الأخبار

على أمريكا تعزيز الدرع الصاروخية عند سواحلها لا في أوروبا

 

أجرت صحيفة “أرغومينتي إي فاكتي” مقابلة مع الأكاديمي أليكسي أرباتوف، رئيس مركز الأمن الدولي في معهد موسكو للاقتصاد والعلاقات الدولية، بشأن الدرع الصاروخية الأمريكية في أوروبا.

وطرحت الصحيفة على الأكاديمي أرباتوف الأسئلة التالية:

هل ستتمكن الولايات المتحدة من تجريدنا من السلاح بضربة صاعقة؟

ما الخطر الذي تشكله الدرع الصاروخية الأمريكية في أوروبا على روسيا؟

هل سيصبح نشر هذه المنظومة سببا في اندلاع الحرب العالمية الثالثة؟

أجاب الأكاديمي أرباتوف على هذه الأسئلة وقال:

إن صواريخ “ستاندارد-3” (“SM-3”) للدفاع الصاروخي، التي نُشرت في رومانيا، وسيُنشر مثلها في بولندا عام 2018، لا يمكن إعادة برمجتها بسرعة وسرية لتصبح جاهزة لتوجيهها نحو أهداف أرضية. لأنه، لأجل ذلك، لا بد من وجود النصف الآخر للرأس. النصف المثبت حاليا في هذه الصواريخ يصلح لاعتراض الصواريخ البالستية. ووزن هذا الرأس أقل من 40 كغم، وهو ذو تقنية عالية وخال من المواد المتفجرة، حيث يصطدم بسرعة كبيرة برأس الصاروخ البالستي ويفجره. وقد ثُبتت في هذا الرأس أجهزة استشعار بالأشعة تحت الحمراء، التي توجهه نحو رأس الصاروخ المطلوب تدميره. لذلك، لا يمكن استخدام هذه الصواريخ في تدمير الأهداف الأرضية.

صاروخ "SM-3"

صاروخ “SM-3”

المسألة الثانية، لا توجد لدى روسيا إمكانية للحصول على معلومات عن حصول رومانيا أو بولندا على صواريخ مجنحة من طراز “توماهوك” بدلا من “SM-3″؛ لأن النوعين يثبتان في السفن الحربية الأمريكية في قواعد إطلاق واحدة “MK-41”. ولكن، ووفق اتفاقية تدمير الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى لعام 1987، يجب على الجانب الأمريكي أن يسمح لنا بزيارة رومانيا، والتأكد من نوع الصواريخ المثبتة على قواعد الإطلاق.

وعما إذا ما كانت الولايات المتحدة تخطط لضرب القوة النووية الروسية، وتدمير الجزء الأكبر منها، يقول أرباتوف:

لا، هذا غير ممكن. لأن القوات النووية الاستراتيجية، منذ سبعينيات القرن الماضي، عندما بلغنا التوازن مع الولايات المتحدة، تتطور بحيث لم يعد من الممكن تدمير الجزء الأكبر منها بضربة أولية. لدينا غواصات حاملات صواريخ: إما موجودة في المحيط العالمي، أو قادرة على الوصول إلى هناك بالسرعة المطلوبة. كما لدينا قواعد صاروخية أرضية متنقلة مثل منظومات “يارس” و”توبول-إم”. يمكن للولايات المتحدة توجيه ضربتها إلى الأهداف المعروفة، ولكن إذا كانت هذه الأهداف متنقلة (خاصة عندما تكون غير مرئية للأقمار الصناعية)، وتستخدم مختلف وسائل الإخفاء، فسيكون من غير الممكن تدمير مثل هذه الأهداف بضربة واحدة.

الصاروخ الروسي العابر للقارات "يارس"

الصاروخ الروسي العابر للقارات “يارس”

أما بالنسبة للدرع الصاروخية، فإن جميع عناصر المنظومة الأمريكية، ومن ضمنها ما تم نشره في رومانيا، فهي غير قادرة على صد أي ضربة مضادة لقواتنا النووية الاستراتيجية. وحتى تلك التي يخطَّط لنشرها في بولندا، لن تتمكن من ردع الصواريخ البالستية الروسية، باستثناء قسم من الصواريخ المنطلقة من القواعد الواقعة في المناطق الغربية لروسيا. أما التي نشرت في الجزء الأوروبي وفي سيبيريا والشرق الأقصى، فلن تتمكن الدرع الصاروخية من الوصول إليها.

وعن عدد الصواريخ البالستية العابرة للقارات التي يمكن للدرع الصاروخية الأمريكية في أوروبا اعتراضه، يقول الأكاديمي أرباتوف:

أظن أن 24 قاعدة إطلاق نشرت في رومانيا، ومثلها سينشر في بولندا. أي سيكون المجموع نحو 50 قاعدة. وإذا أخذنا سرعة هذه الصواريخ ومداها، فإنها ستكون قادرة على اعتراض عدد محدود من صواريخنا البالستية المنطلقة من القواعد الغربية في الجزء الأوروبي لروسيا. أي نحو 2-3 في المئة فقط من قدراتنا النووية، التي تعادل حاليا 300 صاروخ بالستي عابر للقارات.

وبالمناسبة، إذا كان الأمريكيون يريدون فعلا اعتراض الصواريخ الروسية، فإنه كان عليهم تعزيز الدرع الصاروخية ليس في أوروبا، بل بواسطة السفن على مقربة من سواحلهم وفي ألاسكا وشمال كندا والولايات المتحدة. لأن الصواريخ العابرة للقارات تحلق بسرعة تفوق بكثير سرعة الصواريخ الاعتراضية – 7 كلم في الثانية. لذلك يكون من الأسهل اعتراضها على مقربة من أهدافها وليس عند إطلاقها.

rt

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى