الأخبار

نص المقال الممنوع بأمر رئيس تحريرجريدة الجمهورية

 

كان السيد البابلى القائم بأعمال رئيس تحرير جريدة الجمهورية خلفا لجمال عبد الرحيم الموقوف بالتحقيق معه من قبل أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى، قد منع نشر مقال الكاتبة السينمائية ماجدة موريس لتضامنها مع جمال عبد الرحيم ومهاجمتها جماعة الإخوان المسلمين.كما قام البابلى بمنع نشر مقال الصحفى صفوت عمران من جريدة الجمهورية لنفس الأسباب .

وإليكم نص مقال  عمران الذى منع من النشر فى صحيفة الجمهورية.

“كلام في سرك حرية مكسورة الجناح”

صفوت عمران

خرج ملايين المصريين في ثورة يناير يطالبون بالحرية والكرامة الانسانية .. خرجوا واهمين تصوروا ان التخلص من الفرعون مبارك ورجال نظامه الاستبدادي الفاسد سيجعلهم يتخلصون من رق العبودية وتكميم الافواه وينعمون بحرية الرأي والتعبير .. ولم تمض شهور علي وصول الاخوان الي السلطة الا واكتشفوا انهم اشتروا التروماي والعتبة الخضراء وان الفاشية الاسلامية اخطر كثيرا من الديكتاتورية العسكرية .. جميعهم يبيعون الوهم لشعبنا الغلبان المغلوب علي أمره الذي يعاني الفقر والجهل والمرض، فلم يكن قرار احمد فهمي رئيس مجلس الشوري بايقاف الكاتب الصحفي جمال عبدالرحيم رئيس تحرير الجمهورية علي خلفية خبر إحالة المشير طنطاوي وسامي عنان للكسب غير المشروع الا رده الي الوراء وعودة الي عصر الظلم والفساد والاستبداد .. والغريب ان يصدر ذلك من جماعة عانت كثيرا من كبت الحريات لكنه عزيزي القارئ كرسي السلطة الذي يعمي القلوب ويصم الاذان لنكتشف اننا امام قرار لم يجرؤا مبارك المخلوع علي اتخاذه طوال 30 عاما .. لنجد انفسنا امام حرية عرجاء وجناحها مكسور حرية بشروط اخوانية لا تعرف الا التعبية والذل والاستعباد فهم يكررون منذ وصولهم للسطلة مقولة جورج بوش الابن ” اما معنا اوضدنا ” لكن شروط الاخوان اكثر مرارة فالجميع بالنسبة لهم اعداء ولا يعرفون الا سياسية الاقصاء.

والواقع انه لم يشغلني كثيرا “كدابي الزفة ” وهواة لحس النعال والافقين والمنافقين فهؤلاء جميعا مصيرهم الي مزبلة التاريخ فتربيت في بيت ابي ان انشغل بالبناء اكثر من الهدم، بالنجاح اكثر من الفشل لكن جرحني كثيرا خيانة زملاء ــ كنت اضعهم في القمة ــ لشرف المهنة في مقدمة هؤلاء نقيب صحفيين باع نفسه لجماعته وتناسي شرف مهتنه وثقة من منحوه اصواتهم ليعبر عنهم وعضو مجلس نقابة كنت اعتبره اخي لكن موقفه يشئ عن “قلة اصل متناهية البجاحة “، اما اعتصامي مع صحيفيوا الجمهورية وزملاء المهنة والمدافعين عن الحرية واصرارنا علي عودة جمال عبدالرحيم معززا مكرما لمنصبه فهذا ليس فقط دفاعا عن جمال لكن ايضا دفاعا عن مهنة الصحافة فلن نكون الجسر الذي يعبر علية الرئيس مرسي لانتاج نظام فاشي جديد فالحديث عن أن سبب وقف عبد الرحيم هو استياء المؤسسة العسكرية من خبر “تحويل طنطاوي وعنان للكسب غير المشروع” حديث مغلوط لأن جميع القوي الثورية تطالب بمحاكمة طنطاوي وعنان وجماعة الاخوان نفسها تطنطن وصدعتنا طوال الايام الماضية بان لو لم يكن انجاز مرسي سوي الاطاحة بالعسكر لكفاة لكن الرئيس صاحب زلات اللسان والحركات التي يعاقب عليها القانون قال وهو يخطب ود الجيش بانه مازال يتشاور مع طنطاوي وعنان وهو ما يؤكد بما لايدع مجالا للشك من وجود صفقة بين العسكر والاخوان وان الرئيس خان وعوده السابقة باعادة محاكمة قتلة الشهداء من اعضاء المجلس العسكري الذين منحهم وعدا بالخروج الامن وليذهب الشعب المصري للجحيم فالاهم ا ن تحافظ الجماعة ورئيسها علي كرسي السلطة ولو جاء ذلك علي رقاب الصحفيين وهو ما لن نسمح به ابدا.
ما غاب عن قرار احمد فهمي رئيس مجلس الشوري المتسرع ان قانون الصحافة لا يحاسب رئيس التحرير بوقفه في مثل تلك الحالة وإنما يُعطي حق النشر لمن نسب إليه الخبر في العدد الذي يليه وفي نفس المكان وبنفس المساحة طبقًا لحق الرد لكن ما حدث ليس الا تصيد للأخطاء وموقف غريب مغلوط، فمجلس الشوري اتخذ القرار منفردا وكان من الأولى تشكيل لجنة مختصة لدراسة القرار أو تحويل الموضوع برمته للمجلس الأعلي للصحافة ونقابة الصحفيين والسؤال لماذا لم يتخذ فهمي نفس القرار مع ممدوح الولي رئيس مجلس ادارة الاهرام ومع رئيس تحرير مجلة الاهرام العربي الذي نشرت بعد خبر الجمهورية علي 4 صفحات كاملة ملف فساد طنطاوي وعنان ام ان الولي رجل الاخوان الوفي علي رأسه ريشة والجماعة اصبحت مثل امريكا تكيل بمكيالين

المفارقة ان القرار الظالم الجائر لم يتخذه مبارك طوال طوال سنوات حكمه التي سيطر عليها الفساد ، والغريب أن يتخذ في عهد الأخوان الذين ذاقوا ويلات الظلم والاعتقالات والسجون لذا فانني اطالب الرئيس مرسي وعقلاء الجماعة بالتراجع الفوي عن هذا القرار الذي يسئ للرئيس مرسي وللاخوان ويجعلنا نخاف منهم ومن حكمهم وانهم يؤسسون لنظام يسحل جميع معارضية فالقضية ليست عبدالرحيم لكن ازمة مهنة ، والاستمرار في ذلك القرار التعسفي ينذر بتأسيس نظام ظالم لكن الواقع يؤكد أن جماعة الإخوان ستكون هي الخاسر الأول في المعركة إذا استمرت في نفس سياسه العداء مع الاعلام.
عسل اسود
حياة بدون تحديات حياة لا يجب أن نحياها “سقراط “، من يعيش في خوف لن يكون حرا أبدا ” هوراس”، المصبية ليست في ظلم الأشرار بل في صمت الأخيار ” لوثر كينغ” ، افضل أن أموت واقفا على أن أحيا راكعا ” جيفارا “، ثمن الكرامة والحرية فادح ..ولكن ثمن السكوت عن الذل والاستعباد أفدح ” مثل عربي”، ليس المهم كيف نموت المهم كيف نعيش ” جيروم ” ، عندما ينتهي القانون يبدأ الطغيان ” جون لوك”، قولوا للشعوب إنها ما خلقت لتعيش عيشة الأغنام بل تحيا وتعمل وتستثمر الأرض “مصطفي كامل”، اعرف فقط حرية واحدة و هي حرية التفكير “الشاعر الفرنسي انطون “، الذين يرغبون في التخلي عن الحرية من اجل الحصول على الامن لن يكون لهم ذلك و كنتيجة لا يستحقون الامران “بنيامين فرنكلين”، القاعدة الاساسية للديمقراطية هي الحرية “أرسطو ”

 

 

وكالة أونا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى