الأخبار

التصلب المتعدد.. أكثر مصابيه «بنات» وأسبابه مجهولة

83

الطبيب الفرنسي “جان مارتن شاركو”، أحد مؤسسي على الأعصاب البارزين، اكتشف مرضًا غريبًا في عام 1868 أطلق عليه اسم Multiple sclerosis، والشهير بـ”MS،” ويعني “التصلب المتعدد”، أو “التصلب اللويحي”.

تعريف المرض

هو التهاب ينتج عن تلف الغشاء العازل في الدماغ والحبل الشوكي، ويعطل هذا التلف قدرة أجزاء من الجهاز العصبي على العمل، وبالتالي فقدان الجسم لأحد وظائفه، مثل القدرة على الرؤية أو الحركة أو الكلام أو غيره، وفقًا للمنطقة التي يصيبها التلف.
تظهر أعراض التصلب المتعدد على شكل نوبات منفصلة أو متراكمة، وأكثر تلك النوبات شيوعًا مشاكل الجهاز العصبي الذاتي والمشاكل البصرية والحركية والحسية.

أعراض المرض
قد يشعر المريض بالتصلب المتعدد بالتنميل أو الوخز في أماكن معينة بالجسم مع ضعف العضلات وصعوبة الحركة، واضطراب في الكلام ومشاكل في الرؤية والإعياء والدوخة والدوار؛ إضافة إلى مشاكل في الأمعاء، كما أنه قد يؤدي إلى الاكتئاب، وقد يعاني المريض من جميع هذه الأعراض معًا أو بعضها.
ظاهرة “أوتهوف” معروفة لدى المصابين بالتصلب المتعدد، وهي تفاقم تلك الأعراض السابقة عند التعرض لدرجات حرارة مرتفعة، كما أنهم يتعرضون أيضًا “علامة ليرميت”، وهو إحساس يشبه مرور تيار كهربائي على الظهر عند تحريك الرقبة.

الهجمات
نوبات مفاجئة من المرض تدوم لبضعة أيام أو لأشهر، وتعرف أيضًا بالانتكاسات، ويحدث تحسن في 85% من الحالات إذا ما تم علاجها سريعًا، ولا يمكن توقع تلك الانتكاسات، فهي تحدث دون سابق إنذار، ولكنها تحدث بصورة أكبر في فصلي الربيع والصيف، وتزيد العدوى الفيروسية مثل الزكام أو الإنفلونزا أو الالتهاب المعدي المعوي والإجهاد كذلك من إمكانية التعرض للهجمات.


الأسباب
دراسات كثيرة حاولت الوقوع على سبب الإصابة بمرض التصلب المتعدد، ولكن حتى الآن لا يوجد سبب واضح ومؤكد بنسبة 100% للإصابة به، ولكن حاول بعض العلماء الاجتهاد في توضيح أسباب الإصابة به، وزعم البعض أن التوزيع الجغرافي قد يكون سببًا في الإصابة به؛ حيث يقل انتشار المرض كلما اقتربنا من خط الاستواء، ولكن هناك استثناءات، كما أن قلة التعرض لأشعة الشمس تُسبب نقصًا في فيتامين د، والذي قد يؤدي للإصابة به.
ووفقًا لدراسات حديثة؛ فإن التصلب المتعدد ليس مرضًا وراثيًّا، ولكن نسبة إصابة النساء به ضعف نسبة إصابة الذكور، كما أنه يصيب الشباب في المرحلة العمرية ما بين 20 – 50 عامًا.

تأثير المرض على الجسم

يعتقد أن مرض التصلب المتعدد أحد اضطرابات الأمراض الالتهابية الناتجة عن اضطراب المناعة، حيث يقوم جهاز المناعة الخاص بالفرد نفسه بمهاجمة الجهاز العصبي، ويحدث اضطراب المناعة بسبب عوامل وراثية وأسباب بيئية غير معروفة حتى الآن.

المادة البيضاء هي الأكثر تضررًا من التصلب المتعدد، وتوجد هذه المادة في العصب البصري وجذع الدماغ والعقد القاعدية والنخاع الشوكي أو المادة البيضاء القريبة من البطينات الجانبية، ووظيفة هذه المادة حمل الإشارات بين مناطق المادة الرمادية وبين باقي الجسم، أي أن التصلب المتعدد يؤدي إلى فقدان الخلايا المسئولة عن تشكيل الطبقة الدهنية المعروفة باسم غلاف الميالين، وهذه الطبقة تساعد الخلايا العصبية على حمل الإشارات الكهربائية.

التصلب المتعدد يؤدي إلى ترقيق أو فقدان الميالين بالكامل خاصة مع تقدم المرض، فعندما يُفقد الميالين لا تستطيع الخلية العصبية نقل الإشارات الكهربائية بصورة فعالة، وفي المراحل المبكرة من المرض تحدث عملية إصلاح تسمى إعادة الميالين؛ إلا أنه مع الهجمات المتكررة تقل فعالية عملية إعادة الميالين.

لايف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى