“برج العرب” طريق الموت بالإسكندرية

“دماء وقتلى ومصابين وسيارات محطمة”.. مشهد بات مكررًا وبشكل شبه يومي على طريق برج العرب الرئيسي غرب الإسكندرية، الذي يبدأ من منطقة الكافوري وصولًا للمناطق الصناعية الأربع ببرج العرب، فلا يكاد يمر يوم إلا ويشهد حادثًا مروعًا حتى بات يعرف بـ”طريق الموت”.

رغم أهمية الطريق الإستراتيجية في حركة التجارة المصرية، إذ أنه يربط المناطق الصناعية الأربع بمدينة برج العرب التي تضم قرابة الـ1800 مصنع، ويعمل بها قرابة الـ18 ألف عامل،  ويمر عليه انتاج ما يزيد عن 40% من إجمالي إنتاج المواد الغذائية في مصر- حسب إحصائيات جمعية مستثمري مدينة برج العرب- إلا أن الطريق شهد حالة من التردي في الخدمات الموجودة به، أدت إلى وقوع عشرات الحوادث هذا العام، أغلبها لسيارات واتوبيسات نقل العاملين المتجهة من وإلى المناطق الصناعية، رغم مرور شهرين فقط على رصفه وتطويره.

يقول محمد حسين، عضو رابطة السائقين بالإسكندرية سابقًا، وعضو مجلس إدارة نقابة عمال النقل البري بالمحافظة، إن أعمال الرصف التي تمت بالطريق مؤخرًا لم تتم حسب المواصفات القياسية، لافتًا إلى أنها جعلته يرتفع عن المعدل الطبيعي بنحو نصف متر تقريبًا، فأصبح أعلى من الأرض المحيطة به، ما يؤدي إلى كارثة في حال حدوث انحراف لأحد السيارات المارة عليه بسرعات عالية، خاصة أن حاراته ضيقة.

ويشير “حسين”، في تصريحات لـ”بوابة الأهرام”، إلى أن الطريق به الكثير من العيوب الإنشائية، أولها عدم وجود حواجز فاصلة في أغلبه لضمان عدم اصطدام السيارات القادمة في الاتجاهين ببعضها البعض، وكذلك عدم وجود أعمدة إنارة كافية، مطالبًا بتركيب أعمدة “ليد” مثل الكثير من المحافظات الأخرى.

ويلفت عضو رابطة السائقين، إلى أن الطريق لا يحتوي على حارة جانبية لإستيعاب السيارات المعطلة، كما هو المتعارف عليه في الطرق السريعة.

من جانبه قال المهندس محمد فرج عامر، رئيس جمعية مستثمري برج العرب، أن الطريق يحتاج إلى أعمال تطوير كثيرة واهتمام من جانب المسئولين، نظرًا لأهميته في حركة التجارة والصناعة بمصر.

وأضاف “عامر”، في تصريح لـ”بوابة الأهرام”، أن الطريق يحصد أرواح العشرات من المواطنين والعمال ويتسبب في خسائر تقدر بالملايين للشركات الموجودة في المناطق الصناعية، مشيرًا إلى أنه خاطب بصفته رئيس جمعية مستثمري مدينة برج العرب وعضو بمجلس النواب، مسئولي المحافظة، للعمل على إصلاح الطريق وإنارته.

كما أكد “عامر”، إلى أن الأزمة تكمن في أن أعمال الإصلاح والصيانة التي تحدث في الطريق تدوم  لفترات قصيرة وتعود للوضع السيئ مجددًا؛ لأنها لا تتم حسب المواصفات القياسية.

يذكر أن بيان قد صدر مؤخرًا عن محافظة الإسكندرية، جاء فيه أن أعمال الإصلاحات والرصف التي تتم بالطريق وبدأت منذ شهر إبريل الماضي، ستتواصل إلى نهاية العام الحالي.

 

الاهرام