الأخبار

«إسرائيل ديفنس» يكشف شكل المعركة القادمة..

224

ذكر موقع “إسرائيل ديفنس” اليوم الثلاثاء، أن سلاح الجو الإسرائيلي وجد نفسه مجبرا على الاستعداد والتهيؤ لمواجهة تحديات المعركة القادمة، وذلك على ضوء شكل المواجهات التي خاضتها إسرائيل خلال السنوات الماضية في لبنان غزة.

وتوصلت قيادة سلاح الجو في ضوء شكل ونتائج تلك المواجهات إلى قناعة بضرورة الاستعداد جيدا سواء من حيث “بناء القوة” أو من حيث البناء التنظيمي لسلاح الجو بما يتناسب والمواجهات التي يخطط لخوضها أو قد تفرض عليه حسب الموقع.

ورغم قول قائد سلاح الجو الإسرائيلي الجنرال”امير اشل” بأنه لا يعرف كيف سيبدو شكل الحرب القادمة لكنه غرس في عمق قناعة قادة قيادة سلاح الجو معرفة وإدراك كامل بأن التحديات التي سيواجهها سلاح الجو في الحرب القادمة ستتركز حول عدة نقاط هي:

1- مواجهة والوقوف في وجه “قدرات نارية” كبيرة وتتضمن كميات كبيرة من الصواريخ التي ستستهدف مواقع ومنشآت إستراتيجية وتجمعات سكنية في عمق إسرائيل وهذا التهديد ارتفع وازداد حدة سواء من ناحية حجم الرأس المتفجر لهذه الصواريخ أو من حيث قدرتها على إصابة أهدافها بدقة.

2- تبدأ مسؤولية سلاح الجو في حماية المنشآت الإستراتيجية منذ اكتشاف الصواريخ وإطلاق التحذيرات والإنذارات، وصولا إلى التصدي لها وتدميرها باستخدام الوسائل الفعالة المتاحة مثل القبة الحديدية، العصا السحرية، حيتس، ومنظومات دفاعية واعتراضية أخرى.

3- الحاجة للتعامل مع ساحات كثيرة مختلفة تمام الاختلاف من حيث الشكل والمضمون ضمن دول “الدائرة الثالثة” البعيدة عن إسرائيل لكنها تمتلك قدرات كبيرة منها الأسلحة النووية وصولا إلى مواجهة المنظمات “الإرهابية” التي لا تدخر وسيلة ولا توفر طريقة لتحقيق أهدافها.

4- الاستعداد لإمكانية أن تؤدي مواجهة محلية محدودة إلى مواجهة كبيرة ومتعددة الساحات والجبهات المختلفة من حيث الشكل والتفاصيل ومن حيث حجم ومدى المخاطر الكامنة، فيها بما في ذلك إمكانية اندلاع مواجهة متعددة الساحات في وقت واحد.
5- الاستعداد لمواجهة ساحة حرب وقتال جديدة تحتوي على منظومات صواريخ ارض- جو متطورة وطائرات مسلحة دون طيار ووسائل للتشويش ووقف عمل نظام GPS وغيرها من الوسائل الحديثة.

6- يجب على سلاح الجو تطوير قدرات نارية مدمرة من حيث قوتها التدميرية ومدى شموليتها بمعنى “تطوير قدرات نارية قادرة على إبادة وتدمير آلاف الأهداف المعادية يوميا والاستمرار في ذلك الجهد الجوي لعدة أيام حتى تحقيق النتائج المطلوبة وتدمير قدرات العدو وإجباره على طلب وقف المواجهة والحرب”.

7- الاستعداد وبناء قدرات تمكن سلاح الجو الإسرائيلي من الاندماج مع عملية برية واسعة النطاق مع فهم وإدراك لتفاصيل العمليات البرية لتحقيق الاندماج الكامل في كافة المراحل.

8- تنفيذ كجميع المهام المناطة بسلاح الجو في ظل تواصل قيادي مستمر مع الافتراض بان قواعد وقيادات سلاح الجو ستكون تحت النار والقصف الصاروخي.

وتبنى سلاح الجو هذه التوصيات تحت فرضية بان دولة إسرائيل والمستوى العسكري فيها لن يكون بمقدورهما إدارة معركة طويلة وذلك لأسباب سياسية واقتصادية وإستراتيجية لذلك سيخضع سلاح الجو إلى اختبار النتائج ووفق قدرته على تحقيق النتائج المرغوبة خلال أيام قتال معدودة وقصيرة ووفقا لهذا الفهم يستعد سلاح الجو من ناحية الستليح واقتناء الطائرات الحديثة.

وقرر بناء قوته بما يضمن التفوق الحاسم والحفاظ على السيادة الجوية فوق جميع ساحات القتال والمواجهة المحتملة وهذا الامر يستوجب استثمار موارد كبيرة في مجال التسليح كما فعل على سبيل المثال حين ابتاع طائرات “F-35 ” لان سلاح الجو لن يتمكن في حال فقد التفوق الجوي من إخراج قدراته النارية بكامل قوتها كما إن قدرته على الاندماج مع العمليات البرية ستتضرر بشكل دراماتيكي إضافة لتعريض القوات العسكرية لتهديدات لم تعتد عليها ولم تواجهها منذ سنوات طويلة.

وفي مجال الدفاع يمكن رؤية سلاح الجو الإسرائيلي وهو يتسلح ويستثمر مبالغ طائلة في إنتاج وشراء منظومات دفاع جوي فعالة إضافة للاستثمار في تطوير القدرات البشرية لضمان توفير الحماية للمنشآت الإستراتيجية من جهة ولضمان مواصلة سلاح الجو لمهامه القتالية في كل الأوضاع وتحت كل الظروف.

وفي هذا السياق تستعد القيادة التنفيذية في سلاح الجو للحظة التي يمكنها فيها استخدام قدراتها النارية والهجومية بكامل قوتها لذلك يواصل سلاح الجو الإسرائيلي الاستثمار في منظومات قتالية جديدة وأشكال تكنولوجية جديدة ومختلفة وإدخال التغيرات التنظيمية البنيوية بما يسمح بـ “صناعة تدمير الأهداف”.

وفي واقع الحال يقود الجنرال “اشل” سلاح الجو ليصبح ويتحول إلى “مصنع لتدمير الأهداف” منطلقا من نقطة مركزية تقول” نتائج الحرب ستحدد أولا وقبل كل شيء وفقا لذخر الاستراتيجي والمنشات الإستراتيجية التي يفقدها العدو”.

التجربة الميدانية:
داهمت عملية “الجرف الصامد” سلاح الجو وهو في منتصف عملية التغيير وخضعت القيادة التنفيذية لهذا السلاح إلى تغيرات بعد تحجر وتجمد لسنوات سابقة وكذلك حدثت تغيرات كبيرة في مجال العقيدة الهجومية وباتت تتضمن إمكانية القيام بعملية تدمير واسع وبوتيرة عالية وبشكل مؤثر اكثر مما كان عليه الوضع في السابق وهذه العقدية أو التغييرات النظرية نفذت جزئيا ويعمل سلاح الجو على تعميمها بشكل واسع بما يحمله ذلك من انعكاسات سواء على شكل ونوع التسلح أو طريقة استخدام وتشغيل القدرات الهجومية بما في ذلك تطوير واستحداث منظومة قيادة وسيطرة تسمح بإيجاد وتدمير الأهداف بشكل أوسع وأسرع.

وسمحت عملية “الجرف الصامد” وهي الاسم الإسرائيلي للحرب الأخيرة على غزة لسلاح الجو الإسرائيلي والخبراء لفحص ودراسة التغيرات الجزئية والقناعات التي توصل إليها سلاح الجو وهل وصلت هذه القناعات إلى مراحل التنفيذ العملي كما سمحت الحرب على غزة بإمكانية دراسة مدى واقعية هذه القناعات والتغييرات سواء من الناحية التكتيكية أو الإستراتيجية.

وبشكل عام يمكن القول بان سلاح الجو الإسرائيلي على المستوى التكتيكي قد نفذ خططه بدرجة كبيرة جدا حيث نجحت الطائرات بتدمير أعداد غير مسبوقة من الأهداف في أيام معدودة كما أظهرت “القبة الحديدة” قدرات دفاعية مؤثرة ومثيرة للانتباه كما تم افشال محاولات طائرات فلسطينية دون طيار القيام بعمليات تسلل كما جرى الحفاظ على القدرات القيادية والوظيفية لقواعد سلاح الجو ودولة إسرائيل ومنشآتها الإستراتيجية مثل محطات الكهرباء التابعة لشركة الكهرباء ومخازن الوقود وميناء اسدود والمطار الدولي باستثناء توقفه عن العمل لأقل من 33 ساعة فقط.

واتضح أن الهيئة القيادية التنفيذية الجديدة عملت بشكل جيد رغم ان الحرب اندلعت قبل الانتهاء من إعادة التنظيم ويمكن القول بالإجمال بان سلاح الجو كان على قدر التوقعات بل تفوق على هذه التوقعات من الناحية التكتيكية.

ويبقى الان وفقا لموقع “إسرائيل ديفنس” دراسة الانجازات الإستراتيجية والإشارة إلى الانجازات الإستراتيجية التي ساهم فيها سلاح الجو وتلك التي لم ينجح بالمساهمة في تحقيقها خلال العملية ليبقى السؤال المركزي قائما هل استعد سلاح الجو لمواجهة التحديات المستقبلية بشكل صحيح سواء من ناحية العقيدة النظرية أو من حيث بناء القوة والتنظيم.

 

 

 

اليوم السابع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى