اخبار عالمية

في ذكرى تحرير سيناء.. إسرائيليون يروون مرارة الهزيمة

 

 

بدد الجيش المصري في السادس من أكتوبر عام 1973 احتلالًا غاشمًا من قبل إسرائيل لأرض سيناء دام ست سنوات، بعدما أذاق جيش الاحتلال خلال حرب الأيام الستة المصريين مرارة النكسة في يونيو عام 1967، والتي أصر من بعدها المصريون على استرداد الأرض من المحتل مهما كلف ذلك من ثمنٍ، فجادت أرواح الجنود المصريين دفاعًا عن أرض الفيروز.

واستردت مصر سيناء كاملةً بعد اتفاقية «كامب ديفيد»، التي أبرمها الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، مع رئيس وزراء إسرائيل آنذاك، مناحم بيجين، ليتم إنزال العلم الإسرائيلي من أرض الفيروز يوم الخامس والعشرين، من شهر أبريل عام 1982، ورفع العلم المصري خفاقًا تحت سماء سيناء.

36 عامًا مضت على هذا اليوم المشهود في تاريخ البلاد، وذكريات الفخر تصاحب الشعب المصري، وتحديدًا من عاش في تلك الأيام، ومن لم يحضرها ووُلد بعدها، تمنى لو كان في تلك الأيام من الشاهدين.

ذكريات أليمة للإسرائيليين

على الجانب الآخر، تحل كل عام تلك الذكريات على الإسرائيليين بحزنٍ وكآبة، من مرارة الهزيمة القاسية، التي مُني بها الجيش الإسرائيلي في حرب أكتوبر، وما تبعها من خسارة سيناء خلال مباحثات كامب ديفيد.

يوم 25  أبريل عام 1982، قال آريل شارون، إبان توليه حقبة وزارة الدفاع الإسرائيلية، «إننا نُسلّم شرم الشيخ رغم الألم والأسف، الذي يشعر به الكثير منا، ولكن دعونا نفعل ذلك، وكلنا أمل في علاقات طبيعية سلمية مع جيراننا في الجنوب – يقصد مصر-».

وحينما تأذن حينها لرحيل جنود الاحتلال عن سيناء، رفع الجنود الإسرائيليون لافتة كُتب عليها، «لن ننسى شرم شيخنا»، وقتها عنونت إذاعة «مونت كارلو» الفرنسية قائلةً «بعد 15 سنة من الاحتلال الإسرائيلي تعود سيناء بكاملها إلى السيادة المصرية، إنه يومٌ تاريخيٌ في مصر، وفي المقابل، يومٌ حزينٌ في إسرائيل».

وتمضي الأيام والشهور، التي ألفت سنواتٍ من الزمن، كفيلةً أن تبتلع الذكريات الحزينة بين أيامها، بالنسبة للإسرائيليين، فما الذي غيرته الأعوام العديدة التي فصلت الآن بذكرى تحرير سيناء في نفوس الإسرائيليين، الذين عاشوا في سيناء.

جنة عدن

قبل عامين، مع حلول الذكرى الرابعة والثلاثين لجلاء الإسرائيليين من أرض سيناء، يروي صحفي إسرائيلي يُسمى، نتان زهافي، في مقالٍ له بصحيفة «معاريف» الإسرائيلية، تفاصيل تلك الأيام التي ودعوا خلالها أرض سيناء، وكان شاهدًا عليها، حيث كان ممن عاشوا في شرم الشيخ.

ويسرد «زهافي» في ذكريات يوم مغادرة سيناء، الذي تحطم قلبه خلاله، متحدثًا عن ثمن السلام بعد 34 عامًا بعدما ترك جنة عدن في شرم الشيخ، أصبح يعاني الجحيم بعيدًا عن سيناء.

يتذكر الصحفي الإسرائيلي بتحسرٍ مغامراته في جزيرة «تيران»، التي كانت تحتلها إسرائيل أيضًا إلى جانب سيناء، يقول إنه «في كل عامٍ من شهر أبريل، يقفز فتيل الذكريات في عقله، ويذكره باليوم المشئوم بالنسبة له، الذي أخلوا فيه بيتهم بشرم الشيخ استعدادًا للرحيل».

شرم الشيخ قال عنها وزير الخارجية الإسرائيلي، موشيه ديان، إبان المفاوضات حول اتفاقية كامب ديفيد، «شرم بلا سلام أفضل من سلام بلا شرم»، بيد أن الرئيس المصري آنذاك أنور السادات كسر شوكة ديان، وجعله يحنث بتلك الكلمات، بعدما أقر مناحم بيجن بالرحيل عن سيناء كاملةً خلال معاهدة السلام.

تنازل إسرائيلي

وتكشف صحيفة «زي ماركر» الإسرائيلية، خلال تقرير لها قبل أيام عن أن موشيه ديان، الذي كان وزيرًا للدفاع أثناء حرب 73، الرئيس المصري السادات رفض التنازل عن أية حقول بترول لإسرائيل مقابل السلام، مما اضطر الولايات المتحدة لدفع تعويضٍ مالي كبير قُدر بـ 4.7 مليار دولار لتل أبيب لكي تقبل بالتنازل عن تلك الحقول البترولية.

ومن جهتها، تصف الصحيفة خسارة الحرب التي اندلعت في أكتوبر 1973 بمثابة ذكرى أليمة في نفوس الإسرائيليين بل أدق وصف يمكن استخدامه هو أن الحرب بمثابة «الخراب الثالث للهيكل»، وهو الوصف الذي دائمًا ما استخدمه موشية ديان.

وهيكل سليمان أو بيت همقدش، حسب التسمية اليهودية، هو وفقًا للكتاب المقدس، المعبد اليهودي الأول في القدس الذي بناه نبي الله سليمان، وقد دمره نبوخذ نصر الثاني بعد حصار القدس سنة 587 قبل الميلاد، فهو يعتبر رمز ديني لليهود.

أخبار اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى