الأخبار

التحالف مع أعداء

23

 

 

عندما وسع متمردو طالبان تمردهم قبل اشهر الى منطقة نفوذه في الشمال الافغاني، شعر الجنرال عبد الرشيد دوستم بالخطر. فقد سارع زعيم الحرب الاوزبكي السابق الى حشد انصاره لكنه تحالف ايضا مع اعداء الامس.   فالجنرال المنتمي الى احدى اقليات افغانستان معروف بشجاعته ولا يتردد في اطلاق تصريحات مدوية ضد طالبان، ألد أعدائه. ومنذ بداية السنة، تخطى المتمردون الاسلاميون حدود مناطق نفوذهم التقليدية في جنوب وشرق افغانستان، ليهاجموا الشمال.   وعندما تمكنوا من تحقيق بعض الاختراقات في اقليم فارياب، معقله، حمل السلاح من جديد، ودعا ابنيه لمؤازرته وتوجه الى خط الجبهة لاستثارة حماسة قواته.   ولم يسفر الهجوم المضاد عن نتيجة كبيرة، وتمكنت حركة طالبان تقريبا من الاستيلاء على ميمنة، كبرى مدن المنطقة، خلال هجوم اعاد الى الاذهان بشكل كبير الهجوم الناجح على مدينة قندوز الشمالية التي استولى عليها الاسلاميون في ايلول/سبتمبر مدة ثلاثة ايام.   وللدفاع عن فارياب، استعان الجنرال دوستم بخدمات الميليشيات الخاصة، وهذه استراتيجية محفوفة بالمخاطر، لكنها باتت امرا رائجا نسبيا في الشمال الافغاني.   وما يؤكد هشاشة الوضع، توحيد قواته مع عدو الامس عطا محمد نور، الرجل الاخر القوي في الشمال الافغاني وزعيم الحرب السابق.   وادى هذا التحالف غير المسبوق الى مشاهد كان لا يمكن تخيلها قبل سنوات. ففي ساحة المعركة، يتآخى رجال جونبيتش ملي حزب الجنرال دوستم، ويتقاسمون معلوماتهم مع رجال الجمعية الاسلامية، حزب عطا محمد نور.   لكن الجنرال دوستم ينوي ان يكون القائد الوحيد للرجال في المنطقة. فقد قال في بداية السنة للصحافة الافغانية ان “الجنرال دوستم ليس مهندسا، الجنرال دوستم ليس طبيبا، الجنرال دوستم حائز على الدكتورا من خلال القضاء على طالبان”. واضاف “اريد تركيع طالبان”.   وبغض النظر عن مظاهر البهرجة، احدث تحالف الجنرال دوستم وعطا محمد نور، تأثيرا ميدانيا حتى الان. فقد ساهم تعاونهما كثيرا في تجنيب ميمنة مصير قندوز، خلال هجوم طالبان على المدينة في الرابع من تشرين الاول/اكتوبر.   وقال حفيظ الله فترات، مدير الفرع المحلي للجنة المستقلة لحقوق الانسان، “كانوا من قبل يتحاربون وكانت النتيجة عقيمة”. واضاف ان “تحالفهم اتاح تقليص انتهاكات حقوق الانسان. ويعطي الناس الامل لانهم تجاوزوا تنافسهم السابق لقتال عدو مشترك اقوى من اي وقت مضى”.   وفي فارياب، يبجل الناس الجنرال دوستم، الذي يشغل ايضا منصب نائب الرئيس الافغاني. فالملصقات المزينة لوجهه المستدير وشاربيه الكثين، تملأ كل الشوارع. وقال احد سكان ميمنة “يثق الناس بدوستم. الفقراء يبيعون مواشيهم لشراء اسلحة والقتال من اجله”.   وقال مسؤول في الجمعية الاسلامية طالبا عدم الكشف عن هويته، “يعرف كيف يحفز الناس حتى عندما تتراجع معنوياتهم”.   لكن الجنرال دوستم معروف ايضا بغضبه وبماضيه المضطرب وبغرابة اطواره. ففي 2001، اسر الافا من عناصر طالبان اعدموا بعد ذلك او ماتوا مختنقين في الحاويات التي كدستهم فيها قواته.   وما زال دوستم يجسد زعيم الحرب الافغاني، كما يعتبر بريان ويليامز، واضع سيرته. وقال ان “دوستم هو جوهر الزعيم الملهم الذي يحمي انصاره بالسلاح”. واضاف ان “هذا التقليد ما يزال مستمرا، لكن الزعماء الافغان الجدد مثل الرئيس اشرف غني الذي يعتمد الاسلوب الغربي، لا يتأقلمون معه بسهولة”. –

 

 

ايلاف

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى