أخبار مصر

«مسار العائلة المقدسة» يزيد التقارب بين «الأرثوذكسية» و«الكاثوليكية»

 

 

المطران لينو فوماجالي: صلينا بدير السريان القبطي لأول مرة بالطقس اللاتيني قبل مغادرة مطران فيتريو، لينو فوماجالي للقاهرة، على رأس أول وفد إيطالي للحج لمسار العائلة المقدسة بمصر، التقت «التحرير»، ممثل الفاتيكان في تلك الزيارة، والذي عبر عن رغبته في زيارة مصر مجددا، لزيارة الأقصر وأسوان، مؤكدا أن «مصر بلد آمن، ويجب أن نزوره، وتجربة لا يمكن أن ننساها أبدا». مسار العائلة المقدسة والتقارب بين الكنيستين «الأرثوذكسية» و«الكاثوليكية» المطران لينو فوماجالي خلال حديثه لـ«التحرير»، كشف أنه في اليوم قبل الأخير للزيارة، زار مع الوفد أديرة وادي النطرون، وهي ضمن معالم مسار العائلة المقدسة، وهناك أقام صلاة القداس الإلهي بدير السيدة العذراء السريان حسب الطقس اللاتيني الذي تصلي به الفاتيكان، وقال: «صلينا القداس في دير السريان بالطقس اللاتيني، ولأول مرة يقام قداس داخل دير في الكنيسة الأرثوذكسية للكنيسة الكاثوليكية، وهي علامة ملموسة تمت هذا اليوم». وحول التقارب بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والكنيسة الكاثوليكية قال المطران إنه «بدأنا طريق الصلاة معا والحب الأخوي والشركة معا، والأشياء التي تجمعنا كثيرة جدا أكثر من الأشياء القليلة التي تفرقنا»، وعن الأديرة القبطية قال: «نشعر بالروحانية أكثر هنا، فالدير هنا به 250 راهبا، بينما لدينا يكون به 6 أو 7 رهبان». ويبدو أن رحلات الوفود الأوروبية ومن أمريكا اللاتينية التابعين للكنيسة الكاثوليكية حول العالم إلى مسار العائلة المقدسة بمصر، ستسهم في التقارب الذي يسعى إليه البابا تواضروس الثاني، بابا الكنيسة المصرية، والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان. تقارب «الأرثوذكسية» مع الكنائس الأخرى والهجوم على البابا تواضروس كلما حاول البابا تواضروس اتخاذ خطوة لانفتاح الكنيسة القبطية على الكنائس الأخرى بالعالم، لاقى هجوما شديدا من مجموعات بعينها على مواقع التواصل الاجتماعي تدعي أنها من أتباع البابا الراحل شنودة الثالث، وأنهم يحافظون على الإيمان، رغم وجود بعض الأمور التي تشير إلى دعمهم من قبل بعض الأساقفة أصحاب التأثير الكبير في عهد البابا شنودة. ولم يفت تلك المجموعات مهاجمة البابا تواضروس للسماح لرئيس الوفد الإيطالي بالصلاة داخل دير السريان، حيث سبق أن هاجموا البابا في عدة مواقف منها استخدامه لمكونات زيت الميرون -الزيت المخصص لتدشين الكنائس، وتحضر الكنيسة كمية كبيرة منه كل فترة ويستخدم في كافة الكنائس- جاهزة، بدلا من الطريقة القديمة في استخلاصها والتي يهدر فيها الوقت والمجهود ولا يتم استخلاصها بكفاءة. وتعرض البابا للهجوم بسبب الصلاة مع رئيسة الكنيسة اللوثرية خلال زيارته للسويد عام 2015، ورد البابا بعدها فترة على ذلك الهجوم، وقال إن البعض يتلقون أموالا لمهاجمته، وأوضح: «في العام الماضي جاءتني دعوة لزيارة كنيسة السويد وزرتها، فطلعوا وقالوا ده صلى ورا واحدة ست، لازم نتفهم احنا إيه وبالنسبة للعالم إيه، كنيستنا عمرها 2000 سنة، أما الكنيسة اللوثرية فعمرها ميكلمش 500 سنة، ماعندهمش أسرار كنسية بمفاهيمنا، عندهم القس والأسقف يحال على المعاش في سن الستين، واختاروا رئيس أساقفتهم من السيدات لأنها مسميات وظيفية ليست بنفس المعنى الموجود لدينا، لا توجد أسرار أو حلول للروح القدس». وأضاف: «جلست مع الأساقفة عندهم ولمدة ساعتين بيسألوني إزاي بتخدموا شبابكم، وإزاي بيحبوا كنيستهم وبتعملوا إيه في الأديرة، عايزين ينقلوا الخبرة الروحية بتاعتنا، إيه رأيكم نروحلهم ولا مانروحلهمش؟، نجاملهم ولا مانجاملهمش». وعن الصلاة معهم قال: «ليس لديهم طقس وأنا لا أجيد اللغة السويدية لكي أشترك معهم، لكن عندما دعوني لقراءة الإنجيل فقرأته باللغة العربية ومقدمته باللغة القبطية، ثم ألقيت عظة بالإنجليزي، ناس عايزين يتعلموا مننا»، وأوضح أن «أي عقل يقول إن بابا الإسكندرية بتاريخه الطويل لا يعرف كنيسته، ويقولك ده بيبيع الكنيسة وعمل وحدة مع كل الكنائس، ولا عملت وحدة ولا حاجة خالص، وما زلنا نصلي من أجل الوحدة كل يوم ونقول لنصل إلى اتحاد الإيمان، لأن الوحدة تعني الوحدة في الإيمان». لماذا مسار العائلة المقدسة يدعم التقارب؟ الهجوم الحاد على البابا تواضروس أدى لتأجيل اتفاق «عدم إعادة المعمودية» بين كنيستي روما والإسكندرية في 29 و30 إبريل من العام الماضي (2017) خلال زيارة البابا فرنسيس لمصر، وتحويل النص من «قررنا عدم إعادة المعمودية» إلى «نسعى جاهدين لعدم إعادة المعمودية»، وهو الاتفاق الذي تباحثت فيه الكنيستان منذ زيارة البابا تواضروس لبابا الفاتيكان في 10 مايو 2013، ولو كان تم لأصبح اتفاقا تاريخيا بين الكنيستين منذ القطيعة وانشقاق كنيسة الإسكندرية عقب مجمع مدينة خلقدونية في 451م، أي منذ 16 قرنا. لماذا مسار العائلة المقدسة سيزيد التقارب بين روما والإسكندرية؟ الإجابة على هذا السؤال تبدأ من أن مشروع «إحياء مسار العائلة المقدسة»، هام للدولة المصرية التي تسعى لفتح مجال جديد للسياحة، بإضافة السياحة الدينية، لتعويض تراجع القطاعات السياحية الأخرى، وإضافة مصر على خريطة الحج العالمية مثل فلسطين والسعودية. إعادة إحياء المسار جزء منها مرتبط بتعاون بين الدولة المصرية والكنيسة القبطية في تجهيز المواقع التي زارتها العائلة المقدسة لاستقبال السياح، والجزء التالي يعتمد على التعاون بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من جهة والكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان والكنيسة القبطية الكاثوليكية في مصر. بدأت ثمار التعاون بإعلان البابا فرنسيس في 4 أكتوبر 2017 عن إدراج مسار العائلة المقدسة ضمن برامج الحج التي ترعاها الفاتيكان، وجاء الأسبوع الماضي الوفد الأول من إيطاليا المكون من 45 شخصا بين عمر الـ60 والـ80، وهي الأعمار المناسبة التي تتمناها أي دولة للسياح القادمين إليها، وحاليا يوجد الوفد الثاني لزيارة المسار من دولة المجر، لذا فإن نجاح هذا المشروع يتوقف على التعاون بين الدولة والكنيسة من جهة وبين الكنيستين القبطية الأرثوذكسية والكاثوليكية من جهة أخرى. يذكر أن البابا تواضروس سيزور بابا الفاتيكان في 7 يوليو المقبل بروما، وربما تشهد هذه الزيارة مزيدا من التقارب والتعاون بين الكنيستين في الفترة المقبلة.

 

 

 

 

 

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى