الأخبار

الولايات المتحدة فشلت في التواصل مع الرأي العام المصري

53

 

قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن الكاتب مارك لينش، إنه وسط موجة الكراهية العارمة والخطاب المناهض للولايات المتحدة في مصر ينبغي على واشنطن الابتعاد بقدر الإمكان عن مصر والعمل على صياغة دبلوماسية عامة أكثر إقناعا لتفسير سياساتها التي تبدو متناقضة.

وأشار الكاتب، في مقاله بمجلة “فورين بوليسي”،أمس إلى أن المصريين رفعوا لافتات في تظاهرات ميدان التحرير مؤخرا يعلنون فيها عن احترامهم للشعب الأمريكي لكن أكدوا على كرههم لسياسات إدارة أوباما.

وأوضح  أستاذ العلوم السياسية أن هذه المشاعر المناهضة للولايات المتحدة يمكن تبريرها كرد فعل مشروع على دعم واشنطن لحكومة الإخوان المسلمين المعزولة الآن.

وأضاف الكاتب أنه ليس هناك شك في أن العديد من المصريين من كلا الجانبين – مؤيدو ومعارضو الرئيس المعزول – يشعرون بالغضب من سياسة الولايات المتحدة تجاه مصر، كما أنه ليس هناك أي جدال في قوة مشاعر الاستياء من جماعة الإخوان المسلمين التي تم ربطها بواشنطن على نحو فعال، حيث لا يمكن لأي شخص أن يختلف على أن الولايات المتحدة فشلت في التواصل بشكل صحيح مع الرأي العام المصري الجديد المستقطب بشكل مكثف.

ولفت الكاتب الأمريكي إلى أن هذا العداء المصري تجاه الولايات المتحدة ليس أمرا حديثا، بل إنه أمر موروث منذ عهد مبارك، حيث تسبق صعود محمد مرسى والإخوان المسلمين إلى السلطة.

فالخطاب المناهض للولايات المتحدة الذي كان يتدفق دائما بحرية من خلال وسائل الإعلام المصرية قد انعكس على الرأي العام المصري، والآن، تكافح واشنطن بوضوح للاستجابة بفعالية لهذه الساحة المعادية المستقطبة، وليس من الواضح أن أي مسار بديل سيسفر عن نتائج أكثر إيجابية، نظرا للمزاج العام المصري.

لذلك – يرى الكاتب – حان الوقت لاستدعاء الدبلوماسية العامة في محاولة لمكافحة المفاهيم الخاطئة المناهضة للولايات المتحدة وإقناع المصريين بنوايا واشنطن وتفسير مواقفها.

في الوقت ذاته، ينبغي على واشنطن أن تولي اهتماما وثيقا لما يقوله الرأي العام المصري، فالدرس الساحق من السنوات القليلة الماضية ينبغي أن يكون مسألة الجماهير، بكل تنوعاته وتناقضاته، حتى لو كان من الصعب التنبؤ بالضبط كيف أو من أين  سيظهر أثرها.

وأكد لينش أنه ينبغي على واشنطن النظر إلى دبلوماسيتها العامة باعتبارها استثمارا استراتيجيا طويل الأجل، وليس كحل سريع، لافتا إلى أن إدارة أوباما بالتأكيد ينبغي عليها الانخراط بشكل أوسع مع شريحة واسعة من الرأي العام المصري وصياغة سرد أكثر إقناعا لتفسير سياساتها التي تبدو متناقضة.

اخبار البديل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى