الأخبار

نص كلمة وزير الدفاع خلال افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية

ألقى الفريق أول صدقى صبحي، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، كلمة، خلال الاحتفال بذكرى ثورة يوليو المجيدة، وافتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية، وتخريج دفعات جديدة من الضباط فى الكليات والمعاهد العسكرية.

وجاء نص الكلمة كالتالي:

بسم الله الرحمن الرحيم

السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي

رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة.. السادة ضيوف مصر الكرام

السيدات والسادة – الحضور الكريم

يسعدنى أن أرحب بكم فى يوم من أيام العزة والفخار للعسكرية المصرية المجيدة، يوم افتتاح السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة لقاعدة محمد نجيب العسكرية أول رئيس للجمهورية بعد إعلانها فى الثامن عشر من يونيو عام 1953، الذى كان على رأس الضباط الأحرار يوم خرجوا ليتوجوا كفاح ونضال شعب مصر العظيم بثورتهم المباركة فى الثالث والعشرين من يوليو 1952 تلك الثورة المجيدة التى استهدفت بمبادئها الستة إقامة حكم وطنى يمثل جموع الشعب المصرى وإنشاء جيش وطنى قوى يحقق له السيادة على أرضه ومقدراته.

واليوم ونحن نحتفل بذكرى ثورة يوليو المجيدة فإن رجال القوات المسلحة يوجهون تحية الإعزاز والإكبار لقائد تلك الثورة المباركة الرئيس جمال عبدالناصر -رحمه الله- ورفاقه من الضباط الأحرار وهذا الجيل العظيم من شعب مصر بكافة طوائفه الذى انتصر للحرية والاستقلال وبناء غده الأفضل.. فالشعب كما قال جمال عبدالناصر هو القائد والمعلم.

واليوم، واستكمالًا لمسيرة الأبطال من رجال القوات المسلحة على مر عصورها المجيدة تشهدون افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية يرفرف عليها علم مصر خفاقًا بالعزة والكرامة، دعمًا لقدراتها العسكرية، شيدتها أياد مصرية خالصة لا تعرف المستحيل.. ويقوم عليها رجال أوفياء آمنوا بربهم ووطنهم وأمتهم العربية ومستعدون ببأسهم الشديد والتضحية والفداء لرد الصاع صاعين لكل من يحاول المساس بأمن مصر وسلامة شعبها أو أمن وسلامة أمتها العربية، شعارهم أنه لا تهاون مع أى فئة سولت لها نفسها المساس بأمن مصر أو أمتها العربية.

لقد كانت القوات المسلحة المصرية على مر العصور الدرع الواقية للوطن ولأمتها العربية وستظل التجسيد الحقيقى لأسمى معانى التضحية والفداء وإنكار الذات، ويخطئ من لا يعى قيمتها وقدرتها وقوتها.

وكما كانت مصر منذ أكثر من سبعة آلاف عام صاحبة الدور الطليعى والمسئولية القومية فى منطقتها، ودرأت عنها قوى الشر والظلام على مر العصور انطلاقا من اعتبارات التاريخ والموقع والمكانة والحضارة وقوة قواتها المسلحة.. ستظل إلى أبد الدهر عصية على كل من يحاول النيل منها أو التطاول عليها، وستدحر -بإذن الله- مخططات رموز الإرهاب والتطرف وقوى الظلام والهمجية.

شعب مصر العظيم

إن رجال القوات المسلحة هم أبناؤكم المخلصون يستلهمون منكم الكرامة والعزة والصبر على الشدائد بعد أن أصبحتم بفضل بصيرتكم وحكمتكم التى ميزت بين الخبيث والطيب مثالا يحتذى به شعوب العالم بعد أن علمتموهم أن حاضر ومستقبل الأوطان لا يصنعها المتاجرون بالدين أو الشعارات المزيفة، وإنما يصنعها الحكماء الأوفياء المخلصون لأوطانهم وأمتهم والمدافعون عن قضاياها بكل الصدق والإخلاص وبحكمة وشجاعة القيادة والفكر المستنير.

ولهذا فإن أبطال القوات المسلحة بالتعاون مع رجال الشرطة البواسل على عهد الوفاء يخوضون المواجهات الضارية مع قوى الشر والإرهاب والتطرف المدعومة من دول وقوى جعلت من أراضيها ملجأ وملاذا لرءوس الإرهاب تمدها بالمال والسلاح والأفراد للنيل من مصر وشعبها وأمتها العربية، ولكننا لهم بالمرصاد حتى تتطهر البلاد ومنطقتنا من رجس الإرهاب والتطرف الذى يحتمى بشعارات دينية جوفاء يشوهون به ديننا الحنيف وهو أبعد ما يكون عنهم.

تحية إعزاز وإجلال للرجال والأبطال فى كافة ربوع مصر الذين يحمون الوطن ويصونون مقدساته ويتصدون بكل شجاعة وجسارة وبسالة لتلك الفئة الضالة من أصحاب الفكر المتطرف ليمضوا بمصر نحو الغد الأفضل بكل الثقة فى الذات، متحملين المسئولية الكبرى فى حماية الوطن والذود عن شعبه العظيم، مضحين بأنفسهم ودمائهم الزكية لصون الأرض والعرض شعارهم النصر أو الشهادة.

السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي

رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة

اليوم وأنتم تفتتحون قاعدة محمد نجيب العسكرية ترفعون عليها علم مصر خفاقًا للعزة والشموخ، تشرفون سيادتكم احتفال القوات المسلحة بتخريج دفعات من الضباط الجدد فى كلياتها ومعاهدها العسكرية، ينضمون إلى صفوفها طاقات بشرية متجددة، يدعمون قدراتها البشرية التى تحمل المسئولية الوطنية فى حماية مصر والدفاع عن سلامة أراضيها بعد أن تم إعدادهم وتأهيلهم إلى الحياة العسكرية.

ويسعدنى فى هذا اليوم المجيد من أيام الوطنية والعسكرية المصرية، أن أقدم لسيادتكم شبابا فتيًا، يمثلون القوة والمثل لغيرهم من الشباب فى الاعتزاز بالولاء لمصر والانتماء لشعبها العظيم، والقدرة على البذل والتضحية من أجلها، أبناء أوفياء للوطن، حراسًا للأرض والإرادة يتواصل بهم عطاء القوات المسلحة الذى لا ينضب.

إن هذا الجيل الجديد من الضباط يعاهدون الله والوطن ويعاهدونكم بعد أن أدوا يمين الولاء لمصر وشعبها، بأن يكونوا أوفياء للمسئولية الكبرى التي يحملون أمانتها، متمسكين بالمبادئ السامية والقيم النبيلة للعسكرية المصرية العريقة، محافظين على ما حققته أجيال سبقتهم فى خدمة القوات المسلحة، بالاستفادة من عنصر الزمن بالتدريب المستمر، الذى يصقل مهاراتهم ويكسبهم الخبرات، ويعينهم على الارتقاء بمعدلات أدائهم لمهامهم، وأن يكونوا ملتزمين بالمثل العليا للعسكرية المصرية، فى الانضباط والاستعداد للتضحية والفداء.

وإليهم وإلى أسرهم أوجه التهنئة بتخريجهم، كما أهنئ أبنائى الخريجين من أبناء الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة، متمنيا لهم التوفيق فى خدمة أوطانهم الشقيقة والصديقة، كما أوجه الشكر لقادة وضباط وهيئات التدريس بالكليات والمعاهد العسكرية على ما قدموه من جهد وعطاء وخبرات وعلم وثقافات لهذا الجيل من الضباط طوال دراستهم وتوليتهم بالرعاية والعناية والتوجيه، متمنيا لهم التوفيق فى مهامهم ومسئولياتهم حتى تظل كليات ومعاهد القوات المسلحة نموذجا يحتذى به لمثيلتها فى العالم من حولنا.

إننا ماضون بكل الثقة فى الله والنفس والذات فى طريقتنا لبناء مستقبل أفضل تحت القيادة السياسية الحكيمة المستنيرة، نحمى الوطن وشعبه ونقيه مغبة العدوان أيا كان، مؤمنين بأن مصر لا يحميها إلا قواتها المسلحة المصرية القوية، ولا يبنيها إلا سواعد كل المصريين، فنحن جميعا جيشا وشرطة وشعبا فى خندق واحد، تجمعنا وحدة الهدف لتكون مصر فى طليعة الدول المتقدمة، وإننا لقادرون على ذلك بالتفافنا حول رايتها وقيادتها، ومواصلة العمل والعطاء من أجل الحاضر والمستقبل، لتبقى مصر درة التاج العظيمة المنيعة إلى أبد الدهر.

والله معنا يهدينا إلى طريق الصواب ويرعى مسيرتنا، ويسدد خطانا على طريق الخير والإصلاح لأجيال

من بعدنا، إنه نعم المولى ونعم النصير، وفقنا الله وإياكم إلى ما فيه خير مصر وشعبها العظيم وأمتها العربية العريقة.

بسم الله الرحمن الرحيم

ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون

(الآية 104 من سورة آل عمران )

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

البوابة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى