الأخبار

«طلاب الثانوية العامة بالسجون»..

178

 

«كنت بخبي الكتب في هدومي وقت الزيارة»
– الأمن يرفض دخول الآلة الحاسبة
– محمد ندا.. يحلم بكشاف صغير ليذاكر في الزنزانة أملا في دخول الهندسة

الثانوية العامة.. «بعبع» البيوت المصرية، المرحلة الأهم في حياة أي طالب، لما يترتب عليها تحديد مصيره، أو هكذا عرفناها في البيوت المصرية.

برغم هذا «البعبع»، الذي قد يكون خفيفا بعض الشيء على الطلاب العاديين، هناك من يعيشون معاناة أكثر؛ وهم طلاب السجون والمقدر عددهم بـ 200 طالب، وفقا للإحصاء الصادر عن وزارة الداخلية، ويؤدون امتحاناتهم باللجان المركزية في 6 سجون هي «القناطر الخيرية، وليمان طرة، وليمان 440 بوادي النطرون، وبرج العرب، وجمصة، وأسيوط».

«الشروق»، التقت أهالي طلاب الثانوية العامة، والذين يؤدون امتحاناتهم، داخل عنابر السجون، مؤكدين أن هناك صعوبات كثيرة تواجه ذويهم داخل السجون، حيث إجراءات أوراق الامتحانات وهي تعد الأصعب والأسوأ، بحسب قولهم.

خالد عبد الحميد.. «المعاناة تبدأ من دخول الكتب والمذاكرة بالسجن»

«كنت بخبي الكتب في هدومي وقت الزيارة، أو أشيل جلدة الكتاب، وأقول أنها كتب أخوه الصغير عشان نقدر نوصله كتبه ويعرف يذاكر».. بهذه الكلمات بدأت والدة خالد عبدالحميد؛ الطالب بالقسم الأدبي بالثانوية العامة بمدرسة سعد الدين شريف بقرية صهرجت الكبرى بميت غمر، حديثها لـ«الشروق».

وتضيف، أن نجلها محتجز احتياطيا بمركز شرطة ميت غمر بالدقهلية، على إثر محاكمته عسكريا هو وآخرين بتهمة “تكوين خلية إرهابية وتكدير السلم والأمن العام وحرق سيارات شرطة وسيارات تابعة لهيئة البترول”، بعد أن تم القبض عليه في 9 فبراير 2015.

انعقاد جلسات المحاكمة بين مواعيد الامتحانات

«عانيت كثيرا في الفترة السابقة على بدء الامتحانات، بالمرور على كل الجهات المسئولة ما بين وزارتي التربية والتعليم والداخلية لاستكمال أوراق نجلي»، بحسب «السيد»، مشيرة إلى أنها ظلت لأكثر من 30 يوما بين جهات حكومية في القاهرة والمنصورة، لتستطيع الحصول على رقم جلوس ابنها والموافقات الأمنية لحضوره الامتحانات، لكن أكثر ما كان يؤلمني رد بعض الجهات، على أزمة ابني بقولهم: «مش مهم يمتحن السنة دي».

وفيما يتعلق بالإجراءات المتعلقة باستكمال أوراق التقدم للامتحانات، تقول والدة خالد، إن فترة الانتهاء من إجراءات أوراق الامتحانات ربما كانت الأصعب والأسوأ قبيل بدء الامتحانات، خاصة وأن المحكمة العسكرية بالمنصورة التي تنظر قضية ابنها تعقد الجلسات ما بين مواعيد الامتحانات وهو ما يؤثر نفسيا وبالسلب على ابنها ويمنعه عن التركيز.

“امتحان العربي كان يوم 7 يونيو، من الساعة 9 لـ 12، فضلوا يأخروا ابني الصبح، وبعد ما اترجيتهم، اتحركت عربية الترحيلات الساعة 7 الصبح، وصلوا سجن جمصة حوالي 11 الظهر، كان فاضل على الامتحان ساعة ويخلص، وكل ده أثر على نفسية ابني جدا”، تحكي والدة خالد عبدالحميد عن أول يوم امتحانات لابنها.

وتؤكد، أن نفس الموقف، تكرر في مادة اللغة الإنجليزية، في 10 يونيو، فقد تم ترحيله صباح يوم الامتحان نفسه، وهو ما سبب لنجلها أزمات نفسية كثيرة.

في نفس السياق، قال يحيى شعبان المحامي المتابع لقضية خالد، في تصريحات لـ«الشروق»، إنه يحاكم عسكريا نظرا للقانون الصادر في أكتوبر 2014 بشأن المنشآت العامة والذي ينص على إحالة الجرائم التى ترتكب ضد هذه المنشآت إلى النيابة العسكرية لعرضها على القضاء العسكرى للبت فيها”.

وأضاف أنه تقدم بجدول الامتحانات للمحكمة العسكرية بالمنصورة وتم التوصل لاتفاق ودي بألا تعقد جلسات في أيام الامتحانات، مشيرا إلى أن “هناك أزمة وقعت مع خالد متعلقة بتأخر وصول الإخطار المرسل من المحكمة العسكرية بالمنصورة إلى قسم الشرطة المحتجز به خالد، مما ترتب عليه ترحيله في نفس يوم امتحانه باكرا.

محمد ندا.. يحلم بكشاف صغير ليذاكر في الزنزانة أملا في دخول الهندسة

«تم القبض على نجلي في 28 مارس 2015 أثناء جلوسه على أحد مقاهي الإسكندرية، بعد عودته من درس خصوصي، وظللنا أسبوعا لا نعلم مكان احتجازه، حتى علمنا بوجوده في سجن برج العرب»، تبدأ صابرين محمد عبدالرحيم والدة محمد ندا؛ الطالب بالصف الثالث الثانوي، شعبة علمي رياضة، حديثها لـ«الشروق»، مشيرة إلى أنه يحاكم عسكريا بعدة تهم منها “الاعتداء على منشآت عسكرية بالإسكندرية”.

محمد ندا المحتجز الآن بسجن برج العرب والذي يحلم بدخول كلية الهندسة، مضى الثلاثة أشهر التي تسبق امتحانه ما بين مديرية الأمن بالإسكندرية وسجن برج العرب، وفقا لأقوال والدته التي أكدت أنه يعاني كثيرا من المذاكرة بالسجن بسبب ازدحام الزنزانة المحتجز بها وإطفاء الأنوار ليلا، حتى أنه طلب من أهله أن يأتوا له بكشاف صغير ليتمكن من المذاكرة في الليل.

بعد أن عرفت والدته أنه محبوس احتياطيا بسجن برج العرب، على ذمة اتهامه بالهجوم على منشآت عسكرية بالإسكندرية”، بدأت في زيارته وتوكيل محامٍ له، ونظرا لضيق الوقت المتبقي على الامتحانات، حاولت أن توصل له كتبه ومستلزمات الدراسة، وهو ما وصفته صابرين بـ”الشيء الصعب”، فتقول ” كنا بنعاني جدا في أننا نوصله كتبه، لدرجة أن اللي بيفتشونا، كانوا بيرفضوا يدخلوا المذكرات بتاعت الدروس، واللي هي كل الطلبة بيذاكروا منها”، حتى أنهم رفضوا دخول “الآلة الحاسبة”.

الإدارة التعليمية بالإسكندرية وطلاب السجون

تقول صابرين والدة محمد ندا، إنها ظلت لأكثر من شهر تتنقل بين وزارة التربية والتعليم، والمدرسة المقيد بها محمد ومديرية الأمن للحصول على رقم جلوسه واستكمال أوراق حضوره الامتحانات بالسجن، مشيرة إلى أنها أكثر ما عانت منه هو عدم معرفة المسئولين بالإدارة التعلمية، بإجراءات المتعلقة بالطلاب المحتجزين بالسجون.

وبالرغم من أن محمد يؤدي امتحاناته باللجنة المركزية للثانوية العامة بسجن برج العرب، إلا أن ذلك لم يحمه من التعطيل، فقد تأخر حضوره لامتحان اللغة العربية ( أول يوم للامتحانات) لأكثر من نصف ساعة.

مؤسسة حرية الفكر والتعبير

من جهة أخرى، يقول حسن الأزهري محامٍ بمؤسسة حرية الفكر والتعبير إن التعليم حق مكفول وفقا للدستور، وأي طالب من حقه قانونا أن يؤدي امتحاناته بعد التقدم بطلب للنيابة العامة مرفق به جدول الامتحانات وتقوم النيابة فيما بعد بإخطار مصلحة السجون، في حالة الحبس الاحتياطي، أما لو صدر بحق الطالب حكم قضائي، فمن حقه أيضا استكمال دراسته، بتواصل ذويه مباشرة مع مصلحة السجون بعد اتباع الإجراءات المطلوبة، وفقا لقانون تنظيم السجون.

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى