الأخبار

«البابا المنتظر».. فى انتظار تعليمات «الروح القدس»

احمد السعداوى على وقع دقات الأجراس تعلن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الصلاة اليوم، من أجل «حلول الروح القدس على الكنيسة ببابا يحمل فى صفاته الحب، والروحانية، والتعاليم والتقاليد الكنسية، والحكمة، والإدارة، والكاريزما»، فيما تتعلق أبصار 17 مرشحا (7 أساقفة و10 رهبان) بالكرسى المرقسى، حالمين باعتلائه، واحتلال مكان البابا شنودة الراحل.
أيام قليلة وتنطلق انتخابات الحسم، بعد أن تفرغ لجنة الترشيحات البابوية من فحص الطعون، لتعلن المرشحين النهائيين وفقا للائحة انتخاب البطريرك فى 24 نوفمبر المقبل، وحتى تنتهى اللجنة من أعمالها، يحشد المرشحون أنصارهم استعدادا «لليوم المشهود»، ساعين إلى الحصول على أصوات تؤهلهم إلى القائمة النهائية للمرشحين، التى تقتصر على أكثر ثلاثة متنافسين حصلوا على أصوات، تجرى بينهم «القرعة الهيكلية».
وبينما تستعد لجنة الترشيحات لفحص نحو 40 طعنا ضد المرشحين ومقابلة الرهبان المرشحين للتعرف عليهم وعلى آرائهم.. تستعرض «الشروق» من خلال هذا الملف «خريطة نفوذ» الحالمين بالكرسى البابوى، من خلال أنصارهم، مستطلعة آراء عدد من المصادر داخل لجنة الترشيحات، ولجنة قيد الناخبين وبعض العلمانيين من الأقباط.
ولجأت «الشروق» فى استطلاعها للوصول إلى خريطة نفوذ المرشحين الأوفر حظا بين الناخبين إلى تحليل أعده أسقف مطلع ومقرب من لجنة أعضاء لجنة الترشيحات ولجنة الناخبين رفض ذكر اسمه، وإلى أشهر الباحثين فى الشأن القبطى، سليمان شفيق.
توقيع استباقى
قال الأنبا بفنوتيوس، أسقف سمالوط إن هناك اتفاقا بين أعضاء المجمع المقدس للكنيسة القبطية على أن يلتزم المرشحون الثلاثة الذين سيدخلون المرحلة النهائية ــ القرعة الهيكلية ــ بالتوقيع على تعهدات بتغيير لائحة انتخاب البطريرك الحالية.
الخمسة المبشرون بالكرسى
كشف أسقف بارز من داخل الكنيسة، مطلع على أعمال اللجنة لـ«الشروق» أن أبرز المرشحين لخوض السباق على الكرسى البابوى هم: «من الأساقفة الأنبا روفائيل أسقف كنائس وسط البلد، والأنبا تواضروس أسقف عام البحيرة، والأنبا يؤانس، لما يحظى به من شعبية جارفة بين الشباب القبطى ودعم كبير من الأنبا غبريال شقيقه وأساقفة الصعيد فى حالة عدم استبعاده، ومن الرهبان القمص روفائيل أفا مينا، تلميذ البابا كيرلس، والقمص ساويرس من دير الأنبا بولا.
تتشكل لجنة الترشيحات البابوية من 9 أساقفة من المجمع المقدس و9 آخرين من المجلس الملى العام وهيئة الأوقاف القبطية، ووضعت عدة معايير لتصفية المرشحين إلى 7 أو 5 مرشحين لخوض السباق نحو الكرسى البابوى بعد فحص الطعون من بينها «إجادة اللغة الإنجليزية، والمؤهل العالى، ومدى نجاح المرشح فى الخدمة الروحية، ومؤلفاته الدينية.
وقد تلجأ اللجنة إلى تصفية المرشحين عن طريق التصويت بعيدا عن الأخذ بالطعون، حسبما أكد بعض الأساقفة البارزين بالكنيسة ـ رفضوا ذكر أسمائهم لحساسية وضعهم ـ وذلك «للحفاظ على هيبة وشكل المرشحين أمام الشعب القبطى والكهنة، خاصة أن من بينهم 3 أساقفة عموم و4 للأيبراشيات، منهم سكرتير المجمع المقدس الأنبا بيشوى».
ويشير الأساقفة إلى أن «هناك اتجاها قويا داخل اللجنة لاستبعاد أساقفة الايبراشيات بشكل غير مباشر من خلال التصويت أو الطعون حتى لا يتعرض أعضاء اللجنة لمخالفة لائحة انتخاب البطريرك التى تسمح بترشيح الأساقفة، والسبب فى ذلك هو خوف اللجنة التى يرأسها الأنبا باخوميوس قائم مقام البطريرك، من حدوث انقسامات داخل الكنيسة، خاصة أن «هناك حالة عداء واضحة بين الأنبا بيشوى والأنبا يؤانس وبين الأنبا بفنوتيوس أسقف سمالوط والأنبا بيشوى» وفقا للمصادر.
ونال الأنبا بيشوى أكثر من طعن، أبرزها ما قدمه الباحث هانى لبيب، متناولا تصريحات الأنبا بيشوى «التى كفر خلالها الإنجيليين والكاثوليك، وشكك فى عصمة القرآن الكريم، فضلا عن تأكيده أن المسلمين ضيوف على الأقباط فى مصر».
وقد يتم استبعاد كل من الأنبا بطرس، والأنبا كيرلس أسقف ميلانو عن طريق التصويت «لعدم وجود أسباب أو طعون قوية ضدهما، خاصة أنهما لا يلقان حضورا لدى الكثيرين من الشعب القبطى».
وكشف عضو فى اللجنة ـ فضل عدم كشف هويته ـ أنه «سيتم استبعاد عدد من الرهبان منهم الراهب انسطاسى الصموئيلى، لأنه لم تتم رسامته أسقفا على الرغم من أنه كان يخدم فى المقر البابوى بجوار البابا شنودة طوال 40 عاما، بالإضافة إلى الراهب مكسيموس الأنطونى، لأنه سبق وأرسل للخدمة فى جرجا وقام البابا بإعادته إلى الدير بعد 6 أشهر من خروجه للخدمة، وهذه ملاحظة سيئة فى ملفه، وكذلك القمص شنودة الأنبا بيشوى لكونه بعيدا عن الخدمة منذ سنوات طويلة كما قد سبق وأن تم إيقافه عن الصلاة وليس له احتكاك بالكنيسة، أما بيشوى الأنبا بولا فليس لديه معرفة بإدارة أمور الكنيسة وغير مختلط بالشعب.
روفائيل أفامينا.. خليفة كيرليس الواعد
يعد القمص روفائيل من أبرز المرشحين من الرهبان، وهو حاصل على ليسانس الحقوق جامعة عين شمس سنة 1964م وله حضور كبير بين الرهبان والشعب القبطى، نظرا لاختياره من قبل البابا كيرلس السادس فى 28 من يناير عام 1965 ليكون تلميذا وشماسا خاصا، تمت رهبنته فى دير مارمينا فى 7 أغسطس 1969، ورسم قسا فى اليوم التالى مباشرة، وخدم بمقر الدير والطاحونة بالقاهرة فى الفترة من 1986 إلى 1994، وهو أول من اهتم بتعمير المنطقة، ورسى قمصا فى 2001.
البعض يراه امتدادا للبابا كيرلس السادس لتلمذته على يديه، كما يتميز أيضا بمعرفته الفكرية الواسعة، وإطلاعه على جميع المتغيرات على الساحة المصرية والإقليمية والدولية.
ويحظى الراهب روفائيل بدعم 7 أساقفة، من بينهم الأنبا ميخائيل مطران أسيوط، والأنبا ديمتريوس أسقف المنيا، والأنبا مينا أسقف مصر القديمة، والأنبا قزمان أسقف شمال سيناء، والأنبا ثيؤدسيوس أسقف الجيزة، والأنبا أرميا الاسقف العام، والأنبا بطرس أسقف شبين القناطر.
ومن المنتظر أن يحصل على أصوات الناخبين فى «الإسكندرية 32 صوتا، والولايات المتحدة الأمريكية صوت، والمملكة المتحدة 21 صوتا، وأصوات الرهبان وعددهم 132 راهبا، بالإضافة إلى أصوات الكثير من العلمانيين، «ليحصل فى النهاية على نحو 65% من أصوات الأساقفة والكهنة والرهبان والعلمانيين».
يؤنس.. المنتشر فى الداخل والخارج
تتعاظم فرص الأنبا يؤنس، شقيق الأنبا غبريال أسقف بنى سويف، نتيجة لما يضمنه له شقيقه من أصوات عديدة، باعتباره خريج دير المحرق الذى ينتمى إليه الأنبا تيموثاؤس أسقف الزقازيق، والأنبا بيمن أسقف قوص ونقادة، والأنبا اسطفانوس أسقف ببا، والأنبا ويصا أسقف البلينا، والأنبا كيرلس أسقف نجع حمادى، ما يعنى أن عدد الأصوات التى ينتظر أن يحصل عليها (الزقازيق ـ 26 صوتا، نقادة ـ 21 صوتا، نجع حمادى ـ 31 صوتا، ببا ـ 23 صوتا، البلينا ـ 35 صوتا).
ويسيطر الأنبا يؤنس على قطاع الصعيد بالكامل وهو ما يضمن له أصوات أسقفية «أسوان ـ 21 صوتا، الأقصر ـ 22 صوتا، وقنا ـ 20 صوتا، وسوهاج ـ 38 صوتا» نظرا للعلاقة الطيبة التى تربط أساقفة تلك الأقاليم والأنبا غبريال، ما يعنى أنه يضمن نحو 237 صوتا انتخابيا من الصعيد وحدها.
فضلا عن علاقة يؤنس بأساقفة المهجر بحكم كونه الذراع اليمنى للبابا شنودة طيلة حياته وصاحبه فى كل رحلاته إلى الخارج، وتتوزع أصوات المهجر التى من المقرر أن يحصل عليها يؤنس كالتالى «ألمانيا ـ 15صوتا، أم درمان ـ 17 صوتا، إيرلندا ـ 22 صوتا، أوروبا ـ 31 صوتا، إيطاليا ـ 18 صوتا، والنمسا ـ 20» صوتا بمجموع 71 صوتا من المهجر.
17 حالمًا بالرقم 118
تضم قائمة المرشحين للكرسى البابوى 7 أساقفة و10 رهبان، يشكلان معا 17 حالما باعتلاء مكان البابا شنودة الثالثة، الذى كان يحمل الرقم 117، وتتكون القائمة الأولية من الأساقفة:
الأنبا روفائيل، أسقف عام كنائس وسط البلد «طبيب»، والأنبا يؤنس أسقف عام الخدمات وسكرتير البابا شنودة حتى وفاته، والأنبا بطرس أسقف عام وسكرتير البابا شنودة السابق «مهندس زراعى»، والأنبا بفنوتيوس، أسقف إيبراشية سمالوط «طبيب»، والأنبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس وأسقف إيبراشية دمياط وكفر الشيخ «مهندس»، والأنبا كيرلس أسقف ميلانو فى ايطاليا «مهندس»، والأنبا تواضروس أسقف عام بإيبراشية البحيرة «صيدلى»، التى تتبع القائم مقام البطريرك الأنبا باخوميوس.
وتضم كذلك الرهبان: القمص رافائيل افامينا «ليسانس حقوق» من دير مارمينا، والقمص دانيال «بكالوريوس علوم» من دير السريان، والقمص سارافيم «بكالوريوس علوم» من دير السريان، والقمص باخوميوس «مدرس رياضيات» من دير السريان، والقمص شنودة «بكالوريوس علوم لاهوتية» من دير الأنبا بيشوى، والقمص بيجول «مهندس» من دير الأنبا بيشوى، والقمص مكسيموس «مهندس زراعى» من دير الأنبا أنطونيوس، والقمص بيشوى «مهندس زراعى» من دير الأنبا بولا، والقمص ساويرس «طبيب» من دير الأنبا بولا، والقمص انسطاسى من دير الأنبا صومائيل.
البابا يعبر من طريق «57»
تغيرت قواعد اختيار البابا أكثر من مرة منذ على مدار عمر الكنيسة البالغ نحو 2000 عام، ليتم الاختيار حاليا طبقا للائحة المعروفة بلائحة 57، نسبة لعام 1957 الذى صدرت فيه، حيث سيتم اختيار البابا رقم 118 ليخلف البابا شنودة الثالث.
ويحق لأى راهب أن يرشح نفسه بشرط ألا يقل عمره عن 40 عاما، وألا تقل مدة رهبنته عن 15 عاما، ويجب أن يحصل على تزكية 6 من الآباء والأساقفة والمطارنة وعدد من المجالس الملية.
وتقوم لجنة الترشيح بمراجعة الأوراق ومدى موافتها للشروط، ثم يعقد المجمع الانتخابى، وهو مجمع مكون من رجال أعمال أقباط وشخصيات قبطية، إضافة إلى المجمع المقدس المكون من الآباء والأساقفة ورؤساء الأديرة ويتم أخذ الأصوات.
ووفقا للائحة، يتم اختيار أعلى 3 أشخاص حصلوا على أصوات، وتُجرى القرعة الهيكلية ويكون الفائز بموجبها هو البابا، ويختار المجمع المقدس أقدم وأكبر الآباء سنا ليكون قائم مقام يشرف على الانتخابات حتى إعلان الاسم، وستتم الرسامة يوم الأحد التالى.
وبعد تنصيب البابا الجديد، يصدر القرار الجمهورى بتعيينه. غير أن هذه اللائحة، التى اختير بموجبها البابا كيرلس السادس عام 59 والبابا شنودة الثالث عام 71، لاقت مؤخرا انتقادات ومطالب بتغييرها للتماشى مع العصر.
بيشوى.. القمص الزاهد
وينال نصيبا من المنافسة من بين الرهبان، القمص بيشوى من دير الأنبا بولا بجبال البحر الأحمر، ويشتهر بالزهد الشديد، وقد قضى ما يقرب من 32 عاما فى الرهبنة داخل مغارة فى الجبال، تبعد عن الدير الذى يسكنه بنحو الساعة ونصف الساعة سيرا على الأقدام، وهو ينزل من مغارته إلى الدير يومين كل شهر لمقابلة زوار الدير للصلاة معهم ورعايتهم وخدمتهم.
تواضروس.. المدعوم من «القائم مقام»
يحظى الأنبا تواضروس، الأسقف العام بالبحيرة بدعم كبير من الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة والقائم مقام بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، إذ يعد تواضروس أسقفا عاما مساعدا له، ويتمتع بشعبية جارفة بين صفوف الناخبين، نظرا لإطلالته الدائمة على القنوات المسيحية، ومن المنتظر منه أن يحصل على نسبة تتراوح بين 55 إلى 60% من أصوات الناخبين.
رافائيل.. تلميذ موسى النجيب
يوصف الأنبا رافائيل بأنه «تلميذ الأنبا موسى أسقف الشباب»، ويعد من أبرز المرشحين، ويتوقع له أن يحصل على أعلى الأصوات، نظرا لما يتمتع به من شعبية كبيرة بين الأقباط والشباب، وسيحظى بدعم كامل من الأنبا موسى، ومن محبيه، ولكن يعيبه فقط أنه مصاب بفيروس، ومن المتوقع له أن يحصل على نسبة تتعدى 60% من أصوات من يحق لهم الانتخاب.
بيشوى.. ملك الوجه البحرى
فى حالة دخول الأنبا بيشوى ضمن قائمة المرشحين ــ وهو أمر يستبعده كثير من الاساقفة والرهبان ــ فمن المنتظر أن يحصل سكرتير المجمع المقدس على أصوات أكثر من أبرشية يشرف عليها وهى: «كفر الشيخ ودمياط، المحلة، الأقصر، المنصورة ميت غمر وكذلك دير القديسة دميانة للراهبات».
وينال بيشوى دعم كامل من الأنبا تادرس أسقف بورسعيد، الأنبا بنيامين أسقف المنوفية والأنبا إبرام أسقف الفيوم، ومن المتوقع أن يحصل بيشوى على أصوات الناخبين فى «بورسعيد ـ 17، المنوفية ـ 28، الفيوم ـ 25، كفر الشيخ ـ 26، المحلة ـ 18، الأقصر ـ 22» وينافسه فيها يوأنس «ميت غمر ـ 26» إضافة إلى بعض أصوات الناخبين بالقاهرة البالغ عددهم 96 وإن كان أغلبهم سيصوتون للأنبا رافائيل أو يؤانس، وسيحظى بيشوى بدعم عدد قليل من العلمانيين من أقباط المهجر لكونه المسئول الأول عن التحويلات المالية لأقباط المهجر.
ويحدد الباحث فى الشأن القبطى سليمان شفيق نسبة الأصوات التى قد يحصل عليها بيشوى بنسبة تتراوح من 30 ـ 35% من الأصوات العلمانية وحدها.

المصدر الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى