الأخبار

الإخوان لم يخترقوا قوائم النور

 

100

 

 

قال الشيخ ياسر برهامى ، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، إن الأحداث الأخيرة التى تشهدها مصر كانت بها تمييز وتمحيص بين قيادات الدعوة السلفية ظهر فيها مَن هو المتماسك حقيقة كالدعوة السلفية التى كان من أبرز شعاراتها عبر سنين وعقود من الزمان “السلمية والعلانية” مؤكدا: لا نصطدم مع المجتمع ولا الدولة التى نحرص عليها إذ أن البديل عن السلمية يكون الفوضى التى تُعرِّض الدين والأرواح والأعراض لخطر دائم. وأضاف برهامى فى تصريحات على الموقع الرسمى للدعوة السلفية، أن من بين بعض الرموز التى تخالف موقف الدعوة حاليًّا هم أبرز من تكلم فى رفض هذا الأسلوب كالشيخ سعيد عبد العظيم الذى ألف كتاب تحصيل الذاد فى الرد على هذا الفكر، لافتا إلى أن التغيير الذى طرأ على الأحداث أوضح أن كثيرًا ممن كان يتكلم بذلك ليس على قدم راسخة فى فهم المنهج، ولذلك حدث هذا الانحراف، وكان لا بد لنا من موقف. وأوضح برهامى أن الجمعية العمومية الأخيرة للدعوة السلفية شهدت التصديق على فصل كل مَن اختار منهج الصدام وحاول دفع أبناء الدعوة فى اتجاه العنف، موضحا أن عامة أبناء الدعوة السلفية لم يستجيبوا لهذا، ووصل الأمر إلى فصل مَن كان حتى من الرموز كالنائب الثانى للدعوة الشيخ سعيد عبد العظيم، فقد تم فصله من الجمعية بإقرار من الجمعية العمومية، وبالتالى فالموقف واضح جدًّا أننا دعوة سلمية ودعوة علنية ودعوة مؤسسية تعمل فى النور وبطريقة رسمية، والدعوة السلفية ترفض محاولة هدم الدولة المصرية. وأضاف برهامى أن الدعوة السلفية تُواجه حملات متعددة منها الاتجاه الليبرالى، وهى حملة غير منصفة بالمرة تبنى على الأكاذيب والباطل، ومن هذه الحملات أيضًا ما يقوم به الإخوان، وأيضا بعض المشهورين إعلاميًّا ممن ينتسبون للتيار المدخلى؛ فهم يشنُّون حملة فيها أنواع من التُّهم، وكل هذا فى الحقيقة لا يزيدنا إلا صلابة وثباتًا على موقفنا ومنهجنا. وتابع برهامى “اتهامات الإخوان لنا بالعمالة والخيانة ليست جديدة عليهم، ولكن الجديد فى الأمر ربما يكون ظهور شخصيات جديدة ممن كانت تمدح الدعوة ورموزها مدحًا بليغًا، وتصفهم بأنهم دعاة إلى الله عز وجل – عندما كانوا هم على المقاهى- وتبرئهم من تهمة الإرجاء وتهمة العمالة للأمن، ثم هم الآن يتهموننا بالعمالة والخيانة التى نفوها عنَّا من قبل، ولا ندرى من أين أتوا بهذه التهم؟! ويدَّعون أن تهم العمالة والخيانة قديمة لدينا، وليس ذلك إلا لمجرد حملات كاذبة من خصوم حاقدين على الدعوة؛ لما حققته بفضل الله عز وجل ببركة المنهج الذى تتبناه، و”كفى بالمرء كذبًا أن يُحدِّث بكل ما سمع”. واستطرد نائب رئيس الدعوة السلفية: “تعاملنا كان ولم يزَل هو الحرص على عدم الصدام وعدم الفوضى، وهذا موقفنا قبل الثورة وأثناء الثورة وبعدها، بل بعد أحداث 30 /6، بل كان ذلك موقفنا أثناء فترة وجود الإخوان فى الحكم، وأثناء فترة حكم المجلس العسكرى، وقبل ذلك وحتى فترة الرئيس السيسى وما تزال، ورغم ما شهدته كل هذه المراحل من بعض التجاوزات، إلا أننا كنا دائمًا نبنى عملنا على المصالح والمفاسد، وهذه ليست خيانة لأحد، فتهمة الخيانة من الإخوان تهمة باطلة، فقد كنا معهم على اتفاق للإصلاح التدريجى وعدم الصدام مع مؤسسات الدولة تحديدا، وكان هذا من شروط دعم الدكتور مرسى، فنحن لم نختَر الدكتور مرسى فى الجولة الأولى خوفًا من تغوُّل جماعة الإخوان، ولكن لم يكن عندنا خيار آخر بعد هزيمة الدكتور أبو الفتوح وانحصار المنافسة ما بين الدكتور مرسى والفريق أحمد شفيق، ففى هذا الوقت كان الأمر مؤسسيًّا، ولم يكن يحتمل أبناء الدعوة غير القرار الذى تم اتخاذه، ولكن كان بشروط، أهمها أن لا يقصوا الدعوة ولا غيرها، واستيعاب المخالفين لنا حتى لا ندخل فى صدام فضلًا عن الصدام مع المؤسسات، وهذا الأمر لم نجده، بل تم إقصاؤنا كأول من تم إقصاؤه، بل قابلوا المبادرات التى طرحناها للخروج من الأزمة بهجوم شرس مع الاتهام فى النوايا، مع أنهم رجعوا إلى المطالبة بهذه المبادرات، لكن بعد فوات الأوان”. ولفت برهامى إلى أن موقف الدعوة السلفية من 3/7 لم يكن خيانة أبدًا؛ فقد كانت هناك موافقة على الإجراءات التى اتخذتها القوات المسلحة فى عزل الدكتور مرسى بعدما كادت البلاد أن تصل إلى مرحلة الفوضى التامة وسط سخط شعبى هائل مصحوبًا بعجز عن قيادة البلاد وتوفير الاحتياجات الأساسية، وكنا ندرك أن البلاد إذا دخلت مرحلة الانهيار فلن تعود أبدًا، أم إنه طالما تم انتخاب الرئيس فسيظل هكذا مهما كانت النتائج حتى ولو كانت تدمير الوطن، فهذا لا يمكن أن يكون صحيحًا؛ لذلك نقول: إن اتهامات الخيانة والعمالة باطلة وكاذبة، ويفصل الله بيننا يوم القيامة. كما تابع: الحديث بأن السلفيين والإخوان واحد من أعجب ما نسمعه، فبعد كل هذا الذى حدث وموقفنا مختلف عن موقف الإخوان من البداية، عند نزولنا الانتخابات البرلمانية عام 2011 كان الإخوان يقولون: لا تنزلوا ودعونا نكفيكم هذا الشأن، فنزلنا الانتخابات، وقد كنا منفصلين عنهم، ووجد لنا موقعا فى البرلمان، وكانت لنا من البداية مواقفنا المختلفة، وأُذَكِّر فقط بعدة مواقف؛ فعند تكوين اللجان النوعية فى مجلس الشعب: مَن الذى أصرَّ على وجود تمثيل لكل القوى الثورية؛ لأن المرحلة لا تحتمل انفرادًا لأحد؟ هو حزب النور؛ هذا الحزب الذى أسسه أبناء الدعوة السلفية فى حقهم القانونى والدستورى فى العمل السياسى، وإن كان هناك -بلا شك- انفصال إدارى؛ فالنور مؤسسة تقوم باتخاذ قراراتها بطريقة منفصلة تمامًا، وكذلك عند محاولة إسقاط حكومة الدكتور كمال الجنزورى، مَن الذى وقف فى وجه الإخوان فى البرلمان لمنع ذلك؟ “. وحول حديث البعض عن أن عددا من الإخوان سيخوض الانتخابات وعلى قوائم حزب النور؟ قال “برهامى”: “قال النبى- صلى الله عليه وسلم- “البينة على مَن ادَّعى” وهذا كلام باطل؛ فلم يتم اختراق مرشحى الحزب، ولم ينزل الإخوان على قوائم الحزب ولا فى الانتخابات الفردية، ومن يمتلك دليلًا فليأت به، وليأتِ بالأسماء ويقول: إن هؤلاء من الإخوان ونراجع مراجعة حقيقية صادقة غير كاذبة، وليس بالاتهام بالباطل لمجرد أنه يريد تشويه صورة الحزب والدعوة عند العامة. وعن معايرة البعض بان المهندس صلاح عبد المعبود كان يردد أن “النور” و”الإخوان” كيان واحد؟ قال “برهامى”:”فى هذا التوقيت كان الإخوان مسيطرين، وكنا جزءًا من الدولة ونتعامل مع النظام الموجود الذي تم انتخابه بطريقة صحيحة، وكانت مؤسسات الدولة كلها تقوم بنفس المهمة حتى المخابرات العامة لذلك هذه القضية لا بد أن ينتبه الجميع إليها، لماذا نحن فقط دون غيرنا نُلام على ذلك، مع أن الكل يعلم أن كياننا مختلف تمامًا عن الإخوان؟! لكن عندما كانوا هم في حكم الدولة كنا نحن نريد الحفاظ على الدولة أى كان من يحكمها، تمامًا كما نؤيد الآن الفريق السيسى لرئاسة الجمهورية، وعندما تم انتخابه فنحن نؤيد استمراره لبقاء الدولة، وإن اختلفنا فى ممارسات بعض الأجهزة داخل الدولة، لكن لا نقبل هدمها، وهذا ما كان يقوله ويعنيه المهندس صلاح عبد المعبود، وليس أنه يقول: إن هناك اندماجًا فى الكيان، وعلى الجميع ألا ينسى ما فعلوه مع الدكتور خالد علم الدين، وهذا موقف واحد يبين أننا لسنا كيانًا واحدًا بالمعنى الذى حاولوا أن يبرزوه، ولكن الإخوان كانوا يديرون الدولة، وكان لابد لنا أن نحافظ على الدولة”. وعن وصف البعض بان حزب النور هو داعش، قال “برهامى”:”هذه الفئة مختلفة عن بعضهم البعض؛ فمن الناس من يقول عن أعضاء حزب النور: مرتدين كالدواعش، أما التكفيريون فيتهمون أعضاء حزب النور بالكفر؛ لأنهم وافقوا على الدستور ووافقوا على الديمقراطية، وهذا الكلام كله جهل وضلال؛ لأننا لم نوافق على الديمقراطية التي فيها حق التشريع لغير الله، بل وافقنا على نظام فيه من الديمقراطية ضمن دستور ينص على مرجعية الشريعة الإسلامية، وفيه عبارات واضحة تمام الوضوح وليست فضفاضة كما يقول البعض، مضيفاً:”أما الفريق الذي يتهمنا بالدواعش؛ فلينظروا ماذا يقول علينا الدواعش أنفسهم؛ حيث إن داعش يقولون علينا: إننا كفرة ومرتدين ويستبيحون كل من يخالفهم بما فيها جميع الأحزاب، بل آخر بيانات داعش تؤكد أن جميع الأحزاب التي تشارك في الانتخابات أحزاب مرتدة وكافرة، والعجيب أن يُقال عنا: دواعش؛ حيث إننا نقول: لا إله إلا الله، وهم يقولون: لا إله إلا الله إن الحكم إلا لله، وهذا كلام الله في القرآن؛ إذن فكل المسلمين سيُقال عنهم أنهم دواعش إذا كانت تؤخذ كلمة فيها توافق بحكم الالتزام بالإسلام يكون كل الناس كذلك، وهذا من التعميم الظالم مثلما تكلمنا عنه في النقطة السابقة. ودعا “برهامى” الشعب الى ان يختار الأفضل من المرشحين للانتخابات البرلمانية قائلا:”الشعب المصرى شعب واعٍ ويُدرك دائمًا الفرق بين الحقيقة والكذب، وأطلب منه أن يختار بتجرد فى الانتخابات القادمة بعيدًا عن العصبية العائلية، وبعيدًا عن شراء الأصوات الانتخابية بمنافع مادية، وبإذن الله تبارك وتعالى سيكون هناك خير كثير إذا أحسنَّا الانتقاء والاختيار”.

اليوم السابع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى