الأخبار

رجل فى موبايل زوجتى !

5

 

 

 

أصرت داليا علي الطلاق.. سلكت كل الطرق والأساليب التي تقتلع امرأة من قلب رجل لكن محمود حاول بكل السبل أن يسترضيها ويهدئ من روعها ويفك لغز هذه المرأة التي أضاء لها أصابعه شموعا فإذا بها تحاول أن تحرقه.. وتغدر به.. وتنفصل عنه رغم ما كان بينهما من حب ضرب به الناس الأمثال!
ويبدو أنها أرادت التصعيد، واللعب بآخر كارت، وإنهاء رغبتها بأي شكل وأسرع وقت، وقالت له في تلك الليلة التي لا ينساها محمود والتى نشرتها جريدة ” اخبار اليوم” المصرية اليوم :
•• لقد حرمت نفسي عليك من هذه اللحظة.. لا تنتظر مني أن أقدم.. أو أسمح لك الاقتراب مني لن أطيعك.. ولن أخرج من حجرتي إذا تواجدنا في هذا البيت معا.. إن لم تطلقني خلال اسبوع من الليلة سأعتبر موقفك إعلان حرب سوف أرد عليه بما يجعلك تندم وتعيش من بعدي أسود أيام عمرك!
ظل محمود صامتا.. أدرك أن وقت المفاوضات قد انتهي ولن تفلح هداياه.. ومحاولاته في أن تسترد زوجته عقلها وتستعيد رشدها.. وتفيق من غفوتها!
وراح يفاجىء داليا بما لم تكن تتوقعه:
• الطلاق سوف يجعل لك حقوقا.. وامرأة مثلك لا تستحق جنيها واحدا.. تعرفين انني لم أبخل عليك بكل ما أملك لكن من الليلة أصبحتي خارج حساباتي كزوج وغير مرغوب فيك كامرأة، والخلع سوف يرتب لي حقوقا تبخلين بها رغم أنك الباحثة عن الخراب.. تريدين كل شيء مقابل لاشيء.. المحكمة هي الوحيدة التي يمكن أن تفرض كلمتها عليك وعلي وطالما سنلجأ للمحاكم لم يعد لك في هذا المكان وجود عليك بالرحيل!
نظرت إليه داليا في دهشة تساءلت بينها وبين نفسها من أين جاءته هذه القوة لقد عاش معها عدة سنوات خاتما في اصبعها.. أسيرا في مملكتها..خادما يلبي طلباتها.. فكيف تحول العصفور الرقيق إلى أسد جريح؟! لم تجتهد بحثا عن إجابات.. ولم تجهد نفسها خوفا علي أعصابها وهي التي عاشت من أجل المتعة والحرية وعشق الحياة!
حزمت حقائبها وقبل أن تغلق الباب خلفها نظرت خلفها لتجد محمد يشعل سيجارة من سيجارة ويتنهد بحرقة.. قالت له في غضب:
• سوف أذهب إلى المحكمة.. وتحمل النتائج!
قام محمود ودفع الباب وراءها بكل قوة.. عاد إلى مقعده والدماء تغلي في عروقه كيف بدأت داليا حياتها الزوجية معه وكأنها ملاك فوق الأرض، وكيف تنهيها الآن وكأنها شيطان رجيم؟!
تزوجها رغم معارضة أهله.. كان واثقا من أنها تحبه بجنون.. وكان أهله يعترضون علي أسلوبها في الحياة والأسرة التي تنتمي إليها وانتهت كل الزيجات فيها بالانفصال لم يعبأ بنصائح صديق عمره الذي حذره من أن يرتبط بإنسانة متحررة تروج لجمالها بالفساتين الجريئة بينما هو متدين، ومن أسرة لا تبدي فيها النساء زينتهن إلا لمن أباح الشرع!
تذكر محمود كل من حذره أو نصحه أو دق له أجراس الخطر قبل أن يعقد قرانه علي داليا.. وتذكر أيضا – كيف وقف أمام الجميع معارضا، مدافعا عن فتاة أحلامه ملتمسا لها الأعذار والمبررات فكان يرد بأنه ليس من العدل أن يأخذها بذنب أسرتها، وليس من العدل أن نحاسبها علي جمالها وأنوثتها فمازالت شابة صغيرة سوف تهذبها الأيام!
ولم تخذله داليا.. كانت حياته معها أكبر دليل علي أنه كان صائبا حينما لم ينجرف إلى تيار المعارضة. حتي كانت الليلة الموعودة أصيبت داليا وهي في النادي بآلام مبرحة في جانبها.. نقلوها للمستشفي اتصلوا به فطار إليها كالمجنون.. أجروا لها جراحة استئصال الزائدة الدودية.. بينما هو يغادر المستشفي في الواحدة صباحا سلموه حقيبة يدها وتليفونها وبعض المتعلقات حبس نفسه في بيته حزينا يدعو لها بالشفاء.. كان يبكي وهو يقلب في تليفونها باحثا عن رقم صديقة عمرها ليرجوها أن تكون بجوار داليا في المستشفي.. فوجىء بصورة رجل غريب.. تذكر ملامحه بسهولة.. انه جارهم بالعمارة وصاحب معرض السيارات الذي اشترت منه داليا سيارتها!..
استشاط محمود غضبا.. انتظر زوجته حتي شفيت وعادت إلى بيته.. سألها عن صاحب الصورة.. ارتبكت وتوترت وثارت في وجه محمول لأول مرة لم تجد مبررا لصورة الرجل في تليفونها الخاص اتهمت محمود بأنه يشك في سلوكها ويعبث بأشيائها الخاصة ويتهمها بالخيانة وحينما تدخل أهله للصلح بينهما بررت الصورة بأنها التقطتها يوم كانت تجرب الموبايل الجديد الذي اشترته في نفس يوم شراء السيارة!
منذ هذه الليلة والحياة   جحيما داخل البيت رغم ان محمود تظاهر بالاقتناع ببراءة زوجته لكنها كانت واثقة من أنها صارت تحت رقابة شديدة.. كانت تتعلل بأن الحياة لا يمكن أن تستمر بينها وبين محمود بعد أن تسربت إليه الشكوك وفشل محمود في أن يزيل هذا الإحساس!
الليلة انتهي كل شيء وكان علي محمود أن يعيد حساباته ويجهز نفسه لحياة جديدة خرجت منها داليا رغما عنه!
وضع المحامون خطة محكمة لتحصل داليا علي الطلاق بأساليب ملتوية فليس لديها سبب يقنع المحكمة بموقفها.. وفي أول جلسة فوجىء محمود بأنها تتهمه بالاعتداء عليها علي باب النادي وأنه ضربها وأصابها بجروح بالغة وكاد محمود يفقد عقله حينما تقدم شهود داليا لتأكيد الواقعة أمام المحكمة جاره صاحب معرض السيارات ورجل آخر لا يعرفه ربما كان صديق الشاهد الأول!
وقال محمود للمحكمة:
•• يمكنني أن أثبت أن الشهادة الطبية مزورة.. وأن الشاهد كذاب وأن له قصة في حياة زوجتي.. لكن كل هذا لم يعد له فائدة.. لأنني أعلن أمام المحكمة أن داليا طالق!
بعد ستة شهور عادت داليا إلى العمارة لكن زوجة لصاحب معرض السيارات وضرب الجيران كفا بكف.. كان المشهد مثيرا حينما تصنع الصدفة لقاء بين الثلاثة في مدخل العمارة أو داخل المصعد محمود وداليا وحسام.. المرأة التي كانت  حلالا لمحمود حراما علي غيره صارت حلالا لحسام حراما علي محمود!
نساء العمارة كن يستغربن كيف تضع داليا عينيها في عيني محمود؟.. ورجال العمارة كانوا مندهشين من الابتسامة الصفراء علي وجه محمود، وإن كانوا يشعرون المرارة التي تملأ قلبه.
ويبدو أن محمود أراد أن يستريح ويريح باع الشقة.. اشتري أخري بإحدي المدن الجديدة. وقطع علاقته بالماضي بكل ما فيه من حلو ومر! عاش حياته الجديدة علي نفس الوتيرة.. لا يخرج من بيته إلا في التاسعة صباحا متوجها إلى عمله.. وعائدا إلى بيته مع غروب الشمس ويستيقظ في الرابعة ليصلي الفجر ثم يفتح المصحف ليقرأ ما تيسر له!
الأيام تمضي.. الشمس تشرق وتغرب عام يرحل وآخر يصل.. ومحمود يعيش وحيدا في مدينة العبور.. لا يختلط بأحد ولا يسمح للآخرين بالاختلاط به!
بعد أحد عشر عاما فوجىء محمود علي شاشة إحدى الفضائيات بالمذيع يستضيف الزوجة التي ذبحت زوجها بعد أن ضبطته متلبسا بخيانتها علي فراش الزوجية.. صعقته المفاجأة وقف ثم جلس ثم وقف وهو يصيح.:
“داليا.. مش معقول!” كانت بملابس السجن.. ذليلة.. منكسرة.. لا تقوي علي الكلام بعد أن أحيلت إلى الجنايات!
محيط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى