنتج له عام 1949 أول بطولة مطلقة في فيلم “الناصح” أمام الوجه الجديد ماجدة. وعلى الرغم من أن إسماعيل ياسين لم يكن يتمتع بالوسامة والجمال، وهي الصفات المعتادة في نجوم الشباك في ذلك الوقت، فإنه استطاع أن يجذب إليه الجماهير عندما كان يسخر من شكله وكبر فمه في معظم أعماله. وفي عام 1954 ساهم في صياغة تاريخ المسرح الكوميدي المصري وكون فرقة تحمل اسمه بشراكة توأمه الفني وشريك مشواره الفني المؤلف الكبير أبو السعود الإبياري، وظلت هذه الفرقة تعمل على مدى 12 عامًا حتى 1966 قدم خلالها ما يزيد عن 50 مسرحية بشكل شبه يومي وكانت جميعها من تأليف أبو السعود الإبياري. التقت الفنانة شادية بإسماعيل ياسين في 23 فيلمًا ما بين عامي 1949 و1954 بمعدل لا يقل عن 3 أفلام في العام الواحد. التفكير في “عملية تجميل” رُشح إسماعيل يس، لأداء دور ضمن فيلم “علي بابا والأربعين حرامي” مع الفنان علي الكسار، إلا أن المخرج توجو مزراحي قال له: “مش هتنفع في السينما لأن وشك كله بوق روح لجراح خليه يعملك عملية تضيق بيها بوقك شوية وبعدين تعالى”. إسماعيل يس، لم يعترض وذهب لجراح تجميل، وطلب تصغير فمه، إلا أن الجراح طلب 30 جنيهًا، ولم يكن الكوميدي الراحل يمتلك هذا المبلغ. وعندما علم الفنان علي الكسار بما حدث غضب بشدة، فما كان من المخرج إلا أنه وافق لأداء إسماعيل يس لهذا الدور. نكتة تدخل مستشفى المجانين قال إسماعيل يس، نكتة للملك فاروق وبدأها بـ”مرة كان فى واحد مجنون زيك”، فغضب الملك ورد عليه: “بتقول إيه يا مجنون؟”، مما جعل إسماعيل يس يتظاهر بالإغماء. وأرسل الملك فاروق، طبيبه الخاص يوسف رشاد، للكشف عن إسماعيل يس، وأوصى تقريره بضرورة إرساله إلى مستشفى الأمراض العقلية، مما جعل إسماعيل يس، يمكث بالمستشفى 10 أيام. “ملعقة دهب” لابنه تزوج إسماعيل ياسين 3 مرات، ولم ينجب غير ولد واحد هو المخرج الراحل ياسين إسماعيل ياسين من زوجته الأخيرة السيدة فوزية. واشترى الكوميدي الراحل، ملعقة دهب، لابنه الوحيد ياسين، عندما خرج إلى الدنيا ليأكل بها، لينطبق عليه المثل الشعبي “مولود وفيي بوقه ملعقة دهب”. نهاية “الضاحك الباكي” قال الكوميدي الراحل، في حوار صحفي له قبل وفاته: “هل من المعقول أن يتحول إسماعيل يس إلى شخص يقرع باب عبد الحميد جودة السحار –كان حينها يشغل منصب رئيس هيئة مؤسسة السينما- ليسأله أن يتيح له فرصة عمل في السينما أو اتصل بالمسئولين في المسرح من أجل فرصة عمل بمسارح الهيئة.. إننى أفضل الموت جوعا على أن ألجأ إلى أبواب المسئولين، لقد قررت تحويل مسكني إلى مطعم لبيع الفول والطعمية بدلًا من دق الأبواب”. وفوجىء إسماعيل يس، بتراكم الضرائب عليه وأصبح مطاردًا بالديون، وتم الحجز على حسابه البنكي وعمارته التي امتلكها، ومر بصعاب كثيرة، وعاش حياة فقيرة، حتى وافته المنية في 24 مايو 1972.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى