الأخبار

ناجون من إعصار أوكلاهوما

news1.729498

 

اجتاح إعصار عنيف بلغت سرعة الرياح فيه 320 كلم في الساعة، ضاحية بمدينة أوكلاهوما في جنوب الولايات المتحدة، ناشرا الرعب ومخلفا 24 قتيلا على الأقل، وكثيرا من الجرحى، إضافة إلى تسببه في تدمير مئات المباني وخسائر مادية معتبرة. وروى ناجون لقنوات إخبارية محلية، كيف دمرت منازلهم وأصيبوا بصدمة جراء الكارثة الطبيعية. وبدوره، أعلن الرئيس باراك أوباما حالة «الكارثة الكبرى» في ولاية أوكلاهوما ككل.

وقدمت رئيسة المكتب الطبي في أوكلاهوما إيمي إيليوت أمس حصيلة معدلة لعدد قتلى الإعصار الذي ضرب الاثنين، قائلة إنه تم استقبال 24 جثة تم التعرف على غالبيتها، وذلك بعدما تحدثت تقارير سابقة عن أرقام أعلى. وقالت إيليوت: «لدينا أنباء طيبة. العدد الحالي هو 24»، مشيرة إلى الرقم السابق الذي بلغ 51 قتيلا ربما شمل الإبلاغ عن قتلى مرتين. وتحدثت عن وجود «فوضى». لكنها عادت وحذرت من إمكانية العثور على مزيد من الجثث تحت الأنقاض.

وكان بين قتلى الإعصار الذي وقع منتصف ظهر الاثنين أطفال دون الـ12 عاما دمر الإعصار مدرستهم الابتدائية في ضاحية مور في مدينة أوكلاهوما. وتحدثت التقارير عن إصابة نحو 200 شخص بجروح في الإعصار الذي ضرب مدينة مور البالغ عدد سكانها 55 ألف نسمة.

وبثت قنوات التلفزيون المحلية مساء أمس صورا عن العشرات من عناصر الإسعاف يبحثون بين أنقاض مدرسة «بلازا تاورز» حيث انتشلت جثث أطفال تحت أنظار أوليائهم القلقين الذين أبعدتهم فرق الإنقاذ عن المكان. وتحدثت قناة «كاي فور» عن وفاة أربعة أشخاص من عائلة واحدة لجأوا إلى غرفة تبريد. وروت واحدة من سكان مور لهذه القناة الإخبارية كيف أنها عندما شاهدت الإعصار يقترب، اختبأت في حوض حمامها مع كلبها وغطت نفسها بوسادات لحمايتها من الأنقاض. وبثت القناة المحلية صورا تم التقاطها من على متن مروحية ظهرت فيها العشرات من المنازل على مساحة عشرات الهكتارات مدمرة تماما.

وتراكمت العشرات من السيارات والمستودعات والجدران المنهارة والناس هائمون بين الأنقاض، وتم الإبلاغ عن نشوب حريق واحد على الأقل. وتم إخلاء المركز الصحي في المدينة ونقل جميع المرضى إلى مستشفيات أخرى، بحسب متحدث باسم المركز. ووضع الحرس الوطني في حال استنفار.

وتحدثت قناة إخبارية أخرى هي «نيوز9» عن إقامة ملاجئ طوارئ في مدينة أوكلاهوما خصوصا في الكنائس وعن دعوات للتبرع عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وقال جو جولي أحد سكان مور لإذاعة محلية إن المشهد الذي يحيط به يشبه «ميدانا حربيا»، مؤكدا أنه «لم يبق لي منزل تقريبا» و«ما زلت مصدوما، كان الإعصار عنيفا، لا أدري ما يمكن أن أقوله، كان الأمر مروعا».

وكثف رجال الإسعاف أمس جهودهم للبحث عن مزيد من الناجين أو الضحايا بين أنقاض المباني ومنها مدرسة ابتدائية في مور. كما تضررت مدرسة أخرى. ولم تتجاوز أعمار غالبية الأطفال الذين لقوا مصرعهم 12 عاما، وفق ما أفادت إيمي إليوت. وأفادت قناة «كاي.فور – تي.في» أن رجال الإنقاذ أخرجوا من بين الأنقاض جثث أطفال بعضهم لم يبلغ سن التاسعة.

واتصل الرئيس باراك أوباما بحاكمة ولاية أوكلاهوما ماري فالين لتسريع المساعدة الفيدرالية، كما منحت الولايات المجاورة أيضا مساعدتها وأعلن الرئيس أوباما حالة الكارثة الكبرى. وقالت الحاكمة فالين خلال مؤتمر صحافي إن رجال الإنقاذ يحالون في سباق مع الوقت العثور على ناجين محتملين أو انتشال الجثث من تحت الأنقاض. واستعملت لهذه الغاية الكلاب المدربة. وأعلن جيري ستيلينغ قائد شرطة المدينة أن «عمليات البحث ستتواصل طوال الليل».

وبلغ عرض الإعصار في أوجه ثلاثة كيلومترات. وقدرت الأرصاد الجوية قوته بـ«آي.في – 4» على درجة قوة الأعاصير، أي ما يعادل سرعة ما بين 260 و320 كلم في الساعة.

وغالبا ما تجتاح العواصف سهول أوكلاهوما لكنها نادرا ما تصل إلى المناطق الآهلة بالسكان مثلما حدث الاثنين. وأعلنت حالة الطوارئ الأحد في 16 مقاطعة من الولاية. والخميس، اجتاحت عشر عواصف ولاية تكساس مخلفة ستة قتلى على الأقل والعشرات من الجرحى. وقد دمر إعصار عنيف مدينة مور جزئيا في مايو (أيار) 1999 وخلف 41 قتيلا. وفي بروكسل، عبر رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو، في بيان، عن «حزنه العميق» إزاء وقوع إعصار أوكلاهوما، وقدم التعازي للضحايا والمواساة للمتضررين. كما صدرت مواقف مشابهة من ممثلي مؤسسات أوروبية أخرى.

الشرق الاوسط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى