الأخبار

«باترسون» تغادر مصر بعد 26 شهراً من

132957_660_3545437_opt

غادرت السفيرة الأمريكية السابقة آن باترسون، القاهرة، أمس الجمعة، بعد انتهاء فترة عملها، التى استمرت 26 شهراً، لتكون أقصر مدة تقضيها كسفيرة لبلادها فى الخارج، حيث قضت فى باكستان فترة تجاوزت 3 سنوات، بعد موجة من الغضب الشعبى ضدها. وأبلغت وزارة الخارجية الأمريكية نظيرتها المصرية منذ 4 أيام، بانتهاء فترة عمل باترسون بالقاهرة، وتعيين ديفيد ساترفيلد، مدير القوة متعددة الجنسيات فى سيناء، قائماً بالأعمال لحين تعيين سفير جديد.

 

وتزايدت حالة الكراهية للسفيرة الأمريكية فى مصر مع بدء العد التنازلى لتظاهرات 30 يونيو، الرافضة لنظام الإخوان، التى طالبت بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وفى ذلك الوقت صرحت باترسون فى خطاب موثق خلال ندوة نادى الروتارى، لدى «الوطن» نسخة منه، بأن عودة الجيش للسياسية سيكون كارثة للعلاقات بين القاهرة وواشنطن. وبالفعل تحققت هذه المقولة، بعدما عادت القوات المسلحة للحياة السياسية لفترة مؤقتة، بعد تصاعد التظاهرات ضد الرئيس المعزول محمد مرسى، وأصبحت العلاقات بين واشنطن والقاهرة متوترة لحد كبير، بعد عزل الرئيس محمد مرسى الحليف البارز للإدارة الأمريكية.

 

وقبل أيام من ثورة 30 يونيو، التقت باترسون بالمهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان، ما دفع المتظاهرين إلى رفع صور مناهضة لها فى تظاهرات 30 يونيو، ورفعوا علامات الخطأ (X) على صورها، وكتبوا عليها «سفيرة جهنم» وغيرها من الألقاب الرافضة لوجودها.

 

 

ولم تتوقف باترسون عند هذا الحد، وبدأت تسعى للوساطة بين الإخوان والسلطات الجديدة فى مصر، من خلال زيارة لنائب وزير الخارجية الأمريكى وليام بيرنز، باءت بالفشل، ورفضت بعض القوى السياسية لقاءه بسبب الكراهية الشديدة للإدارة الأمريكية و«باترسون»، التى أظهرت دعمها الشديد للإخوان، حتى بعد سقوط نظامهم.

 

وتنتقل باترسون، بعد خروجها من مصر، لمنصب أكثر رفعة من منصبها السابق، كرئيسة لكافة سفراء دول الشرق الأدنى، بما فيها مصر والدول العربية والخليج، لتصبح أكثر إطلاعاً على الأوضاع من خلال سفراء هذه الدول.

 

ووصلت باترسون، التى تعتبر أبرز سفراء بلادها للخارج، إلى مصر فى يونيو 2011، لتكون أول سفيرة أمريكية فى القاهرة بعد ثورة 25 يناير، ورغم تحذيرات النشطاء السياسيين آنذاك من وجود آن باترسون فى مصر، خاصة فى هذا التوقيت التى تصاعدت فيه قوة الإسلام السياسى، لكونها خبيرة فى التعامل مع عناصر الإسلام السياسى وكيفية دعمهم، إلا أنها اعتمدت سفيرة للولايات المتحدة فى مصر، لتبدأ رحلتها التى وصفها الكثير من السياسيين بـ«المشبوهة».

 

ومع مرور الوقت وبدء زيارات باترسون لمكتب حزب الحرية والعدالة أكثر من مرة، بمفردها أو بصحبة وفد دبلوماسى أمريكى، تأكدت نبوءة النشطاء السياسيين بسعيها لدعم الإخوان فى الوصول للسلطة، مقابل الحفاظ على مصالح بلادها. واتهمها عديد من المصريين بالتدخل فى الشئون الداخلية لمصر، ومحاولة تحويل مصر للنموذج الباكستانى، وأنها وضعت يدها فى يد الإخوان لتحقيق أهداف أمريكا فى الشرق الأوسط ونشر الفوضى، وأطلق عليها نشطاء سياسيون لقب «المندوب السامى الأمريكى»، مقارنة بلقب المندوب السامى البريطانى، إبان الاحتلال البريطانى لمصر.

 

وبدأت آن باترسون، 62 عاماً، عملها الدبلوماسى عام 1973 وبدأت عملها فى الخارج عام 1984 بالسعودية كمستشار اقتصادى فى السفارة الأمريكية بالرياض، لمدة 4 سنوات، ثم عملت فى بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة فى جنيف عام 1988 لمدة 3 سنوات، وعملت سفيرة لبلدها فى السلفادور فى الفترة من 1997 حتى 2000، وفى كولومبيا فى الفترة من 2000 إلى 2003، وفى عام 2004 عينت نائباً للمندوب الأمريكى لدى الأمم المتحدة فى نيويورك، ثم انتقلت للعمل فى باكستان عام 2007، وبعدها جاءت إلى مصر فى منتصف عام 2011، وستتولى منصب مساعد وزير الخارجية الأمريكى لشئون الشرق الأدنى.

 

 

 

الوطن

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى