الأخبار

سيناريوهات غلق السفارات

 

 

46

 

منذ بداية مسلسل غلق السفارات والذي يضم إلى الآن السفارة البريطانية والكندية والأسترالية وأخيرًا الألمانية، “لا نعلم بعد حتى كتابة هذه السطور إن كان سيلحق بهم آخرون أم سيحدث العكس، فقد تعددت التساؤلات والحوارات حول الأسباب الحقيقية التي أدت إلى عمليات الإغلاق من قِبَل حكومات هذه السفارات والتي بدأت بقرارات منفردة دون إعلام مسبق للحكومة المصرية مما يفترض به أن يسئ إلى العلاقات المتبادلة بينها وبين مصر على أقل تقدير فهو أسلوب يفتقر إلى اللياقة بفن التعامل بجانب بروتوكولات دولية تخضع لنوعية وأسلوب تعامل يُفرض على جميع الأطراف..

وإذا تغاضينا عن هذه النقطة ونظرنا إلى المشهد ككل وما سببه الحدث من بلبلة للرأي العام وتكاثر وتعدد الحوارات والسيناريوهات بين جميع شرائح الشعب عما يحدث فوق أرض دولتهم!! وما هو مقبول وما هو غير مقبول كأسلوب تعامل على الصعيد الشعبي وكحكومة مسئولة أمام شعبها !!.

هنا نرى أمامنا مجموعة من الأقاويل والأسباب التي تتناقلها وكالات الأنباء والأفراد والكل يبحث عن الذريعة الحقيقية التي تقنعه: فهناك عدة آراء رئيسية الأول رأى يقول أن السبب وراء إغلاق السفارات هو إحباط مخطط إرهابي يستهدف أماكن حيوية بالدولة منها السفارات المعنية بمحاربة الإرهاب “.

هناك رأى آخر يقول إن السفارات المعنية قد أغلقت أبوابها وعلّقت أعمالها بمصر كنوع من الضغط السياسي على مصر “لأن هناك عدم اعتراف خفى منها وغير معلن بثورة يونيو” ولذا هناك نوع من الحرب التي تديرها في الخفاء لتدمير السياحة وتشويه وجه مصر وجهودها البناءة لاسترجاع وضعها ولكى تفشل المشاريع العملاقة التي تحدث الآن على أرض الواقع بمصر ومحاولة من هذه الدول لقهقرة النجاح والإنجازات التي أسعدت المواطن المصرى خاصة عند ظهور الإحصائيات التي تدل على رضا الشعب المصرى عن الإنجازات التي يقوم بها سيادة الرئيس السيسي والحكومة المصرية.

هناك رأى ثالث وهو أن غلق السفارات يأتى في ظل اتجاه الدولة إلى التعاون البناء مع روسيا والصين لإقامة نهضة حقيقية على أرض مصر خاصة بعد أن قاما بمساندة ثورة 30 يونيو وقدما الكثير من المساعدات الاستثمارية والمساعدات الروسية والصينية لمصر في فترة قصيرة جدا وهناك علاقات ودية وتفاهم تضمن التعامل على أسس الندية والمساواة بين جميع الأطراف، خاصة وأن زيارة السيسي للصين قد اقتربت ويعد التحضير لها منذ أيام.. كذلك زيارة الرئيس الروسى مطلع العام المقبل 2015!!

هناك رأى رابع يربط بين حوار المنامة لمناقشة القضاء على الإرهاب والملف النووى الإيرانى ولتى لم تتواجد به قطر ولكن كان هناك عضو سابق بمجلس الأمن القومي مُمثلًا عن إيران.. وقد قامت البحرين وبريطانيا بتوقيع اتفاق لإقامة أول قاعدة عسكرية بحرية منذ 40 عام بميناء سلمان البحرينى بتكلفة 15 مليون جنيه استرلينى وقد حضر توقيع هذا الاتفاق عدد من وزراء الخارجية والدفاع ومسئوليين وخبراء أمن دولى.. وبالطبع كان هناك اعتراض من دولة قطر خوفًا على وضعها الإقليمي بالمنطقة هي وإيران.. مما دعى البعض يفسر أن عمليات إغلاق السفارات قد جاءت نتيجة لتهديدات من بقايا حصان طروادة المتواجدة كمخالب للإرهاب في مصر.. !!

الآن بعدما استعرضنا كل السيناريوهات الموجودة على الساحة.. لا يسعنى سوى إبداء رأى متواضع وهو أن من حق كل دولة البحث عن أمنها ولكن يجب التعامل بما يحقق الندية والاحترام المتبادل بين الدول خاصة وأن مصر دولة عميقة لها وزنها وتاريخها وحاضرها القوى رغم أي عراقيل أو معوقات..

كما أن إغلاق السفارات لا يعنى لنا منع مياه المحاياة عن شعبنا فمصر غنية بشعبها وعلاقاتها مع العالم واتحادها العربى وتواجد سفارات الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة المساندة لها هو كنز كبير أدامه الله علينا.. علاوة على هذا وذاك أقولها في ثقة وتحدٍ كبيرين لن تستطيع أي دولة بالعالم تتعامل مع مصر أن تغلق أبوابها طويلا ” فالعالم يحتاج لمصر كإحتياج مصر له، فقد عرفت مصر طريقها بقيادة واعية اختارها شعبها ولن تعود إلى ملفي (الاحتياج والفوضى).. حفظ الله مصرنا ورعاها.. وتحيا مصر.

 

 

 

فيتو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى