الأخبار

شقيق “مرسي” يساند الجيش

35163

يقول سيد مرسي العياط، وهو جالس في بيته البسيط الذي علقت على أحد جدرانه صورة للرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسي بجوار آية قرآنية موضوعة في إطار، “ثقتي في الجيش بلا حدود”، ليثبت أنه رغم عزل الجيش المصري شقيقه فهو لا يضمر أي ضغينة للقوات المسلحة. وأضاف سيد “أنا صابر وهو أيضا” مشيرا إلى شقيقه الأكبر الرئيس المعزول، وتابع “علمني أنه عندما يضايقني أحد .. لا تعاديه.. لا ترد بغضب”. وتعكس الآراء في قرية العدوة التي تقيم بها أسرة مرسي في محافظة الشرقية، مشاعر كثير من المصريين تجاه الجيش، وهي أنه رغم كون قادته غير معصومين من الخطأ إلا أنه كمؤسسة قادر على تحقيق قدر من الاستقرار والأمن في بلد أتعبته الفوضى السياسية. ودرس مرسي وهو ابن لفلاح في القاهرة وفي لوس أنجلوس قبل أن يترقى في صفوف جماعة الإخوان المسلمين، التي دفعته ليصبح أول رئيس منتخب في مصر العام الماضي، وحتى أن عزله الجيش في الثالث من يوليو الحالي، بعد مظاهرات شعبية اجتاحت مصر مطالبة برحيله. ولا يزال اثنان من أشقاء مرسي، هما سعيد وسيد، يعيشان في العدوة، وفي حين سافر سعيد للقاهرة للانضمام إلى آلاف المعتصمين الإسلاميين المطالبين بعودة مرسي لمنصبه، بقي سيد في هذه القرية الهادئة. ويفرق سيد، الذي يقص شعره ويطلق لحية قصيرة على غرار الرئيس المعزول، بين قادة الجيش الذين يلومهم على الإطاحة بأخيه والجيش نفسه الذي لا يزال مصدر فخر هائل. وقال سيد “الجيش هو أهم حاجة في هذا البلد. الجيش خط أحمر بالنسبة للمصريين. إذا ارتكب أحد في الجيش أخطاء فهذه مشكلة. لكننا بشر وكلنا نخطئ”. ولم يشاهد مرسي علنا منذ الثالث من يوليو تموز وهو محتجز في مكان لم يكشف عنه، وحتى أسرته لا تعلم شيئا عنه، لكن سيد قال ردا على سؤال بشأن ما إذا كان يخشى على سلامة أخيه “لم أشعر بالخوف أبدا في حياتي. لا أخشى إلا الله وهو يحمي مصر”. وأمام المسجد الكبير في القرية عكست تعليقات رجال يرتدون جلابيب طويلة لدى خروجهم بعد صلاة الظهر مشاعر مشابهة. وقال فلاح يدعى علي إبراهيم “الجيش ليس السيسي”، وأضاف “الجيش هو ابني وأخي وعمي. الجيش ملك لنا كلنا.. مكون منا”. وينسب سيد الفضل للجيش في غرس القيم التي تساعده في مواجهة هذه الفترة العصيبة، ويتحدث بإعجاب عن خدمته العسكرية الإلزامية في 1983 و1984 ويقول “إن الجيش يمنح المصريين إحساسهم بالرجولة”. وقال “الجيش يعلم أبناء مصر كيف يعملون وكيف يفكرون. تتعلم ماذا تفعل عندما تكون في مكان صعب وعندما تواجه موقفا صعبا”. ورغم أن التعاطف في القرية لا يزال واسعا مع مرسي، الذي زارها مرتين خلال رئاسته، فإن هناك أيضا انتقادات لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها. وقال إسماعيل محمد الصديق (43 عاما) وهو فلاح وأب لثلاثة أبناء ويعمل بناءً، “هو ابن قريتنا.. نعلم أنه رجل صالح، مشكلته أنه وضع الإخوان المسلمين في كل مقاعد السلطة وهذا أغضب الناس، وسواء مرسي أو غير مرسي.. كلنا نريد شخصا يصلح البلاد.. يجعلها أفضل وليس أسوأ”. وتقول سحر إبراهيم (38 عاما)، وهي امرأة تبيع الزيتون والليمون المخلل والبصل في القرية، “لازم الإخوان المسلمين يرحمونا ويتركوا الجيش يقوم بواجبه، أخذوا فرصتهم ولم يقدروا على فعل شيء”. وأضافت “كل يوم ناس تموت. يجب أن يتولى الجيش المسؤولية لحماية البلاد ولتستقر الأوضاع ليعيش الناس في أمان”.

 

رويترز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى