الأخبار

مزار شهداء ماسبيرو..

57

 

رهبة تحيط بالمكان يشعر بها من يدخله.. النظر إلى صورهم يستعدي إلى مخيلتك صورهم الأليمة وقت الحادث المنكوب.. تقرأ أسماءهم لتدرك جراح أسرهم.. في هذا المزار الذي خصص لأهالي شهداء ماسبيرو، حيث يجدون راحتهم، والدموع تنهمر أثناء الحديث معهم، متمنيين أن يردون عليهم، ليرونهم ثانية ولو لحظات.

تقف ماري توفيق، أخت الشهيد ميخائيل وتقبل قبره، وتدعو له، وتتشفع لربها أن تكون مثله، وتقول إنها لم تكن تشعر بأسر الشهداء، أو معنى كلمة شهيد.. والآن أصبحت منهم حين ذاقت مرارة فقد أخيها الحبيب، متمنيه أن ترقد معه في نفس المكان.

سلام داخلي وفرحة على وجه لا يشعر بها سوى من يراها، وقفت والدة الشهيد مينا دانيال ببساطة، نادرا ما تجدها متجلية في أم فقدت ابنها في مثل هذا الحادث الأليم، وتساءلت ماذا فعل كي يقتل ومن سيأتي بحقه بعد مرور عامين، إلا أنها كانت واثقة في رب هذه الكنيسة الذي تحتفل بشهدائها بطمأنينة قلب، ويدان مرفوعتان للسماء تنتظر الاستجابة.

والدة أحد الشهداء وقفت تحتضن صورة ابنها، وتبكي بصوت منبوح جعل كلامها يخرج غير واضح، تمنت أن تكون معه وتحتضنه مثلما كانت تفعل، وطالبت الفريق أول عبد الفتاح السيسي، أن يأتي بحق الشهداء الذين ضحوا بدمائهم فداء للوطن.

أصبح هذا المزار ملاذا للكثير من الأسر، الذين لا يجدون راحتهم سوى بالحديث الذي يتخلله الدموع مع أبنائهم، شاعرين بوجودهم حولهم كالملائكة، يفضون لهم بما تحمله قلوبهم من هم وحزن بسبب فقدهم، ثم يضعون الورود على قبورهم ويتلون صلاتهم بالكنيسة المجاورة للمزار، ويرجعون لحياتهم ثانية متيقنين من وجود أبنائهم حولهم في كل مكان كملائكة تحرسهم.

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى