الأخبار

مصر وتنزانيا.. 53 عامًا من التعاون لأجل «السلام»

ترتبط مصر وتنزانيا بعلاقات تاريخية، حيث احتفل البلدان فى 2014 بمرور 50 عاما على تأسيس علاقات دبلوماسية، حين أصبح سالم أحمد سالم، الأمين العام السابق لمنظمة الوحدة الإفريقية، أول سفير لتنزانيا بمصر عام 1964، فى أعقاب الوحدة بين تنجانيقا وزنجبار.

ورصد تقرير للهيئة العامة للاستعلامات، اليوم الإثنين، وفقًا لبيان وزارة الخارجية والتعاون مع شرق إفريقيا التنزانية، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى تنزانيا تهدف إلى تعزيز وتقوية العلاقات الدبلوماسية، والاقتصادية، والاجتماعية بين البلدين، وإتاحة الفرصة للزعيمين الرئيس عبدالفتاح السيسى، ونظيره التنزانى جون ماجوفولى، لمناقشة القضايا المختلفة المتعلقة بالبلدين، وبالمنطقة وكذلك القضايا الدولية.

وشددت الخارجية التنزانية على أن العلاقات الدبلوماسية بين تنزانيا ومصر هى علاقات عريقة منذ عهد الرئيس الأول لتنزانيا جوليوس نيريرى والرئيس الراحل جمال عبدالناصر.

وقالت الهيئة العامة للاستعلامات فى تقريرها، إن العلاقات السياسية بين مصر وتنزانيا قد شهدت تطورًا كبيرًا منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة الجمهورية فى مصر، حيث حرصت تنزانيا على المشاركة فى حفل تنصيب السيسى رئيسا للجمهورية فى يونيو 2014، وأكدت على لسان وزير خارجيتها آنذاك، بيرنارد بيمبى، ضرورة عودة مصر لممارسة دورها الطبيعى والتاريخى فى أنشطة الاتحاد الإفريقى.

وخلال استقباله السفير المصرى بتنزانيا فى فبراير 2016، أكد الرئيس التنزانى جون ماجوفولى دعمه غير المحدود للرئيس عبد الفتاح السيسى من لاستقرار وأمن مصر، معربًا عن تقديره لمصر ودورها فى الماضى والحاضر، مشيدًا بالعلاقات الثنائية المتميزة بين الجانبين.

وأبدى الرئيس التنزانى اهتمامه بتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية مع مصر، مؤكدًا على حاجة تنزانيا للتعاون مع مصر فى العديد من المجالات، موجهًا الدعوة للمستثمرين المصريين لاستكشاف فرص التعاون المُمكنة فى تنزانيا فى جميع المجالات، وفى مقدمتها التشييد والبناء.

وأشار تقرير هيئة الاستعلامات إلى أنه خلال قمة الاتحاد الإفريقى الـ28 بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا فى يناير 2017، التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى بنظيره التنزانى جون ماجوفولى حيث أعرب الرئيس السيسى عن تطلع مصر لتطوير التعاون مع تنزانيا فى شتى المجالات والعمل على زيادة حجم التعاون الاقتصادى والتبادل التجارى بينهما، وكذلك أكد أهمية تكثيف التشاور والتنسيق بين البلدين فى ظل التحديات المشتركة القائمة، ولاسيما خطر الإرهاب الذى يُشكل تهديدا للقارة الأفريقية بأكملها.

كما أكد الرئيس جون ماجوفولى حرص تنزانيا على تطوير العلاقات الوثيقة والتاريخية التى تجمعها بمصر على مختلف الأصعدة، مشيدًا باستعادة مصر لدورها القيادى فى إفريقيا، فضلًا عما تم إنجازه فى مصر على صعيد تحقيق التنمية والاستقرار خلال العامين الماضيين، كما أعرب الرئيس التنزانى عن تقدير بلاده للدعم الفنى الذى تقدمه مصر لأبناء تنزانيا فى مجال بناء القدرات والتدريب.

وعلى صعيد العلاقات الاقتصادية والتبادل التجارى، يشير تقرير هيئة الاستعلامات إلى أن البلدين وقعا فى أكتوبر من عام 2002 اتفاقية لإنشاء مجلس أعمال تنزانى مصرى بين جمعية رجال الأعمال المصريين واتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة التنزانى.

وانتهى البلدان فى عام 2015 من مفاوضات بشأن إلغاء الرسوم الجمركية على التجارة البينية فى إطار اتفاق إنشاء منطقة تجارة حرة ثلاثية بين التكتلات الاقتصادية الإفريقية الكبرى “الكوميسا والسادك ومجموعة شرق إفريقيا” والتى تم توقيعها خلال قمة شرم الشيخ فى عام 2015.

ويصل حجم التبادل التجارى بين الجانبين إلى 10.5 مليون دولار “تقديرات عام 2010″، حيث تشمل بنود الصادرات المصرية إلى تنزانيا منتجات غذائية وكيماوية ومعادن ومصنوعات من حجر أو أسمنت ولدائن وعجائن من خشب وورق مقوى ومصنوعاته وخشب وفحم خشبى وحيوانات حية وأحذية وأجهزة بصرية، أما الواردات فتشمل الأخشاب والجلود الخام ومنتجات كيماوية.

وتسعى مصر إلى إنشاء خط ملاحى عبر البحر الأحمر يبدأ من ميناء سفاجا المصرى لربط دول شرق إفريقيا المطلة على ساحله تدعيما للعلاقات الاقتصادية وحركة التجارة بين البلدين، فضلًا عن سعى مصر من خلال تجمع الكوميسا إلى إنشاء خط ملاحى نهرى للربط بين البحر المتوسط ليمر بجميع دول حوض النيل وينتهى عند بحيرة فيكتوريا.

وللمكاتب الاستشارية الهندسية المصرية دور بارز فى المشروعات القومية العملاقة فى تنزانيا، مثل تنفيذ كوبرى “كيجامبونى” الذى يربط ضفتى مدينة دار السلام ببعضهما والذى افتتح العام الماضى، فضلًا عن تصميم توسعة مطار جوليوس نيريرى الذى يتم حاليا، بالإضافة إلى عدد من الشركات المصرية الكبرى التى تعمل بتنزانيا والتى تشهد طفرة فى إنشاءات البنى التحتية منها شركة المقاولون العرب.

وفى ملف التعاون الزراعى، تعمل وزارة الزراعة المصرية على تدريب الكوادر الزراعية التنزانية من خلال المزرعة النموذجية المشتركة مع زنزبار عبر مهندسين مصريين مقيمين بصفة دائمة فى المزرعة، والتى تعمل على تدريب الكوادر التنزانية على أحدث التقنيات الزراعية التى تناسب التربة المحلية.

وفى إطار اهتمام مصر بالتعاون الفنى مع تنزانيا، تقدم الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية العديد من الدورات التدريبية فى أهم مجالات التدريب منها الزراعة والقضاء والإعلام والدبلوماسية والدفاع.

ودعما للدبلوماسية البرلمانية، يجرى فى الوقت الراهن إنشاء جمعية صداقة برلمانية مشتركة بين مجلسى النواب المصرى والجمعية الوطنية التنزانية “مجلس النواب التنزانى”.

وتشهد الزيارات المتبادلة بين البلدين على سعيهما لتقوية وتعزيز علاقاتهما فى شتى المجالات، ففى نوفمبر من عام 2016، ذهب وزير الرى والموارد المائية المصرى إلى تنزانيا لافتتاح المرحلة الثانية من الآبار الجوفية فى المنطقة الشمالية بها، حيث شملت 30 بئرا موَّلتها مصر بالكامل، ليصل إجمالى عدد الآبار التى حفرتها مصر فى تنزانيا إلى 60 بئرا فى إطار مشروع يشمل 100 بئر بالمناطق الأكثر احتياجا بتنزانيا.

كما قام وزير الزراعة واستصلاح الأراضى المصرى بزيارة لتنزانيا فى نوفمبر 2015، لحضور حفل تنصيب الرئيس التنزانى جون ماجوفولى، حيث نقل الوزير المصرى، للرئيس التنزانى تمنيات الرئيس السيسى وشعب وحكومة مصر بالتوفيق والنجاح فى مهامه لقيادة شعبه نحو التقدم والإزهار.

وفى يونيو من عام 2014، قام وزير الخارجية التنزانى برنارد ميمبى بزيارة مصر للمشاركة فى حفل تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيسًا لمصر.

وعلى صعيد التعاون فى القطاع الصحى، ذكر تقرير هيئة الاستعلامات أن مؤسسة “نيل الأمل” المصرية أطلقت فى يوليو 2017 قافلة الأمل لجراحات الأطفال والتشوهات الخلقية التخصصية الرابعة بمدينة زنزبار بدولة تنزانيا لعلاج الأطفال المصابين بتشوهات خلقية بالمجان، حيث أجرت القافلة أكثر من 50 عملية جراحية وقامت بتوقيع الكشف الطبى على أكثر من 200 طفل.

وسبق ذلك فى أغسطس من عام 2016، قيام وفد مكون من 7 أطباء من جامعة الإسكندرية بزيارة لتنزانيا وجزيرة زنزبار، فى إطار الاتفاق الموقع بين جامعة الإسكندرية وجامعة موهمبيلى التنزانية بهدف دعم التعاون الصحى والعلمى بين الجامعتين لإجراء عمليات جراحية للأطفال.

وتُعد هذه الزيارة الثالثة للعام الثالث على التوالى لوفد طبى من جامعة الإسكندرية، حيث قام وفد طبى مماثل فى العامين السابقين بزيارة تنزانيا لإجراء عمليات جراحية وعلاج بعض الأطفال الذين يحتاجون رعاية طبية عاجلة.

 

فيتو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى