الأخبار

“الإخوان مش هيقعدونا في البيت”

140

 

 

يسير في طريقه كالمعتاد، يمسك مقود سيارته، ويتلفت مواجهًا السيارة التي امتلأت بجنود القوات المسلحة، بجواره، لا يفوته أن يشير بعلامة النصر، قبل أن يتمتم “هما الإخوان هيقرفونا تاني و لا أيه”، التاريخ الذي أرق الأسطى أشرف، لم يختلف كثيرًا عن غيره من المصريين الذي شغلهم التاريخ، والسؤال “25 يناير هيعدي أزاي”.

لم يختلف أشرف عن غيره من سائقي التاكسي، الذين يعتبرون النزول للشارع مع علمهم المسبق بـ”الكارثة المحتملة” محض “مخاطرة”، لكن “ما باليد حيلة”، فالرجل الذي يسعي صباحًا لـ”لقمة العيش” لا يستطيع تأجيل رزقه بسبب مظاهرة “حتي وأن قلبت بغم”.

يتذكر الرجل أحداثًا كثيرة عاشها بسبب ما جنته له مهنته، “الإخوان -الله يجازيهم- بهدلوني مرتين.. مرة في اعتصام رابعة لما وصلت ساكنة بيتها هناك، ولقيت نفسي جوه الاعتصام بالصدفة، والمرة التانية كنت بشتري لحمة من الدقي، وياريتنا ما فكرنا ناكل لحمة ولا حتى عضم”.

مازالت آثار الإخوان واضحة على خدوش السيارة، وبقى أثر “اللحم” لا يغادر ذاكرة أشرف “كانت أخر مرة اشتري لحمة من الدقي.. مالها المجمعات” .

الأحد 25 يناير 2015.. لا يثير رهبة في نفس أشرف، كما كانت تأثيراته في السنين الماضية، “مش هنخاف زي يوم 28 نوفمبر، وهننزل نشوف أشغالنا، الإخوان مش هيقعدونا في البيت”، الالتزامات المادية بعنقه لا ينفلت منها بسبب عنف الإخوان المحتمل “مين هيدفع لصاحب العربية حق اليوم، و مين هيأكل عيالي لو أنا قعدت في البيت خايف.. ياما دقت على الرأس طبول”.

ما يتعرض له أشرف كل يوم من ظروف اقتصادية، وضغوط مادية لم تترك له لمساحة إضافية لـ”وقف حال” في 25 يناير، “زمان كنا بننزل، ونقول يا رب أرزقنا.. دلوقتي دعوتنا نرجع لولادنا سالمين مش جثة بسبب قنبلة أو حادثة”.

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى