الأخبار

الإعلام وراء الهجوم على الشرطة

81

ندى حمدي

 

11عامًا قضاها في العمل الشرطي بمديرية أمن الجيزة، إحدى أقوى مديريات الأمن على مستوى الجمهورية، بدأ عمله كضابط صغير ساعدته كفاءته في العمل على الترقي والتدرج في المناصب، وتولي كبار المهام، حتى تم تنصيبه مديرًا لأمن الإسكندرية، ومنها مدير لأمن الجيزة.

هو اللواء عبد الموجود لطفي “مساعد وزير الداخلية” الذي قدر الله له أن يبدأ حياته الشرطية بمحافظة الجيزة التي اشتهرت بتواجد بؤر إجرامية خطرة بها، فساعدته بيئتها الخطرة على التميز في العمل الجنائي واكتساب الجرأة على مواجهة المخاطر.
عمل كمأمور لقسم الجيزة، ثم مساعد فرقة، ثم مساعد مدير أمن، ومدير إدارة عامة حتى تولى منصب حكمدار الجيزة، واستمر فيه عام كامل حتى صدر القرار الوزاري بتوليه منصب مدير أمن الإسكندرية، والذي مكث فيه  6 أشهر. ثم عاد إلى منزله وبداية مشواره بمديرية أمن الجيزة كمديرًا للأمن بها.
توجهت “الدستور” بعد أيام قلائل من تولي عبد الموجود المنصب إلى مكتبه للقائه كان في انتظارنا هادئًا رحب الصدر سمح لنا بدقائق من وقته المزدحم جلسنا في مواجهته، وتمكنا من القيام برحلة وجولة عاجلة في عقل الرجل تصفحنا فيها اهم الملفات الامنية التي ستكون محور اهتمام مديرية الأمن خلال الأيام القادمة يقوم من خلالها بتحقيق مطالب رجل الشارع الذي عانى الشهور الماضية فترات عصيبة ممزوجة بالقلق والخوف والدم والرصاص ويصبح كل مواطن آمنا على ماله وعرضه، أجرينا معه حوارًا فكان مضمونه كالتالي:
–         اللواء عبد الموجود لطفي توليت منصب مدير أمن الجيزة بعد عملك كحكمدار بها هل اختلفت الخطط الأمنية عما سبق تطبيقه ؟
بداية ما سيتم تطبيقه في الفترة القادمة بالجيزة يعد امتدادًا لعملي كنائب لمدير الأمن، كما سيتم تفعيل الخطط الموضوعة من القيادات التي كانت متواجدة قبل حضوري، وأهم محاور هذه الخطط فرض السيطرة على المحاور بالطرق المختلفة، ونشر الأكمنة لضبط الأسلحة التي أصبحت منتشرة بصورة مروعة تفوق المعايير أو المنطق، بالإضافة إلى ضبط الجناة في قضايا القتل، وتفعيل العمل الشرطي، خاصة في العمل الجنائي، أما على مستوى التظاهرات والمسيرات سيتم اتباع نفس النمط الذي اتبعته أثناء عملي كمدير لأمن الإسكندرية، والذي يتمثل في التواصل مع كافة القوى السياسية، والتأكيد على حق التعبير عن الرأي مع الحرص على حماية المواطنين.
–         اتخذت جماعة الإخوان المسلمين من ميدان النهضة موقعًا شبه دائم للخروج في مظاهرات مؤيدة للرئيس محمد مرسي فيما يمثل ميدان مصطفى محمود موقعًا للمعارضة فهل هناك مخاوف أمنية من وقوع اشتباكات بين الطرفين؟
إذا لم تجتمع القوى السياسية في مكان واحد ستكون الأمور بخير وإذا حدث ذلك سيتم التعامل مع الموقف بالأسلوب الذي يسفرعن الخروج من الموقف دون آية خسائر، وهو ما حدث بالإسكندرية عندما اصطدم معارضي ومؤيدي النظام فتم الفصل بينهم بالاقناع والتفاهم.
–        هل يتم تكثيف التواجد الأمني أو تخصيص قوات لتظاهرات الإخوان المسلمين؟
كرجال أمن نتعامل مع الموقف حسب ظروفه الأمنية، وكل حالة يتم التعامل معها على حده فيكون التواجد الأمني بناءً على عدد المتظاهرين، ومكان التظاهرة، حيث يكون الهدف الأول الحفاظ على حياة المواطن وتسيير المرور والخروج بالمظاهرات بما لا يضر الأمن.
–         تكثر المناطق الجبلية والصحراوية الوعرة بالجيزة، والتي تستغلها العناصر الخطرة في الهرب فهل هناك خطط لاقتحام هذه المناطق؟

لقد حدثت حملات بالفعل في هذه المناطق، وكان معظمها ايجابية أسفرت عن نتائج هائلة، وتم ضبط عناصر خطرة للغاية مثال التشكيل العصابي الخطر الذي قام بتنفيذ الهجوم المسلح على بنك HSBC والذي تم القبض عليه بالشوبك الشرقي بالصف وتشكيل آخر تم ضبطه بعرب الحصار بجبل الصف ونستعين في هذه الحملات بالعمليات الخاصة، واحيانًا الطائرات الشرطية المستحدثة بوزارة الداخلية.

–         اعقب ثورة 25 يناير جرأة شديدة للمجرمين وتعديهم المستمر على قوات الشرطة وإطلاق النار عليهم فما السبب وراء ذلك؟
في الحقيقة أن السبب الأساسي وراء تجرؤ المسجلين خطر على رجال الشرطة هو الإعلام بسبب عدم الاهتمام وإلقاء الضوء على الشهداء الذين يتساقطون أثناء أداء الواجب الشرطي فلا يتم الاهتمام به او المطالبة بحقه كباقي الشهداء فشهيد الواجب اولى ان يسلط الضوء عليه لابراز دوره في التضحية بحياته من اجل حماية المواطنين، كما تقع المسئولية ايضًا على المواطن الذي يجب ان يساند الشرطة، حيث يرفض بعض المواطنين مساعدة الضباط بالإضافة إلى عوامل اخرى تختلف باختلاف السلوك الإنساني من مجرم لآخر.
–         هل هناك رسالة معينة منك كرجل أمن لأجهزة الإعلام ؟
أجهزة الإعلام لا يجب أن تولي لنفسها سلطات ليست من حقها، حيث تحولوا لسلطات تحقيق وعقاب في حين ان قواعد الرقي الفكري والقانوني وميثاق الشرف الصحفي والإعلامي تفرض ضوابط لممارسة المهنة فيما يتعلق بنقل الخبر، أما مباشرة تحليلات الخبر والتحقيق فيه فهو سلطة جهات التحقيق وأي تدخل فيه من جهة أخرى يعد افساد للعدالة وضياع لادلة الجريمة والمثال على ذلك ما تناولته إحدى القنوات عندما ابرزت عملية ضبط شابين يبلغان 15 عامًا بالإسكندرية يلقيان المولوتوف على قوات الشرطة بقسم سيدي جابر بنوع من التهكم والسخرية على ضباط الشرطة، وحاولت تشويه صورة مديرية الأمن واستضافت والدة احد المتهمين واعتبرت كافة ما صرحت به حقيقة دون الرجوع لاي جهة أمنية للتأكد من حقيقة الأمر رغم انني كنت اتابع شخصيًا تقديم الطعام والملبس لهما ويؤدي سوء التناول الاعلامي للقضايا لمردود سيء في العلاقة بين الشرطة والمواطن.
–         توليت منصب مدير أمن الإسكندرية لفترة 6 أشهر شهدت فيها المدينة أحداثا مشتعلة من احتجاز عمال شركة الأسمنت وأحداث مسجد القائد إبراهيم واحتجاز الشيخ المحلاوي واحداث ميدان سيدي جابر كيف مرت هذه الفترة ؟
الإسكندرية كانت تجربة صعبة للغاية مررت فيها بضغوط كثيرة إلا انه والحمد لله مرت هذه الفترة بدون تداعيات لانني كنت متواصلا مع كافة القيادات السياسية، ولكن افضل ما مررت به نجاحي في انهاء الاحتقان بين اقباط  المدينة وجهاز الشرطة بها عندما قمنا بتأمين كنيسة القديسين أثناء الاحتفالات باعياد الميلاد الماضي، في الوقت الذي لم يكن ضابط يتمكن من الاقتراب من باب الكنيسة عقب التفجيرات التي شهدتها الا انني تمكنت من الدخول اليها بالود وهنأت البابا بالعيد، وكذلك فعل باقي الضباط وحضروا الاحتفال بالعيد وسط الاخوة الاقباط وهو ما لم يحدث منذ أحداث التفجيرات.
–         اعتصام أمناء الشرطة بالبدرشين كان بسبب شكواهم من سوء معاملة من النيابة لهم اثناء عرض القضايا ؟
اعتراض أمناء الشرطة كان بسبب إخلاء سبيل متهمين تعدوا على معاون المباحث وأمين شرطة، ولكنهم لم يعتصموا او يغلقوا القسم وطلبوا لقائي فتوجهت فورًا لهم وافهمتهم ان قرار اخلاء السبيل من اختصاص النيابة العامة طبقًا لضوابط تعلمها اما عن العلاقة بين الشرطة والنيابة فهي اكثر من ممتازة وهدفنا المشترك في النهاية تحقيق العدالة .

الدستور

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى