الأخبار

كواليس اجتماع “الأزهر”بالمثقفين:

41

 

حوادث إرهابية ثم اغتيالات وتفجيرات عديدة، اُلصقت باسم الدين، ما أرجعه البعض إلى خطاب رجال الدين التحريضي الذي يجعل المرء منهم يقوم بتفجير نفسه وهو على إيمان كامل بدخوله الجنة، تلك الفكرة التي هددت دول كثيرة لإيمان العديد من الشباب بها، ما دعا الأزهر يفكر في إصدار وثيقة تجمع بين الفكر المستنير والفكر المحافظ ومختلف مذاهب التفكير الأخرى، وتحافظ على مبادئ الدين الأساسية دون تطرف، وهي “وثيقة تجديد الخطاب الديني”.

اجتمع شيخ الأزهرالإمام أحمد الطيب، أمس، بعدد من المفكرين والمثقفين للمناقشة حول آلية وضوابط تجديد الفكر والخطاب الديني. وفيما يلي كواليس اجتماع الأزهر بالمثقفين:

قال الدكتور محي عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن اجتماع أمس شهد كيفية تحديد مفهوم “التجديد” بشكل لا يخالف فكر أي من التيارات الموجودة، والتأكيد على أن مفهوم التجديد لا يمس الأصول والنصوص الإسلامية، كما شهد الاجتماع تحديد آليات التجديد حتى لا تصبح عبارة عن توصيات فقط، ولكن بنود على أرض الواقع.

وأضاف عفيفي، أن المفكرين في اجتماع أمس، أكدوا أن الأزهر ليس بمفرده ينفذ الآليات بل ينفذ أيضًا آليات الأسرة والجامعة والمدرسة، مؤكدًا أنه ينبغي التركيز على القضايا ذات الأولوية القصوى التي تهم المجتمع والبيت، كما ركز الحاضرون على ضرورة أن تقف الوثيقة عائق ضد الأفكار التي يبثها التنظيم الإرهابي “داعش”، والمفاهيم المتطرفة التي تبث من خلال المواقع الإلكترونية.

وأكد عفيفي، لـ”الوطن”، أن الاجتماع ركز على كيفية التجديد وضرورة أن لا يتعارض مع أصول الدين والثوابت الأساسية، كما أوضح الحاضرين أن المسائل المستجدة يتم الاتفاق عليها بين كافة الأطراف، كما ستناقش الوثيقة قضايا السباب والعنف والمرأة، مع التأكيد على أن الدين ليس حكرًا على طرف دون أخر أيًا كان.

من جانبه، قال رامي جلال الكاتب الصحفي، إن اجتماع أمس تطرق إلى عدة محاور، من بينها تحديد مفهوم واضح لمعنى التجديد الذي يتم عبر “البُعد عن الأصول والثوابت، بل عبر تعميق الوعي بالمقاصد الشرعية، وتنزيل الأحكام على متغيرات الحياة ونوازلها المتجددة بالمرونة اللازمة”.

وأضاف جلال، يأتي هذا اللقاء في إطار جهود المؤسسة الدينية لمكافحة الفكر المتشدد ومجابهة التيارات اليمينية المتطرفة، كما تم في الاجتماع مناقشة مسودة الوثيقة، والتأكيد على أهمية الالتزام بالوثائق التي صدرت عن الأزهر في السابق والتي نالت احترام وتقدير كل الأوساط العلمية والعالمية، وبالتالي فعلى جميع المؤسسات الدينية والثقافية الاسترشاد بها لأن هذا يعني عمل تحديث مهم في الخطاب الديني.

وتابع: “تمت مناقشة فكرة اعتبار أن اتهامات التكفير وإدانة الآخرين في عقائدهم مناقضة للدين وأصول التشريع. ومن هذا المنطلق أوضح أن الأزهر لن يتورط في اتهام أي شخص أو جماعة بالكفر، حتى لو كان (داعش)، لأن التكفير لعبة خطرة لا يجب أن يشارك الأزهر بها”.

أوضح جلال، أنه تمت الإشارة إلى أن تجديد الخطاب الديني يحتاج إلى إعادة نظر جذرية في أنظمة التعليم المصرية وتخفيف حدَّة الانفصام بين طرائق التعليم المتباعدة في المعاهد الدينية والمدارس المدنية والتعليم الأجنبي، وذلك لتقريب المسافات بينها، بما يضمن قدرًا من التناغم بين مكوناتها الأساس.

 

 

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى