الأخبار

26 يوما على حل لغز سقوط الطائرة المنكوبة

 

107

 

على الرغم من مرور 4 أيام على سقوط الطائرة المصرية العائدة من فرنسا التي كانت تحمل 56 راكبًا و10 من طاقمها، فإن تفاصيل الحادث لا تزال لغزًا محيرًا، لاسيما في ظل تعدد التكهنات التي فرضتها بعض وسائل الإعلام الغربية، والتي وصلت إلى اتهام قائد الطائرة بالانتحار، وهو ما أثار غضب مسؤولي الدولة المصرية خاصة أن التحقيقات ما زالت مستمرة.

ويعتمد المحققون على الصندوق الأسود، لمساعدتهم في الوصول إلى حقيقة لا تقبل الشك لفك طلاسم هذا الحادث، ولا تزال رحلة البحث عنه مستمرة حتى الآن، حيث أعلن الرئيس عبد الفتاح  السيسي خلال كلمة له اليوم الأحد أثناء افتتاح مصنع “موبكو دمياط للأسمدة”، إن مصر تبذل جهودًا للبحث، وذلك بوجود غواصة تصل إلى 3 آلاف متر تحت سطح المياه، ونسعى جاهدين لانتشال الصندوقين الأسودين، ليساعدانا بنسبة كبيرة للحصول على معلومات وراء سقوط الطائرة.

ماذا يخبئ الصندوق الأسود؟

تحمل الطائرة صندوقين يسجل أحدهما البيانات الرقمية للرحلة وتتضمن معلومات عن سرعة واتجاه وارتفاع الطائرة، بينما يسجل الصندوق الثاني الأصوات والمحادثات داخل مقصورة قيادة الطائرة والتعليمات التي يصدرها الطاقم،
ويهتم الصندوق الأسود الأول بحفظ البيانات الرقمية والقيم الفيزيائية كالوقت، السرعة، الاتجاه، أما الصندوق الأسود الثاني فوظيفته تسجيل الأصوات مشاحنات، استنجاد، حوارات، وغير ذلك.

وعلى الرغم من تسمية الصندوق بـ”الأسود”، فإن اللون الحقيقي الذي يحمله الصندوقين هو البرتقالي مع خطوط بيضاء عاكسة، وذلك لتسهل رؤيتهما خلال عمليات البحث، كما يصل وزن كل صندوق ما بين سبعة إلى عشرة كيلوجرامات، وتعود سبب تسميته بـ”الأسود”، نظرًا لارتباطه  بالكوارث الجوية وحوادث تحطم الطائرات.

وتعود أسباب احتفاظ الصندوق الأسود ببياناته نظرًا لأنه يحاط بقوالب متينة للغاية مصنوعة من عنصر التيتانيوم، ومادة عازلة لتتحمل صدمات تبلغ قوتها أضعاف قوة الجاذبية الأرضية، وتتحمل حرارة تفوق 1000 درجة مئوية وضغطًا يعادل ضغط المياه على عمق 20000 قدم تحت البحر،  كما أنه محاط بجدار سميك من سبائك معدنية تستطيع تحمل الارتطامات القوية والتحطم والانفجارات، وقد تم إجراء تجربة بإطلاق قذيفة على الصندوق بقوة 3400 نيوتن، وتلف قطع التسجيل عادة بمادة عازلة تحميها من التعرض لمسح المعلومات المسجلة عليها وكذلك من العطب والتآكل من جراء مياه البحر لمدة 30 يومًا، بما يعني أن المدة المتبقية للحفاظ على بيانات الطائرة المصرية المنكوبة 26 يومًا فقط.

متى تنفذ مقترحات هيئة السلامة الجوية؟ 

 أعلنت هيئة السلامة الجوية الأوروبية قبل عامين، أنها صاغت مقترحات تسهل العثور على الصناديق السود في الطائرات المفقودة، عن طريق إدخال تردد إشارات جديد يسهل معرفة موقع الصندوق الأسود المفقود تحت الماء، بالإضافة إلى تمديد فترة عمل جهاز تحديد الموقع تحت الماء من ثلاثين إلى تسعين يومًا، إضافة إلى زيادة الفترة المخصصة للتسجيلات الصوتية في قمرة الطائرة من نحو ساعتين حاليًا إلى عشرين ساعة.


تاريخ الصندوق الأسود

اقترح عالم طيران أسترالي يدعى “ديفيد وارن”، صنع جهاز لتسجيل تفاصيل رحلات الطيران، وكان الجهاز الأول أكبر من حجم اليد ولكنه يستطيع تسجيل نحو أربع ساعات من الأحاديث التي تجري داخل مقصورة القيادة وتفاصيل أداء أجهزة الطائرة.

ورفضت سلطات الطيران الأسترالية جهازه، إذ رأت أنه عديم الفائدة في مجال الطيران المدني، وأطلق عليه الطيارون اسم “الأخ الكبير” الذي يتجسس على أحاديثهم، ونقل الدكتور وارن ابتكاره لبريطانيا فرحبت به، وفي غضون ذلك، كان جهاز آخر يتم تطويره في الولايات المتحدة.

وفي عام 1960 بدأت الإجراءات الأولى لجعل وضع الجهاز على متن الطائرات أمرا إلزاميا، ومع مرور السنين وتقدم التكنولوجية الحديثة استبدلت الأشرطة المغناطيسية بأجهزة كومبيوتر، وأصبحت الأجهزة أكثر تطورًا تستطيع تسجيل كمية أكبر من المعلومات والبيانات وـن تتحمل الصدمات والبقاء في أسوء الظروف الطبيعية.

إشارات للعثور على الصندوقين الأسودين

ومن ضمن التجهيزات التي يعتمد عليها في فكرة الصندوق الأسود، أن الصندوقين؛ بث غوص يندلع إذا ما غاصت الصناديق في الماء وتطلق إشعارًا فوق الصوتي للمساعدة على العثور عليهما، ويبث هذا الإشعار على ذبذبة 37,5 كيلو هرتز، ويمكن التقاطه في عمق يبلغ 3500 متر (14000 قدم).

وتصل قدرة الصندوقين على التسجيل ما يتراوح بين 30 و120 ساعة، لكنهما يحتفظان بآخر ساعتين من عمر الرحلة المنكوبة.

ويقوم مسجل اتصالات قمرة القيادة بحذف كل البيانات المسجلة إلا الساعتين الأخيرتين من فترة التسجيل، لأن الجزء الأخير من الرحلة هو الذي يحدد عادة سبب تحطم الطائرة.

وتنطلق رحلة البحث عن الصناديق السود في الطائرات المتحطمة باستخدام أجهزة متطورة مثل الروبوتات المربوطة بالغواصات، أو السفن المجهزة بمسبارات الاستشعار، أو بتقنيات الكاشف المغناطيسي التي بإمكانها البحث في مساحة تبلغ نحو 60 كيلومتر مربع.

ويتولى تحليل بياناتها بعد العثور عليها وانتشالها خبراء في حوادث الطيران حكوميون أو تجاريون، وتوجد أقوى مكاتب تحليلها بالولايات المتحدة وفرنسا.

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى