الأخبار

أئمة تونس يعلنون الغضب على الرئيس

أكد أئمة وشيوخ تونسيون، اليوم الخميس، معارضتهم قرار رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، بشأن المساواة في الميراث بين الجنسين، والسماح بزواج المرأة التونسية المسلمة من أجنبي.

وأكد عدد من مشايخ تونس وأساتذة بجامعة الزيتونة “أن الإسلام لم يظلم المرأة في مسألة الميراث بل أنصفها معتبرين أن مسألة المساواة في الإرث بين الرجل والمرأة التي دعا إليها الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في خطابه الأخير بمناسبة الاحتفال بعيد المرأة تعد “مسألة مغلوطة وكان الأجدر البحث والتمحيص في الموضوع قبل الخوض فيها.

وقدم أئمة وشيوخ تونسيون، في مؤتمر صحفي اليوم بالعاصمة تونس ونظمتها جمعية “الأئمة من أجل الاعتدال ونبذ التطرف” وجمعية “هيئة مشايخ تونس” الحالات التي تجد فيها المرأة نفسها ترث نصف الرجل أو التي ترث فيها الأنثى أكثر من الذكر وتتساوى فيها المرأة في الميراث مع الرجل مبينين أن هذه الحالات يفوق عددها 30 حالة.

واعتبر مفتي تونس السابق حمدة سعيد في مداخلته أن الدين الإسلامي يتضمن في شريعته على ثوابت بينة وقطعية ومجمع عليها لا مجال لتبديلها ومتغيرات يمكن للمتخصصين من العلماء الاجتهاد فيها، مشيرا إلى أنه من الثوابت أحكام المواريث التي تكفل الله بتفصيلها وبيانها في القرآن الكريم ولم يدع أمرها لأحد من البشر بخلاف بعض مسائل الدين.

أكد نور الدين الخادمي الذي شغل منصب وزير الشئون الدينية الأسبق، أن “الموقف العلمي الشرعي يبين أن مسألة الإرث حكم من أحكام الشريعة ولا يجوز المساس بها والاجتهاد من منطلق القاعدة الفقهية التي تقول “إنه لا اجتهاد مع النص القرآني” مضيفا أن موضوع المواريث يعد أحكاما قطعية أطلق عليها العلماء بأنها أحكام ثابتة بالنصوص.

ومن جانبها وصفت الأستاذة بجامعة الزيتونة والمختصة في علوم القرآن والتفسير فاطمة شقوت دعوة رئيس الجمهورية إلى المساواة في الإرث بين الرجل والمرأة على قاعدة التناصف “بالأمر الخطير” وكأن هناك تشكيك في الله عز وجل وأنه أخطأ في التقسيم معبرة عن تعجبها من أن هذه المسألة فيها تدخل واضح للسياسة في الدين والحال أن هناك دعوات متكررة لفصل الدين عن السياسة في تونس.

واستغرب رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في تونس سابقا، عبد الله الوصيف، عن توقيت دعوة رئيس الدولة للمساواة بين الرجل والمرأة في الإرث وإلغاء المنشور 73 الذي جاء في فترة تعرف فيها تونس عدة صعوبات وإشكاليات تنموية واقتصادية.

وقال إنه لا يشكك في ذكاء وفطنة الباجي القائد السبسي في تعامله مع مثل هذه المسائل داعيا إياه إلى التراجع عن هذه الدعوة ومضيفا أنه عند إعداد مجلة الأحوال الشخصية لم يتطرق الرئيس السابق الحبيب بورقيبة إلى هذه المسائل واستأنس برأي العالم محمد الفاضل بن عاشور.

 

فيتو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى