حوادث

نقل رئيس مباحث المقطم.. «الداخلية» تتدارك أخطاءها في مقتل «عفروتو»

تحقيقات موسعة باشرها فريق من نيابة حوادث جنوب القاهرة، ترأسه رئيس نيابة بإشراف المحامي العام لنيابات جنوب القاهرة الكلية، فى واقعة مقتل الشاب محمد «عفروتو»، الذى لفظ أنفاسه الأخيرة، وسط تضارب فى الروايات، انتهت بإحالة معاون مباحث قسم شرطة المقطم وأمين شرطة آخر بالقسم «محبوسين»، إلى محكمة الجنايات. ساعات قليلة مرت على انتهاء تحقيقات النيابة مع معاون المباحث وأمين الشرطة، حتى أصدر اللواء خالد عبد العال، مدير أمن القاهرة قراره بنقل الرائد أيمن سمير، رئيس مباحث المقطم إلى إدارة الطرق والمنافذ. يعلق اللواء حسام لاشين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، على قرار نقل رئيس مباحث المقطم، مشيرا إلى أن أى حركة تنقلات بين صفوف الضباط في غير موعدها السنوي، يلمح لوجود أخطاء وقع فيها الضابط ووجب على وزارة الداخلية تصحيحها فور تحققها من خطأ رجل الشرطة. أضاف «لاشين» في تصريحات لـ«التحرير» أن رئيس المباحث مسئول مسئولية إشرافية عن معاوني المباحث وأفراد المباحث بالقسم، لأن الواجب عليه تلقين الضباط قبل نزول أى مأمورية»، واستطرد «تقرير الصفة التشريحية أثبت وجود تهتك في الطحال ونزيف في بطن «عفروتو»، وعلى الرغم من كونه تاجر مخدرات، على حد وصفه، فإنه كان ينبغى أن يعامل بطريقة قانونية وهى تحرير محضر تحريات بشأنه أو ضبطه وإحالته للتحقيق دون التعرض له بأى شكل من الأشكال. وتابع مساعد وزير الداخلية الأسبق، بأن رجال الشرطة على الرغم من قيامهم بأداء المطلوب منهم على أكمل وجه فى حفظ الأمن وحماية مقدرات الوطن، فإن هناك بعض الأخطاء ما كان ينبغى لهم أن يقعوا فيها، مستشهدا بالواقعة «كان ممكن لما قاوم الظباط والقوة سابوه خالص وعملوا له كمين تانى وقبضوا عليه بسهولة». «نحن الآن أمام ضابط اتهمته النيابة بالقتل»، يقول اللواء حسام لاشين، فضلا عن عدم معقولية أن يكون التسرع هو السمة التى تغلب على فكر رجل الشرطة، ولم يستبعد الضغوط التى يتعرض لها ضباط الشرطة من حيث كثرة ساعات العمل والأعباء الجسيمة التى يتحملونها ليل نهار فى سبيل إشعار المواطن بالأمان. «لازم رئيس المباحث يدى للضباط العاملين معه بوحدة المباحث تعليمات بحسن معاملة الجميع بمن فيهم من يقع تحت طائلة القانون»، كما يؤكد عليها الخبير الأمني، متابعا بأن الوضع عند قسم شرطة المقطم كان سيؤدى لكارثة حال نجاح الأهالي في اقتحام القسم، وسرقة الأسلحة منه، مستطردا «إدارة التفتيش والرقابة تؤدى المنوط بها على أكمل وجه وتحقق في مخالفات الضباط وتوقفهم عن العمل وأحيانا كثيرة توقفهم عن العمل حال ثبوت ارتكابهم لأخطاء». واختتم «ماعندناش مشكلة إن المخطئ يتجازى ويتعاقب»، وأكد ضرورة وجود تعليمات مستمرة لرجال الشرطة بحسن التصرف في مثل تلك المواقف التى يحتكون بها مع الجمهور بالشارع. جدير بالذكر أن التقرير المبدئى الخاص بوفاة «عفروتو» قال إن السبب المباشر للوفاة، هو الإصابة وما صاحبها من تهتك بالطحال ونزيف بالبطن، وصرحت النيابة بدفن الجثة عقب تشريحها لبيان ظروف وملابسات الوفاة كاملة، قبل أن تصدر قرارها بحبس معاون مباحث المقطم وأمين شرطة 15 يوما على ذمة التحقيقات. وعقب الاستماع للشهود وإجراء المعاينة، وتحفظها على كاميرات المراقبة، أصدرت قرارها بإحالتهما لمحكمة الجنايات. كانت حالة من الذعر والتوتر قد خيمت على حي المقطم جنوب القاهرة، مع الساعات الأولى من فجر السبت الماضي، عندما تجمهر أهالي منطقة الزلزال وحاولوا اقتحام قسم المقطم، بعد وفاة محتجز على ذمة إحدى القضايا يدعى «محمد عفروتو»، 22 عاما، داخل محبسه بالقسم.

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى