الأخبار

ماذا تسمي هذه باللغة العامية في بلادك ؟

26وهل تعرف تسميتها بالعربية الفصحى ؟

إن كنت لا تعلم أو لست متأكدا فلا ضير في ذلك، الأدهى والأمر هو من لا يعلم ولا يريد أن يعلم، فكما يقول المثل : “الرجال أربعة. رجل يدري ويدري أنه يدري فذلك عالم فاتبعوه. ورجل يدري ولا يدري أنه يدري فذلك نائم فأيقظوه. ورجل لا يدري ويدري أنه لا يدري فذلك مسترشد فعلموه. ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذلك جاهل فارفضوه.”

 

عندما كنت بصدد ترجمة أحد الملفات من اللغة الفرنسية إلى العربية، صادفني إشكال : كان علي ترجمة كلمة “claquettes” إلى العربية، ولكن الفئة الموجه إليها هذا الملف هي من شريحة العمال الذين لا يهتمون بـ”القراية” ولا بالمفردات العربية الصحيحة، نسميها بعاميتنا الجزائرية “بْليغة” أو “بَلْغة”. شخصيا لا أحب إضافة الشرح ما بين القوسين في الترجمة، لكني اضطررت لذلك، بعد كتابتها بالفصحى، حتى يصل المعنى كاملا وتتحقق الفائدة لصاحب العمل.

 

على كلّ، أما عن مقابل الكلمة في العربية الفصيحة فهو “النعلان” من النعل والانتعال. وفيما يلي نبذة مصطلحية لمن تهمّه لغته الأصيلة 🙂
قال ابن فارس: (نعل) النون والعين واللام أُصَيلٌ يدلُّ على اطمئنانٍ في الشيء وتسفُّل. منه النَّعْل المعروفة، لأنها في أسفل القَدَم. ورجلٌ ناعل ذو نعل، ومُنْتَعِلٌ أيضاً. وأنْعَلْتُ الدّابّة. ولا يقال نَعَلْتُ. وحِمار الوحشِ ناعلٌ لصَلابةِ حافرِه. والنَّعْلُ للسَّيفِ: ما يكون أسفَلَ قِرَابِهِ من حديدٍ، أو فِضّة. معجم مقاييس اللغة (5 / 445)
وقال ابن منظور : النعل والنعلة ما وقيت به القدم من الأرض، والجمع نعال ونعل ينعل نعلا وتنعل وانتعل لبس النعل. لسان العرب (11 / 667)
ويسمى الحِذاءُ نعلاً. الصحاح في اللغة (2 / 218)، والإحتذاء ، الإنتعال. تحفة الأحوذي (10 / 183)، والحَفَاء خِلافُ الانتِعال. معجم مقاييس اللغة لابن فارس (2 / 83)
فائدة : قال ابن العربي المالكي: النَّعْلَ لِبَاسُ الْأَنْبِيَاءِ. فتح الباري لابن حجر (10 / 308)، طرح التثريب (8 / 440)…

 

أما عن الفرق بين النعل والخف :
قال الجوهري: النعل: الحذاء مؤنثة، وتصغيرها: نعيلة، وقيل: النعل عند العرب: حذاء غير محيط بالقدم، فإن أحاط بالقدم وغطى الكعبين فهو: الخف.
والنعل مؤنثة تأنيثا مجازيا، ولكل قدم نعل، وللرجل نعلان في قدميه، قال الله تعالى: {فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً} [سورة طه: الآية 12].
[القاموس القويم للقرآن الكريم 2/ 274، ومعجم الملابس في لسان العرب ص 127].
ومن ضمن العبارات التي أعجبتني خلال بحثي “ذوات الخف”، ويقصد بها الحيوانات التي جعل الله لها جلدا غليظا في أسفل قدمها يساعدها على المشي كالإبل ونحوها. فسبحان الله الرحيم، وما أجمل تناسق اللغة العربية !

 

أما عن التسميات العامية للحذاء على العموم، بين نعل وخف، فهي تختلف اختلافا شاسعا بين المناطق العربية بل وحتى بين مناطق بلد واحد أحيانا ! ومن بين ما وجدت: الخف والنعل والجزمة والمداس والهنكارة والبوط والقبقاب والبلغة والريحية والشربيل والكندرة والشحاط والصرماية والشبشب والبابوجة والصباط والجزمة والحفاية…

 


 أمر بديهي أن اختلاف شكل الحذاء وطريقة صنعه ومادتها يقتضي اختلاف تسميته، هذا فيما مضى، لكن هذا الاختلاف في التسمية انتقل إلى بعض أنواع الأحذية ليحدث خلطا في التسميات بكل أسواق العالم.

ومن أمثلة الاختلاف المتناقض بين بني اللسان العربي هو تسمية صباط، فهناك من يستعملها دلالة على الخف أو الحذاء الغليظ، وآخرون يستعملون التسمية ذاتها دلالة على الحذاء الناعم الذي يمكن لبسه على الزرابي وما شابه !!

 

وماذا عنك ؟ كيف تسمي حذاءك ؟
STOP

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى