منوعات

الحلم الممنوع للمتعافين من «فيروس سى»

 

ضاقت الدنيا بهم، وأُغلقت أمامهم الأبواب، ولم يجدوا سبيلاً يُخرجهم من محنتهم مع الفقر والبطالة داخل بلدهم مصر المحروسة. وعندما قرروا أن يسلكوا طريق الغربة الصعب، فى سبيل «لقمة عيش» هنيئة لهم وحياة كريمة عزّت عليهم داخل بلدهم، اصطدموا بعائق لم يخطر لهم على بال، مقترناً بإهمال المسئولين وتقاعسهم عن مساعدتهم حتى فى الخروج من مصر. وكانت العقبة الكبرى فى طريق الغربة أن عدداً كبيراً من الدول العربية يعتمد تحليلاً طبياً قديماً لم يتم تطويره وتغييره رغم مرور نحو أكثر من 20 عاماً، وهو تحليل «antibody» أو الأجسام المضادة لفيروس التهاب الكبدى الوبائى «c»، لتتحطم آمال الباحثين عن فرصة عمل بالخارج لوجود هذه الأجسام المضادة لديهم، وهى التى توجد فى أجسام المتعافين من المرض أو من هاجمهم الفيروس وتمكنت مناعتهم من التصدى له والقضاء عليه، ودون أن يدرى الشخص بأى أعراض للمرض، هؤلاء ممنوعون من السفر بعد ما كانوا على بُعد خطوات منه لتحقيق حلمهم بالعمل فى الخارج وانتشال أسرهم من الفقر.

هؤلاء المصدومون تتحطم آمالهم بالسفر على أبواب السفارات ومكاتب التوظيف، وباتوا فى انتظار تحرك المسئولين فى عدد من الوزارات المعنية بمخاطبة الدول العربية بتغيير هذا التحليل الذى أوصت منظمة الصحة العالمية بتغييره واعتماد تحليل الفيروس نفسه «PCR» وليس الأجسام المضادة، خاصة بعد نجاح مصر فى التصدى للمرض بنسبة علاج عالية لعشرات الآلاف من مواطنيها، حتى أصبحت نموذجاً يُحتذى به فى العالم.

مئات الآلاف من فرص الوظائف التى تأتى إلى مصر من السعودية والكويت وعمان والبحرين والإمارات وغيرها من الدول، ومليارات الدولارات التى ترسل سنوياً، مهدد جزء منها بالفقدان بسبب تباطؤ المسئولين فى التفاوض مع الأشقاء العرب وإقناعهم بموقف مصر الطبى والقانونى الذى أكد خبراء ومنظمة الصحة العالمية أنه صحيح بنسبة 100%، بينما لا تزال كل وزارة تلقى بالمسئولية على وزارة أخرى، وسط صرخات استغاثة لآلاف الشباب بتدخل الرئيس عبدالفتاح السيسى لإنهاء الأزمة.

السفر للخارج.. الحلم الممنوع للمتعافين من «فيروس سى»

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى