الأخبار

بالصور| رومانى وعاطف.. خرجا بحثا عن لقمة العيش

 

 

رومانى وعاطف شابان فى بداية حياتهما الزوجية حضرا من الصعيد واستأجراا محلا تجاريا بجوار كنيسة مارمينا بمنطقة حلوان، وتعلق قلبهما بدقات أجراس الكنيسة، وظلا يعملان بجدية من أجل لقمة العيش، وذهبا فى اليوم المشئوم لفتح محلهما الخاص ببيع الأدوات المنزلية كما هي العادة يوميا، إلا أن القدر الذي أوقعهما بالقرب من الكنيسة كان قد رتب شيئا مختلفا في ذلك اليوم ليكون آخر يوم لهما فى الحياة.

رومانى وشقيقه عاطف شاكر جمعتهما مهنة واحدة، وحضرا من سوهاج منذ أكثر من 5 سنوات، وتشاركا في إقامة مشروعهما لكسب المال الحلال من خلال بيع السلع المعمرة، ولم تربطهما علاقة الدم فقط، فكانا يفعلان كل شيء سويا، وليس فقط ما يجمعهما مسكن بمنطقة واحدة وإنما تجمعهما لقمة عيش واحدة تقسم بينهما.

وصباح أمس، الجمعة، مع قرب دقات الساعة العاشرة صباحا، توجه الشقيقان إلى عملهما كالمعتاد بحثا عن لقمة عيشهما، إلا أن عناصر الإرهاب الغادر هاجموا محلهما وأطلقوا عليه وابلا من الأعيرة النارية، ما أودى بحياتهما، وتوجهت تلك العناصر بعدها إلى كنيسة مارمينا والبابا كيرليس لاستهداف من يجدونه أمامهم من الاقباط والأبرياء من قوات الأمن، وهو ما أدى لاستشهاد 9 أشخاص من بينهم أمين الشرطة المكلف بتأمين الكنيسة.

وروي فادى بطرس، صديق الشقيقين، الدقائق الأخيرة قبل وقوع الحادث الأليم قائلا: “أنا كنت مسافر النهارده سوهاج لزيارة أهلى، ولكن قبل السفر سمعت الخبر من النت وجريت على المحل، ووجدت جثتيهما والدماء تغطى وجهيهما، وبعد تفريغ الكاميرات شاهدنا الحادث وكيف تم”.

وأضاف بطرس: “رومانى وعاطف كانا دائما يفتحان المحل الساعة 9 الصبح، وكان يوم الأحد إجازتهما مثل باقي المحلات، وفى العادة كانا يبدآن بترتيب الأجهزة ووضعها أمام المحل، وأثناء تجهيزهما للمحل هاجمهما الإرهابيون”.

وتابع: “أحد الإرهابيين وجد المحل مفتوحا وقام بإطلاق وابل من الرصاص على رومانى، الذى كان متواجدا خارج المحل لترتيب البضاعة، وعندما سمع شقيقه عاطف صوت الرصاص خرج من داخل المحل ورأى شقيقه ملقى على وجهه ومغطي بالدماء، وحاول مهاجمة الإرهابى والانتقام منه إلا أنه أطلق الرصاص عليه أيضا واستشهد”.

واستطرد قائلا: “عاطف متزوج ولديه 3 بنات، ورومانى مكملش سنة جواز، وكان ينتظر مولوده الأول، وحضر من سوهاج منذ حوالى 5 سنوات وسكنا فى حلوان، وفتحا مشروعا للأجهزة المنزلية وسمياه على اسم صاحب الكنيسة مارمينا “العجايبى”.

واستكمل “بطرس” حديثه قائلا: “رومانى كان صاحبى وصديق عمرى، كنا بنلعب كورة من زمان فى البلد، وكان محبوبا من الجميع ويخدم الجميع دون تفرقة، ويساعد الصغير قبل الكبير وربنا وضعه في مكان أفضل وحصل على إكليل الشهادة”.

وكان مسئول مركز الإعلام الأمنى، قال إن الأجهزة الأمنية المعينة لتأمين كنيسة مارمينا بحلوان تصدت صباح أمس، الجمعة، لمجهول يستقل دراجة نارية حال محاولته اجتياز النطاق الأمنى الخارجى للكنيسة.

وقامت القوات بالتعامل الفورى معه ونجحت فى إلقاء القبض عليه عقب إصابته وضبط معه سلاح آلى و5 خزائن “150 طلقة” وعبوة متفجرة قبل قيامه بمحاولة إلقائها على الكنيسة، أسفر ذلك عن استشهاد أمين شرطة و8 مواطنين وإصابة 5 آخرين من بينهم أمين شرطة تم نقلهم للمستشفى لتلقى العلاج.

أسفر الحادث عن استشهاد كل من عماد عبد الشهيد 45 سنة، وصفاء عبد الشهيد 43 سنة، وديع القمص مرقس 65 سنة، وإيفلين شكر الله 52 سنة، وجيه إسحق 90 سنة، ورضا عبد الرحمن 45 سنة من القوة الأمنية، كما استشهد شخصان آخران لتعرضهما لهجوم من نفس المسلحين فى محل أجهزة منزلية بمنطقة المشروع بحلوان، وهما روماني شاكر، وعاطف شاكر.

الاقباط اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى