الأخبار

“مائة عام من العزلة”… السحر حينما يصبح واقعًا

13

 

“مائة عام من العزلة” رواية الأديب الكولومبى الحائز على جائزة نوبل العالمية للآداب جابريل جارثيا ماركيز فى المكسيك، والتى نشرت عام 1967، وطبع منها قرابة الثلاثين مليون نسخة، وترجمت إلى ثلاثين لغة، وكتبها ماركيز عام 1965 فى المكسيك، ثم طبع منها فى الأرجنتين ثمانية ألف نسخة.

وتعتبر هذه الرواية من أهم الأعمال الإسبانية والأمريكية خاصة، ومن أهم الأعمال الأدبية العالمية، فهى من أكثر الروايات المقروءة والمترجمة للغات أخرى.

ويروى الكاتب أحداث المدينة من خلال سيرة عائلة بوينديا على مدى ستة أجيال والذين يعيشون فى قرية خيالية تدعى ماكوندو، ويسمون الكثير من أبنائهم فى الرواية بهذا الاسم، ويبرز فى هذه الرواية عنصر الخيال الذى يأخذ بالقارئ لعالم ماكوندو وحياته البسيطة التى لا تلبث تنغصها صراعات بين المحافظين والأحرار وغيرها من الصعاب.

كما تمتد أحداث هذه القصة على مدة عشرة عقود من الزمن، وتتوالى الشخصيات وما يترافق معها من أحداث برع المؤلف فى سردها وأبدع فى تصوير الأحداث والمشاكل وفى وضع النهاية لهذه العائلة عبر العودة إلى إحدى الأساطير القديمة التى طالما آمنت بها أورسولا.

لقد نجح ماركيز ببراعة أن يخلق تاريخ قرية كاملة من نسيج خياله منذ أن كانت بدايتها الأولى على يد خوسيه أركاديو بوينديا وعدد قليل من أصدقائه، تلك القرية التى أخفى ليلها قصص حب بعضها نجح وبعضها كان مكتوب له أن يفشل، مرورًا بنمو القرية حتى أصبحت أشبه بمدينة صغيرة توالت عليها الحروب والحكومات، من أجمل الأفكار التى أراد الكاتب إيصالها للقارئ أن الزمن لا يسير فى خط مستقيم بل فى دائرة، فكلما تلاشت الأحداث من ذاكرتنا أعادها الكون لكن فى شخصيات وأزمنة مختلفة، ويفاجأ القارئ فى بداية القصة بتكرار الأسماء المتشابهة مثل أورليانو، أركايدو، وحتى اسم بوينديا هو اسم مشترك للأم والأب الأجداد الأولين الذين بحثوا عن طريق إلى البحر لمدة تتجاوز العام فكان الاستقرار الاضطرارى فى مكان مناسب وأطلق عليه خوسيه أركاديو بوينديا، الجد الكبير، اسم قرية ماكوندو التى سرعان ما اكتشف مكانها الغجر الذين زاروها بالألعاب السحرية والاكتشافات وحتى البساط الطائر والثلج فى زمن كانت هذه المخترعات أو حتى الخيالات غير موجودة.
ومع الزيارة الأولى للغجر، تبدأ الأحداث فى التطور فنتعرف على ميلكيادس الذى يبدأ كل شىء به وينتهى أيضا به، ويهرب خوسيه اركاديو ابن مؤسس القرية الجد الكبير لعقود طويلة ويعود لنشعر بمدى تغير الأزمنة، ويترك أيضا ميلكيادس الغجرى تلك الرقاق التى بها نبوءة ماكوندو من بداية تأسيس المدينة مرورا بالمآسى والأحقاد والحروب الطويلة التى قادها الكولونيل أورليانو بوينديا الليبرالى، ابن مؤسس القرية ضد المحافظين، والأمطار، التى استمرت أكثر من أربع سنوات دون انقطاع فى فترة أورليانو الثانى، والحياة الطويلة التى عاشتها أورسولا الجدة زوجة مؤسس القرية.
والنبوءة التى استطاع آخر فرد فى الأسرة، أورليانو الصغير، أن يفك شفرة الأبيات الشعرية ويفهم فى اللحظة الأخيرة قبل هبوب الرياح المشئومة التى قضت على آخر السلالة والقرية كلها.

 

اليوم السابع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى