الأخبار

كنت راكب تاكسى ثم لم أدر بما حدث

195

 

عقارب الساعة كانت تشير إلى الخامسة والنصف مساء أول من أمس، وقتها كانت الأسرة تتناول وجبة الغداء، وإذا بالباب يطرق فتسرع الابنة الصغرى لتفتح الباب، فإذا بشقيقها المجند أحمد أسامى، الغائب عنهم طوال 15 يوما لم تذق فيها جفونهم معنى النوم ولا الراحة.

«التحرير» واصلت اختراقها للحصار الشديد الذى فرضته السلطات الأمنية على المجندين العائدين من رحلة الاختطاف فى سيناء، وتلتقى بمجند القاهرة أحمد أسامى، الذى بدا مرهقا بعض الشىء، بينما لم تغب جملة «حسبى الله ونعم الوكيل فيهم» عن كلامه لـ«التحرير».

يقول أسامى: «عايز أنسى كل اللى شفته»، على الرغم من أنه كان معصوب العينين طوال فترة اختطافه حسب تأكيده، فهو لا يتذكر المكان الذى اُختطف فيه، هو فقط يتذكر أنه كان قبل اختطافه نائما فى «التاكسى» الذى يستخدمه فى العودة إلى وحدته فى سيناء، ثم لم يتذكر شيئا بعد ذلك.

أسامى لم يصب، ومن المتوقع أن يعود إلى خدمته يوم 13 يونيو المقبل، لكنه لن يعود إلى سيناء، فيقول: «نقلونى فى الإدارة الرئيسية بالقاهرة». وعن أهله وأصدقائه أضاف المجند العائد من رحلة الألم: «عارف أنهم كانوا تعبانين، وأنا كمان كنت تعبان نفسيا والله، مش عايز أقولك ماتفكرنيش الله يخليك، وحسبى الله ونعم الوكيل فيهم».

أما الحاجة فهيمة والدة أحمد فشنت هجوما على محمد مرسى خلال حديثها، حيث ألمحت إلى ضعف شخصيته فى قضية السد الإثيوبى، وقالت: «رئيس إثيوبيا ضحك عليه بعد ما رجع من هناك.. إحنا محتاجين رئيس تكون ليه شخصية».

الأم قالت «إن ابنها أول مرة يشوف ناس ملثمة، ولا تجب الاستهانة بمشهدهم فى الفيديو، لأن كرامتهم من كرامة البلد»، وأضافت السيدة فهيمة «أن مَن خطف ابنها ناس إرهابية يجب القبض عليهم بسرعة»، وتابعت: «عشنا 7 أيام بـ70 سنة».

كما أشارت إلى أنها سألت أحد الضباط فى أثناء اجتماعهم فى مصلحة أمن الموانى عن هوية الخاطفين، فأجابها «لما نعرف ها نبقى نقولكم»، وأخبرها ضابط آخر أنهم سوف يكرمون ابنها وسيكمل باقى خدمته فى القاهرة ولن يعود إلى سيناء ثانيا، مستنكرة تعامل الجهات المعنية مع كارثة الاختطاف، حيث أوضحت أنها سمعت فى أحد البرامج التليفزيونية قيادة كبيرة بالجيش يقول إنهم يعرفون أسماء الجناة، وهو ما أثار تساؤلها: «مستنيين إيه روحوا هاتوهم سايبينهم ليه لغاية دلوقتى؟، مؤكدة «فين كرامة مصر بعد نشر الفيديو المشين، وأى ديانة على وجه الأرض تعمل كده، لكن الأيام سوف تظهر الحقيقة».

الأم قالت إن أحمد أخبرها أنه كان يأكل نصف رغيف عيش، مشيرة إلى أنها تمنت لو ينهى أحمد خدمته بعد الحادثة، لكن الضباط أخبروها، أنهم أبطال وكان من الوارد أن يحدث ذلك معهم فى حالة الحرب.

والد أحمد حمد الله على عودة نجله، وعلق بـ«أن الجيش هو اللى ها يجيب حق ابنى»، وأوضح أن أحمد سيقوم بأداء عمرة فى نهاية شهر يونيو، متابعا: «أحمد غلبان مابيعرفش يروح العتبة، وماينفعش يرجع سيناء تانى».

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى