الأخبار

الأسكتلنديون يرفضون الاستقلال عن بريطانيا

 

 

 

 

88

رفض الناخبون فى أسكتلندا الاستقلال عن المملكة المتحدة وقرروا البقاء جزءاً من إنجلترا، وذلك فى استفتاء تاريخى جرى أمس الأول، وحال قرار الناخبين دون انهيار اتحاد عمره 307 أعوام بين أسكتلندا وإنجلترا، وحمل إشارة ارتياح إلى المؤسسة السياسية البريطانية، إذ كانت نسبة الرافضين للاستقلال 54% من الأصوات مقابل 46% للجانب المؤيد، ولم يوافق أغلب الناخبين على الدعوة الحماسية التى أطلقها الوزير الأول الأسكتلندى أليكس سالموند لإقامة دولة جديدة، وفضلوا عوضاً عن هذا الأمان الذى يوفره البقاء تحت الحكم البريطانى. وأقر «سالموند» بالهزيمة قائلاً: «نعرف أن الأغلبية لصالح حملة لا الرافضة»، داعياً الأسكتلنديين إلى قبول نتائج الاستفتاء. وأضاف «سالموند» أن التصويت «انتصار للعملية الديمقراطية»، مضيفاً فى تصريح علنى فى «أدنبره» أن «أسكتلندا قررت بالغالبية ألا تصبح بلداً مستقلاً». وكان «سالموند» قد جادل بأن الأسكتلنديين يمكنهم تدبر أمورهم بأنفسهم لوفرة الاحتياطات النفطية وللمستويات الرفيعة من الإبداع والتعليم لديهم، مضيفاً أن أسكتلندا تستطيع أن تزدهر بنفسها وبدون تدخل من أى حكومة فى لندن.

ورأى الكثيرون أن الاستفتاء كان بمثابة «معركة بين عقول وقلوب»، إذ خلص الأسكتلنديون كبار السن إلى أن الاستقلال يحمل خطورة بالغة مالياً، بينما رحب الشباب بفكرة بناء بلدهم الخاص. كما أنقذت نتائج الاستفتاء رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون من هزيمة تاريخية، وكان سيصعب على حزبه الفوز بالانتخابات العامة المقررة العام المقبل بدون دعم من أسكتلندا.

وفى سياق متصل، وعد رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون أمس بمنح سلطات جديدة لبلدان المملكة المتحدة الأربع، إثر فوز المؤيدين لاتحاد أسكتلندا وبريطانيا، فى الاستفتاء الذى جرى أمس الأول فى أسكتلندا حول الاستقلال عن بريطانيا. وقال «كاميرون» فى كلمة ألقاها أمام مقر الحكومة البريطانية فى لندن «كما أن الأسكتلنديين سيحصلون على المزيد من السلطات فى إدارة شئونهم، كذلك يجب أن تكون لسكان إنجلترا وويلز وأيرلندا الشمالية صلاحيات أكبر فى إدارة شئونهم». ودعا «كاميرون» إلى «وحدة الصف»، مضيفاً: «حان الوقت لمملكتنا المتحدة لكى توحد صفوفها وتمضى قدماً»، معتبراً أنه تمت تسوية مسألة استقلال أسكتلندا «لجيل»، وقال «إن الشعب الأسكتلندى قال كلمته وقراره واضح، قرر الحفاظ على وحدة أراضى بلداننا الأربع (أسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية وإنجلترا)، ومثل الملايين الآخرين أنا سعيد بذلك»، مضيفاً: «كما سبق أن قلت إن رؤية مملكتنا المتحدة تتفكك كانت ستؤلمنى».

وصرح نيك كليج، نائب رئيس الوزراء البريطانى، بأن هذا الاستفتاء «لا يمثل فقط فصلاً جديداً لأسكتلندا فى المملكة المتحدة، ولكن يفتح الباب أيضاً أمام الإصلاح الدستورى أيضاً على نطاق أوسع فى جميع أنحاء الاتحاد». فيما ارتفع الجنيه الإسترلينى أمس بشكل حاد فى كل البورصات العالمية وذلك بعد ساعات من إعلان نتائج الاستفتاء.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى