ضباط من شيكاغو| «كلبش 2».. دراما دمرت المنطق
تقرير: ماريان ميشيل – شحاتة سلامة
خيبة أمل أصابت المتابعين لمسلسل “كلبش الجزء الثانى”، المعروض حصريًا على فضائية “الحياة”، فالكل كان يتوقع سيناريو مغايرًا وصورة مُختلفة لمسلسل يستغل صناعه نجاح الجزأ الأول منه، والذى عرض فى رمضان الماضى.
على جميع المستويات، إخراج، وفنيات، ودراما، ولغة، وحتى الديكورات والملابس والمكياج، لم يقدم “كلبش 2″، المستوى المطلوب منه، ووقع صناعه فى أخطاء عديدة أفقدت الدراما معناها، وأفرغت السيناريو من مضمونه، فخرج الحوار هشًا، والصورة أقرب لصورة أفلام الأكشن فى السينما الأمريكية، كما أن السرد والحبكة الدرامية فى المسلسل خرجت ضعيفة للغاية ولم تقدم أى إبهار أو محتوى متميزًا.
خيال وليس واقعًا
مضمون المسلسل فى الجزأ الثانى من بدايته لا يمت للواقع بصلة، فصورة ضباط الشرطة التى يقدمها المسلسل، بعيدة تمامًا عن صورة ضباط الشرطة الذين نتعامل معهم ونراهم يوميًا فى الشارع، فالمسلسل يقدم ضباط شرطة من دولة أخرى ليست مصر، هم ضباط يعملون فى شيكاغو.
معاملة الجواسيس
طريق تعامل بطل المسلسل سليم الأنصارى مع المسجون المتهم بالجاسوسية، ليس لها علاقة بالواقع أيضًا، فهناك قواعد وقوانين تحكم التعامل مع المتهمين فى قضايا التجسس داخل السجون، وليس صحيحًا على الإطلاق أنهم يتعرضون للإهانة أو الضرب، وليس صحيحًا أن سفارتهم تتدخل لحمايتهم داخل السجون، بل وتشكو ضابطًا بالاسم “سليم الأنصارى”، لقيادات السجن، المسألة كلها مصطنعة من خيال الكاتب، ولا أساس لها فى الواقع.
تهديد المساجين
عقب أحداث 25 يناير تم القبض على كثير من رموز النظام السابق، الذين تم اتهامهم فى قضايا عديدة، منهم من خرج براءة، ومنهم من قضى فترة عقوبة، ومنهم من لايزال يُحاكم حتى الآن، ومنذ 25 يناير وحتى الآن، لم نسمع عن تعرض أى منهم لمحاولة قتل داخل محبسه، ولم نسمع أبدًا عن وجود تهديدات لحياتهم داخل أو خارج السجون، كما يحاول مؤلف ومخرج المسلسل إيهامنا كمشاهدين، أنه يتم تهديد رجال الأعمال والوزراء السابقين المسجونين بالقتل داخل السجون.
اختراق الداخلية
لا يمكن لمشاهد أن يُصدق على الإطلاق أن المجرمين والإرهابيين يمكنهم اختراق وزارة الداخلية، والدخول بين رجال الشرطة بهذه الصورة المُبالغ فيها، فكيف يمكن لعنصر إرهابى أن يخترق جنازة زوجة وشقيقة “سليم الأنصارى” وسط وجود كل هذا الكم من التأمين والضباط؟ بل ويصور الجنازة ويرسل الصور لزعيم جماعته، وزعيم الجماعة يقوم بإرسالها إلى مكتب لواء بوزارة الداخلية، وإلى مكتب سليم الأنصارى، وربما لو انتظرنا قليلًا لطبعها ووزعها فى الصحف والمجلات، المسألة هنا غير منطقية، فالإرهابى لا يمكن أن يقترب بهذه الصورة من وزارة الداخلية، ولا وزارة الداخلية ستتركه يفعل ذلك دون أن تلتقط طرف الخيط الذى ستسقطه به فى قبضتها.
بخلاف كل هذا الكم من المشكلات الفنية هناك مشكلات إخراجية بالجملة فى المسلسل نستعرضها فيما يلى..
سيارة تيتانيوم
سخر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى من مسلسل “كلبش 2” منذ الحلقة الأولى، حيث تم إطلاق النار خلال الحلقة على بطل المسلسل أمير كرارة، وهو يحتمى خلف باب سيارة الشرطة، لكنه لم يُصب بأى طلق نارى، رغم أن السيارة تصدت لكل الطلقات تقريبًا، وكأن باب السيارة مصنوع من التيتانيوم والفابرينيوم، رغم أنها سيارة “دايو” عادية جدًا.
حامل فى ديناصور
زوجة سليم الأنصارى ظهرت فى الحلقة الأولى للمسلسل “حامل”، لكن ظهرت بطنها بشكل كوميدى، لم تظهر به أى امرأة حامل من قبل، على الشاشة، ما دفع المشاهدين للسخرية من شكلها بقولهم: “سليم الأنصارى مراته حامل فى ديناصور”.
مكياج العناية المركزة
أيضًا ظهرت هالة فاخر، التى تقوم بدور والدة سليم الأنصارى فى المسلسل، وهى فى غرفة العمليات ثم فى الرعاية المركزة بالمستشفى وهى تضع مكياجا كاملا، ورموشا، رغم أنها خرجت من تحت أنقاض المنزل بين الحياة والموت بعد أن هاجمه الإرهابيون.
كلبش ولا حبل
عندما تم القبض على العراب الهارب من حكم الإعدام عبدالرحمن أبو زهرة، كبل سليم الأنصارى يديه بالحبال، وهو ما أثار سخرية المشاهدين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعى، فالمسلسل اسمه “كلبش”، وليس “حبل”.
شفاء فجأة
ومن أكثر ما أثار تساؤلات الجمهور أيضًا، مشهد دفن شقيقة وزوجة أمير كرارة، حيث كان زوج أخته مصابًا فى الهجوم على الكمين، وظهر فى المشهد السابق له مباشرة يسير مُمسكًا بعكازين، إلا أنه فجأة ترك العكاز، وحمل زوجته ودخل بها المقبرة ليدفنها، ثم عاد بعد ذلك فى المشهد التالى وأمسك بالعكاز.
سلاح لعبة
فى أحد المشاهد ظهر بطل العمل أمير كرارة، ممسكًا بالسلاح خلال إحدى المطاردات مسكة غير صحيحة تمامًا، ولا تمت لطريقة ضباط الشرطة فى حمل السلاح بأى صلة.
وعبر كثير من المشاهدين عن استيائهم من المبالغة فى استخدام الأسلحة، بطريقة خاطئة، مؤكدين أن أغلب المشاهد “الأكشن” خرجت بها أخطاء فنية بالجملة، لدرجة أن بطل العمل كان يطلق النار من مسدس من دون خزنة.
سقوط الطائرة
أيضًا أثار مشهد سقوط الطائرة فى المسلسل سخرية الجمهور، مؤكدين أنه خرج ضعيفًا من حيث الإخراج وبه أخطاء فنية كثيرة.
ضرب نار بين الأطفال
لم يكن منطقيًا على الإطلاق أن يُظهر المخرج الأهالى والأطفال فى القرية وهم يلعبون ويسيرون بصورة طبيعية، بينما طلقات الرصاص تنهمر فوق رؤوسهم أثناء حملة القبض على العراب، لدرجة أن الطائرة سقطت فوق أحد المنازل، وكأننا أمام مشهد مطاردة فى شوارع شيكاغو، وليس مدينة مصرية تعج بالمدنيين.
بيتكلم بالفيومى
قدم المسلسل صورة سيئة تمامًا عن مدينة الفيوم الجميلة، فصور أهلها وكأنهم جماعات تتحارب، ويسير بينهم الإرهابيون فى الشوارع والطرقات، ويضربون كمائن الشرطة دون أى مقدمات.
كما ظهرت فى المسلسل لغة غريبة جدًا كان يتحدث بها أهالى الفيوم وعبدالرحمن أبو زهرة “العراب”، وهى لغة غير مفهومة بين العربية الفصحى والصعيدى والسيناوى، لدرجة أن البعض تصور أن أهالى الفيوم لهم لهجة خاصة بهم تسمى اللغة الفيومى.