الأخبار

تيار الشراكة الوطنية يتعرض لهجوم نيران صديقة

 

223

 

لم يكد مشروع تيار الشراكة الوطنية يلتقط أنفاسه بعد الإعلان عن قيامه رسميًا، ومشاركة العديد من القوى الثورية والسياسية في مؤتمر مركز إعداد القادة، حتى بدأت العديد من القوى الثورية الصديقة تفتح نيرانها على التيار ومؤسسيه، وتتهمهم بالمراهقة السياسية.

بل واتهامه بالعمل لحساب أجندات سياسية وحزبية داخلية، ستقود في نهاية المطاف لشق الصف الثوري، وتضيع فرصة جديدة أمام تلك القوى والشباب لممارسة دورهم الطبيعي داخل المشهد السياسي، بما فيها إتاحة فرصة التمكين السياسي لهم بعد طول استبعاد وتهميش وتمزيق الصف الثوري، وتعميق الخلافات بين القوى والحركات الثورية، كانت هي المحصلة الطبيعية لظهور تيار الشراكة الوطنية حسب توصيف معارضي هذا تيار، تحديدًا وأن العديد من القوى الشبابية التي شاركت فيه، انشقت مؤخرًا عن صفوف الأحزاب التي كانت منضوية تحتها، وتحديدًا شباب حزب الدستور.

فمن جانبه، أشار محمد عطية عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية لبوابة الأهرام، إلى أنه لا يجب مواجهة جماعة الإخوان المسلمين برجل الأعمال نجيب ساويرس، ولكونها ببساطة رسالة خاطئة لتأجيج واشتعال الفتنة الطائفية داخل مصر، وتساءل عن مدلولات ومعزي إعلان التيار بهذا التوقيت السياسي الحرج، في ظل الإضرابات السياسية التي تشهدها مصر وتعميق هوة الخلافات الحالية بين مختلف أطياف المشهد السياسي.

فقد كان الأولى والأجدر، بهؤلاء الشباب أن يقولوا ويعلنوها صراحة، أنهم على استعداد للدخول والانضمام لحزب المصرين الأحرار بشكل رسمي، بدلا من تلك المراهقة السياسية، ومحاولة البعض استغلال قيام تيار الشراكة الوطنية لمصالح سياسية تؤمن لهم دخول مجلس النواب الجديد.

فتلك الصراحة والوضوح، حسب توصيف عطية، كانت مطلوبة عوضًا عن مساعي تفتيت الأحزاب السياسية القائمة، وتمزيق الحركات والقوى الثورية القائمة، واعتبر تأسيس التيار ليس له هدف أو معني سياسي، غير إقامة تحالف انتخابي وليس تحالفا ثوريا، كما أعلن من قبل شباب التيار.

وفي النهاية نرفض -حسب قول عطية- أن تكون غاية تلك الشراكة مواجهة الإخوان وشباب الإخوان، بنجيب ساويرس ويكون مواجهة البعض الاشتعال الفتنة الطائفية من جديد.

فيما برر هشام الشال منسق صفحه الغضب الثانية للبوابة، انسحابه من التيار قبل إعلانه بقوله: أنه كان أحد المشاركين في تأسيس فكرة تيار الشراكة الوطنية، ولكن بعد حضور عدد من الاجتماعات، قررت الانسحاب اعتراضًا على إدارة ملف الرئاسة، كأحد أبرز الملفات السياسية التي تشغل بال القائمين على تيار الشراكة.

وكان اعتراضي أن أعضاء التيار سوف يقدموا بمشروع سياسي للفريق عبد الفتاح السيسى، إذا وافق عليه سيعلنوا دعمهم له كمرشح رئاسي بالانتخابات القادمة.

إلا أنني حسب توصيف الشال من أبرز معارض فكرة ترشيح السيسى للرئاسة وضد أي مرشح من المجلس العسكري القديم، أو إعادة عسكرة النظام السياسي من جديد. فكان رد الأعضاء أن موقفي سوف ينتج عنه العديد من المشاكل خلال خطه عمل التيار المستقبلية، فأيدوا خروجي من التيار منعًا لتلك المشاكل.

وأضاف الشال: إنني شعرت أيضًا أن هذا التيار سوف يعمل ضد تيار جبهة طريق ثوار، الذي تحوى على عدد كبير من شباب الثورة والسياسيين، وفضلت الابتعاد عن تيار الشراكة، حتى لا يحدث صدام بين التيارين فيما بعد، وأكون أحد أسباب هذا الصدام السياسي.

فيما سرد عصام الشريف منسق الجبهة الحرة للتغيير السلمي واحد المنسحبين من التيار قبل تدشينه أسباب أخرى لانسحابه من التيار، وقال للبوابة أنه فضل الانسحاب من التيار، لكونه مشغول خلال تلك الفترة، بمشروع سياسي آخر، يتمثل في الجهود المبذولة لتحويل قرية دلجا إلى مدينة، وسوف يتم طرحه خلال الفترة القادمة، كما أنى أتمنى لأعضاء التيار التوفيق في الملفات التي طرحوها خلال مؤتمر أعداد القادة.

ومن جانبه قال هيثم الشواف منسق تحالف القوى الثورية: إنني كنت من أوائل الأعضاء المشاركين في فكرة تأسيس هذا التيار، وقمت بإعداد ملف الرئاسة، وماهية المعايير والأهداف التي يجب توافرها في المرشح الذي سيدعمه الثوار، وكان مضمونه في حملة “اعرف رئيسك” ولكن بعد حضور الاجتماعات داخل التيار، وجدت أن نجيب ساويرس المحرك والمؤسس الفعلي لفكرة التيار، لمواجهة التيار الديني، فرفضت حضوره الاجتماعات، وبعدها انسحبت من التيار لكوني لا أحب أن أحسب على أحد أو تيار يعمل على لإبراز شخص بعينه، مهما كانت قوته السياسية أو المالية، ومن ثم رفضت الاستمرار داخل التيار، ولكني في نفس الوقت أتمنى لهم التوفيق، وأريد أن يتبنى التيار فكرة حقيقة وهى مشروع بناء مصر، وليس التحزب لتيار أو اتجاه لمواجهة تيار آخر.

في تعليقه على تلك النيران الصديقة، رفض هيثم الخطيب المتحدث الإعلامي باسم تيار الشراكة الوطنية تلك الاتهامات، وقال للبوابة: لا وقت لدينا للرد على مثل هذه الاتهامات، والرد سوف يكون من خلال العمل عبر التيار خلال الفترة القادمة، لبلورة تيار سياسي معبر روح الثورة وشبابها.

فيما قالت شيماء مدبولي عضو المكتب الإعلامي لتيار الشراكة الوطنية: إننا لا نختلف مع كل الأطياف السياسية فكريا طالما يجمعنا أهداف وطنية واحدة تخدم الثورة المصرية، ولكننا لا نجد سببًا واضحًا في هذا الهجوم غير المبرر- لمجرد الهجوم علينا – بعد تدشين تيار الشراكة الوطنية وخروج البعض بتصريحات تحمل قذف شخصي لأعضاء التيار أو الاعتراض على أفكار لم نطلقها أو نقول بها.

وأضافت: أوجه بشكل شخصي سؤال جاد لمن يقول إن إطلاق التيار في الوقت الحالي “مراهقة سياسية”.. هل توحيد الصف الثوري على أهداف واحدة لتنفيذ مبادئ الثورة ومراقبة خارطة الطريق مراهقة سياسية ..؟! ونوجه مناشدة مرة أخرى لكل شباب الثورة لدعم مبادئ الثورة ووضع خطط واضحة لتنفيذها سواء بالانضمام معنا، أو في أي كيان ثوري أخر.. فكلانا سوف نصل إلى نقطة وصول واحدة تحقق أهداف الثورة.

 

الاهرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى