اخبار عربية

بعد المقاطعة العربية.. ماذا ستفعل الدوحة في الفترة القادمة؟

 

 

في أقل من 24 ساعة، اشتعلت الأحداث في الوطن العربي بشكل مفاجئ، حيث أعلنت 6 دول عربية، أمس، قطع علاقاتها الدبلومسية مع قطر، لدعمها جماعات إرهابية، وهي: السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين، وليبيا، واليمن، وأمهلت البعثات الدبلوماسية القطرية 48 ساعة لمغادرتها، واتخذت إجراءات مشتركة ضد قطر بعد إعلان القرار مباشرة، أبرزها إغلاق المنافذ البحرية والجوية خلال 24 ساعة.

بينما لم تتخد الدوحة أية ردود فعل مضادة واكتفت ببيان تعرب فيه عن “بالغ أسفها واستغرابها الشديد لقرار الدول”، وقالت إن الإجراءات “غير مبررة وتقوم على مزاعم وإدعاءات لا أساس لها من الصحة”، مرجعة ذلك إلى أنها “تتعرض لحملة تحريض تقوم على افتراءات وصلت لحد الفبركة الكاملة”، على حد قولها.

وسارعت الكويت إلى إجراءات وساطة بإرسالة رسالة لأمير قطر تميم بن حمد تدعوه فيها لتهدئة الأوضاع والمطالبة بعدم التصعيد، فيما يقوم الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت بإجراء زيارة مرتقبة اليوم للسعودية، وهو الأمر الذي تتجه إليه قطر حاليا، لتفكيك عناصر الأزمة مع الدول العربية، بحسب الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية.

وتابع فهمي، في تصريح لـ”الوطن”، أن تلك الوساطة تسعى إلى تهدئة الأوضاع ومحاولة بناء جسور ثقة بين قطر والدول العربية الستة لتقريب وجهات النظر تجنبا لتفاقم الأزمة على الأقل في الجاري، وهو ما سيتبين خلال الـ48 ساعة المقبلين، على حد قوله.

ولفت إلى أنه في حال فشل تلك الوساطة، ستلجأ قطر إلى التلويح بأوراق الضغط باتحاه إيران وتركيا وغيرها من الجهات الموالية لها، حيث يرى أن هناك مساعي إيرانية لمنح المزيد من الوقت للتفاوض.

وهو الأمر الذي أيده، رخا حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، بأن قطر ستستأنف الوساطة لاحتواء الأزمة، خاصة أنها تحصل على جانب ضخم من السلع الأساسية من المملكة العربية السعودية، واصفا ما حدث بأنه أقرب إلى “قرصة الأذن” من الدول العربية للدوحة.

وأشار إلى احتمالية تدخل أمريكا لحل الأزمة، بعقد مجلس قبائل لحل الخلافات بين الدول الستة وقطر لتهدئة الأوضاع.

ووافقه في الرأي، الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية، بأن قطر ستتمسك حاليا بالوساطة الكويتية لتجنب تفاقم الأمر إلى حد العزلة العربية، متوقعا أن في حال استمرار الأزمة بأن يتم تجميد عضوتها بمجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية.

ورجح اللاوندي استمرار الأزمة القطرية، حيث لم تفي من قبل بوعودها، كما لم يكتب للمصالحة السياسية بها النجاح من قبل، قائلا إن: “المنطقة العربية لم تشهد أزمات وحلولها، فالأزمات العراقية والفلسطينية والسورية واليمنية، لم تلقى حلولا حتى الآن”.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى