منوعات

متمردات على الكنيسة:

 

 

 

«هل يجوز للمرأة الحائض أن تتناول (سر الأفخارستيا)؟».. سؤال شائك شغل فكر العديد من الأقباط، خاصة السيدات اللاتى يرين أن «الطمث» ليس بالشىء النجس الذى يحرم على المرأة التناول.

واستدل المبيحون لذلك بصلاة المرأة فى البيت أثناء الحيض، وجواز قراءتها فى الكتاب المقدس، وقالت إحداهن وتدعى «م. م»: «أدخل وأتناول من الأسرار المقدسة، وأمارس حياتى بشكل طبيعى جدًا، أثناء فترة الحيض، وأرى أن الله لن يعاقبنى على ذلك».

وأضافت: «الطمث ليس شيئا نجسا، بل أرى أنه نزيف طبيعى مثله مثل من يصيبه دور الإنفلونزا، ولذلك يمكن أن تأتى السيدة الحائض إلى الكنيسة وتمارس حياتها بشكل طبيعى، وتحضر القداس، وتتناول من الأسرار المقدسة».
ولم تختلف عنها «أ. ن»، وقالت: «أسمع الكثير من الآراء وأتابع كل من يكتب فى هذا الموضوع، ولا أجد أى مانع من أن أدخل وأتناول من الأسرار المقدسة».
وأضافت: «الله لم يخلق أى شىء نجس، وأرى أن المرأة الحائض ليس لديها أى مانع من التناول، فلا توجد أى كلمة فى الكتاب المقدس، تقول إن المرأة الحائض لا يجوز لها أن تتناول من (سر الأفخارستيا)».
وتابعت: «السيد المسيح عندما جاء إلى الأرض كان يعلم الناس قيمًا ترفعهم إلى السماء، ولم يقل إن الحائض لا يجوز لها التناول».
ورأت أن آباء الكنيسة لا يجدون مانعا فى تناول المرأة الحائض، لكنهم يخافون أن يقولوا هذا علانية، لئلا يثيروا غضب الكثيرين من هؤلاء المتعصبين، حسب وصفها، مضيفة: «لذلك أنا أتناول أثناء الحيض دون أى شعور بالذنب».
من جهته، قال القس أنطونيوس فوزى، راعى كنيسة «أبوسرجة» بمنطقة مصر القديمة، إنه ليس من الصواب إسقاط قرار الكنيسة لصالح بعض الآراء الشخصية.
وأضاف لـ«الدستور»: «الكنيسة لا تمنع المرأة من التناول أثناء الحيض كونها امرأة، أو لأنها نجسة أو غير طاهرة.. لا تؤمن بمثل هذه الأفكار، وترى أنها أفكار خاطئة تمامًا، ولكنها تمنع أى إنسان عنده نزيف دموى من التناول، رجلا كان، أو امرأة».
وتابع: «الكنيسة تمنع حتى الرجل المصاب بنزيف من التناول، أو أثناء الاحتلام وخروج الحيوانات المنوية، والتناول ليست له علاقة تمامًا بالطمث، ولا المرأة على وجه الخصوص، ولكنه له علاقة فقط بأى نزيف دموى للرجل أو المرأة».
وأشار إلى أن تلك الشريعة لم تبتدعها الكنيسة كنوع من السيطرة أو التحكم فى المرأة، وضرب مثلا بالسيدة العذراء مريم، «كلية الطهر بذات نفسها»، التى قال عنها الكتاب المقدس «ولما تمت أيام تطهيرها، خرجت من الهيكل»، فهذا يغير الفكرة تمامًا، وليس له أى شأن بنجاسة أو غيرها.
واستكمل: «بالنسبة للسيدة التى تتناول أثناء فترة الحيض، لو فعلت هذا دون إرشاد من أب (كاهن) يتحمل هو المسئولية أمام الله، فهى تحمل خطية كسر القانون الكنسى».
واعتبر أن هؤلاء السيدات يتعدين على القانون الكنسى، بكسر الوصية، وعليهن أن يقدمن توبة، مشبهًا هذا بمن لا يصوم الـ ٩ ساعات قبل التناول ويدخل يتناول من الأسرار المقدسة، وهنا يقع فى خطية كسر الوصية.
وأضاف: «الـ٩ ساعات لم يذكرها المسيح، ولكننا تسلمناها من الآباء الرسل، وهذا ما تعلمه الكنيسة جميعنا: الخضوع لقانون واحد».

الدستور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى