الأخبار

تفاصيل 40 يوما من الأسر لدى «الدولة الإسلامية»

114

«قبل عام» شعر بنيامين ايغون أن ساعته اقتربت حين أبلغه حراسه من «تنظيم الدولة الإسلامية» الذي اختطفه عن قرب موعد إعدامه، لكن المصور الصحفي التركي خرج من أسره بمعجزة ليروي ساعات إعتقاله الرهيبة.

ففي يناير الماضي صدر كتاب «ايغون» بعنوان 40 يوما بين أيدي الدولة الاسلامية، الذي يتحدث عن يومياته كسجين، وعلاقاته مع سجانيه بالإضافة إلى القاء الضوء على آلية عمل التنظيم ونفسية مقاتليه.

يقول ايغون خلال حوار مع وكالة فرانس برس في مكتبه في صحيفة ميلييت التركية في اسطنبول «لو لم أكتب مذكراتي لكنت خذلت زملائي»، مشيرا إلى صحفيين آخرين أعدمهم تنظيم الدولة بقطع رؤوسهم، مضيفا «الأربعون يوما كانت بالنسبة لي أربعين عاما».

المصور التركي الحائز على جوائر عدة، كان من أوائل الصحفيين الذين تجاوزوا الحدود السورية لتغطية الحرب الأهلية الدائرة فيها منذ أكثر من أربعة أعوام.

وفي 25 نوفمبر 2013، تغير مسار ايغون جذريا. فبعدما قطع الحدود، هاجمت مجموعة من ثمانية مسلحين السيارة التي كان يستقلها برفقة ضابط من الجيش السوري الحر في قرية سلقين في محافظة أدلب في شمال غرب سوريا، وزاد الطين بلة أن بنيامين يحمل اسما شائعا بين اليهود، فاتهمه المسلحون بالتجسس لصالح الدولة العبرية.

عصب الخاطفون عينيه وبدأوا باستجوابه: «سألوني إن كنت أشرب الكحول، ولصالح من أعمل، وطلبوا أن أعطيهم أسماء محددة، كانوا يجبروننا على الوضوء والصلاة خمس مرات في اليوم، وهو ما لم أكن أعلم كيف أقوم به».

ويضيف «أن رفاقي في الحجز علموني بسرعة الصلاة لأن المصلين أقل عرضة للتعذيب»، وفي أحد الأيام أبلغه سجان ارتاح له الصحفي واعتاد مناداته بـ«العم» أنه تقرر إعدامه. قال له «انهض، صل واستغفر ربك ستعدم غدا بالسيف».

يقول صحفي ميلييت «مر شريط حياتي أمام عيني. كنت أتخيل الطريقة التي سأعدم بها كلما غمضت عيني. انتظار موتي كانت قمة التعذيب».

انتظر بنيامين حضور الجلاد في أي لحظة، وكان يعد نفسه لمواجهة سجانيه مفضلا الموت بالرصاص على أن يقتل بالسيف.

ولكن خلال ثلاثة أيام لم يحصل شيء، حتى أطلعه أحد حراسه على جثة «العم» بعد مقتله في معركة.

وبعد أربعين يوما من الاعتقال، تحرر ايغون على يد مجموعة جهادية أخرى، ولم يعلم إلا بعد حينها أن تنظيم الدولة الإسلامية انسحب من البلدة التي كان محتجزا فيها، وأن أجهزة الاستخبارات التركية تواصلت مع المجموعة التي باتت تحتجزه لتحريره.

بعد عام على الحادثة لا يزال ايغون يذكر معاناته، لكنه يتمنى أن يأتي اليوم الذي يعود فيه إلى سوريا لممارسة مهنته مجددا.

ويضيف «كتابة هذا الكتاب كانت مؤلمة مع العودة بالذاكرة الى تلك اللحظات، ولكني شعرت في النهاية بكثير من الارتياح».

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى