منوعات

ثورة غضب فى يوم«البص على الورق» بمحطات المترو ..

 

 

أثار قرار زيادة أسعار تذاكر المترو الذي أصدرته وزارة النقل والمواصلات،وتم تفعيله اليوم، حالة من الاستياء بين المواطنين، الذين فوجئ بعضهم، بهذة الزيادة، خاصة الطبقات الكادحة من العمال وأصحاب المهن الحرة لعدم قدرته على سداد ثمن التذكرة، التى أصبحت تمثل بالنسبة له أمرا عسيرا.

اعتاد “ايمن محمود” 30 عامًا بائع بمحل، تخصيص ميزانية لتذاكر المترو في حدود 350 جنيها بحكم اعتماده عليه في خط السير لعمله من محطة “أم المصريين” إلى “العتبة”، حيث يعمل بمحل أدوات كهربائية، ففور وقوفه أمام شباك التذاكر بالمحطة مد يده بجنيهين ثمن التذكرة كما اعتاد دفعها إلى عامل التذاكر، إلا أنه رفض أخذهم ومنحه التذكرة.

سأل “محمود” موظف التذاكر عن سبب امتناعه لمنحه التذكرة المطلوبة ليجيبه العامل ذو الشارب العريض والجسم الممتلئ “بص على الورقة اللي محطوطة على الشباك يا أستاذ وانت تعرف”.

تمعن ” محمود” النظر في الورقة الموضوعة أمام الشباك الذي يكتظ حوله رواد المحطة، ليتفاجأ بالاسعار الجديدة لتذاكر المترو ليجد أن ثمن تذكرته قد تصل إلى 5 جنيهات للتذكرة الواحدة.

قرار الزيادة
قررت وزارة النقل ممثلة في شركة المصرية لإدارة وتشغيل المترو الانفاق تغيير منظومة إدارة تحصيل تذاكر مترو الأنفاق، وذلك ابتداءً من صباح اليوم الجمعة، على أن تصبح سعر التذكرة لركوب مترو الأنفاق بمنطقة واحدة لعدد 9 محطات 3 جنيهات، وركوب منطقتين لعدد 16 محطة 5 جنيهات وركوب ثلاث مناطق أكثر من 16 محطة 7 جنيهات، وركوب جميع المناطق لذوى الاحتياجات الخاصة بسعر التذكرة خمسون قرشا.

الصدمة والغضب
وبعد رؤية بائع الأدوات الكهربائية، ورقة إعلان قرار زيادة الأسعار المعلقة، انتابه صدمة غير متوقعة من هول الموقف لأنه لم يكن لديه علم بزيادة أسعار المترو، وعجز البائع صاحب الثلاث أبناء العائل لأسرة مكونة من 5 افراد أكبر ابنائه لا يزال في الصف الابتدائي، عن الكلام وأصابه الارتباك لكونه لم يعد يعرف كيف يحسب ثمن تذكرته متمتمًا ” انا مش فاهم حاجة ومصدوم كده الواحد هيتخرب بيته مش هيبقى معايا فلوس اركب بها للشغل كل يوم ده غير مصاريف العيال”.

اضطر “محمود” للرجوع إلى مؤخرة طابور التذاكر ليصيح في غضب كما فعل الركاب الآخرون “محطة العتبة بكام يابيه ” في ملامح تحمل الصدمة والأسى.

دلال والزحام

وداخل محطة “رمسيس” اصطفت “دلال علي” في طابور لا تسعى عينيها أن تجد نهايته بسبب الزحام الشديد التي اعتادت صاحبة الـ”40″ عام إن تراه، ولكن هذه المرة كان الزحام أكثر من المعتاد.

حين وصلت ” دلال” إلى شباك التذاكر مصطحبة ابنتها الكبرى ذات الـ”15″ عاام، منحت موظف الشباك 4 جنيهات لينظر لها قائلًا ” انتي معرفتيش الاسعار الجديدة ولا ايه يا حاجة”.

الصمت سيد الموقف
صمتت “دلال” لبرهة من الزمن لترد على عامل التذاكر ” وهي آية أسعار التذاكر الجديدة ديه ان شاء الله مش أنتو لسه مزودين التذاكر الطاق طاقين”، بعد أن انتهت ربة المنزل التي ترتدي عباءة سوداء باهتة كلامها، أشار لها الموظف بأصابعه تجاه الورقة المعلقة أمام شباك التذاكر، لترى الأسعار التي أعلنتها الحكومة بالأمس.

تائهة في الحساب

وبعد النظر إلى القرار المعلق وجدت ” دلال” نفسها تائهة محاولة استيعاب المبلغ المطلوب دفعه إلى عامل التذاكر، لتجمع شتات عقلها، وتذهل بعد حسابتها لثمن التذكرة الواحدة والتي تصل إلى 5 جنيهات لركبها لأكثر من 9 محطات تبدأ من رمسيس إلى حلوان أي ستضطر إلى دفع 10 جنيهات لها ولابنتها.

حبست السيدة الاربعينية أنفاسها بعد أن وجدت أنها مجبرة على دفع 3 أضعاف ثمن التذكرة العادية، التي ظلت تدفعها لمدة عام منذ زيادة أسعار التذاكر الاخيرة قبل صدور الأسعار التي أقرت بالأمس.

قطع الوصال
أعطت “دلال” ثمن التذاكر للعامل وهي في حالة ثوران كاد يدفعها الى التشاجر مع موظفي المحطة، لتسير وهي مهمومة لتأكدها من عدم قدرتها على دفع ثمن التذاكر للذهاب لزيارة أقاربها لتضطر تقليل الزيارات إلى أهلها حيث لم تعد ميزانية بيتها تسمح لتكرار هذا الأمر سوى مرتين على مدار الشهر الواحد.

تحقيق العدالة

ووفقًا لوزارة النقل يأتي ذلك في إطار تحقيق العدالة الاجتماعية واستكمالًا لخطط التطوير المنشودة لمستخدمي مترو الأنفاق وتطوير وتحديث أنظمة المترو وللحفاظ على هذا المرفق الحيوي الذي يخدم ملايين المصريين يوميًا و لتقديم خدمة مميزة للركاب خاصة وأن هناك عجزا في مصاريف الصيانة والعمرات والتجديدات للعامين الماليين ٢٠١٦_٢٠١٧ و٢٠١٧ /٢٠١٨ يبلغ ٩٤% وهناك خسائر متراكمة على المترو تقدر ب ٦١٨.٦ مليون جنيه.

غضب على الرصيف
وعلى رصيف مدون اعلى محطة “السادات” تجمع عدد من المواطنين في انتظار وصول عربة المترو، ليدور حوار احتد فيه النقاش بصوت مرتفع، حول قرار زيادة الأسعار، لينفعل رجل خمسيني قائلًا ” كل حاجة بتزيد والاسعار في الطالع مكنش ناقص غير التذاكر اللي زادت اضعاف سعرها، ولا في صيانة و لا في اي حاجة بتتعمل فى المترو” ليرد عليه آخر “هيصلحوا ازاى ومفيش فلوس الشركة مديونة بالملايين لازم نستحمل عشان المركب تعدي”.

ليدخل راكب آخر في الحديث صائحًا ” انا دلوقتى عندى 4 اولاد كلهم يركبوا المترو عشان يروحوا مدارسهم اجبلهم منين هي الحكومة عاوزانا نموت بالحياء”.

الاشتراك هو الحل
وفور وصول عربة المترو المنتظرة احتشد الركاب أمام باب القطار، ليدخلوا في أفواج مكدسة، ليتحول المشهد إلى ثورة من الغضب بين الركاب وبعضها، وفي نبرة هادئة تحاور مسن ترتسم على ملامحه الكهولة مع صديقه في أنفاس متقطعة ” اسعار التذكرة كنت هتزيد يعنى هتزيد الوضع صعب بس مقدمناش غير الصبر، و ممكن نشترك في المترو و هيبقى اوفر و ارخص” ، في نظرة شاردة وافقه صديقه الرأي لاعتياده على دفع اشتراك المترو بدلا من شراء التذاكر بشكل يومي معتقدًا ان هذه الأمر هو الحل الأمثل.

الوزارة والبعد الاجتماعي
مراعاة للبعد الاجتماعى أفادت وزارة النقل أنه لم يتم المساس بأسعار اشتراكات الطلبة وذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن بحيث أن اشتراك الطلبة لعدد 25 محطة بمبلغ 33 جنيها وعدد 35 محطة بمبلغ 41 جنيها، وأسعار اشتراكات ذوى الاحتياجات الخاصة لعدد 25 محطة بمبلغ 22 جنيها، وعدد 35 محطة بمبلغ 27 جنيها، وأسعار اشتراكات كبار السن بعدد 35 محطة بمبلغ 135 جنيها، على أن تكون بعدد 180 رحلة خلال الثلاث أشهر أيهما أقرب .

 ثورة غضب فى يوم«البص على الورق» بمحطات المترو .. صور
 ثورة غضب فى يوم«البص على الورق» بمحطات المترو .. صور
 ثورة غضب فى يوم«البص على الورق» بمحطات المترو .. صور
 ثورة غضب فى يوم«البص على الورق» بمحطات المترو .. صور
 ثورة غضب فى يوم«البص على الورق» بمحطات المترو .. صور
 ثورة غضب فى يوم«البص على الورق» بمحطات المترو .. صور
 ثورة غضب فى يوم«البص على الورق» بمحطات المترو .. صور
 ثورة غضب فى يوم«البص على الورق» بمحطات المترو .. صور
 ثورة غضب فى يوم«البص على الورق» بمحطات المترو .. صور
صدى البلد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى