الأخبار

10 مشاهد من “ساحة المعبد”

72

 

رصدت «الوطن» تفاصيل العملية الإرهابية التى أحبطتها قوات الأمن فى الأقصر، صباح أمس، فى محيط معبد الكرنك، والتى أسفرت عن مقتل اثنين من منفذى العملية، أحدهما قتل بالرصاص والثانى فجر نفسه وتحولت جثته إلى أشلاء دون أن تقع إصابات بأى من السائحين أو العاملين فى معبد الكرنك أو محيطه، وأصيب الإرهابى الثالث بطلقات نارية وتم نقله إلى المستشفى لإسعافه تمهيداً لاستجوابه.. التفاصيل تحملها 10 مشاهد من واقع التحريات والتحقيقات:

المشهد الأول

هنا معبد الكرنك الراسخ بأعمدته وآثاره فوق ضفة النيل.. يقف بشموخ منذ آلاف السنين ينتظر زائريه.. ينتظر «طلة شمس» تلقى عليه ابتسامتها كل صباح.. ولكن صباح الأمس كان مختلفاً بعض الشىء.. سائحون بداخله يتجولون.. يتحدثون.. يتساءلون عن سحر البناء وعظمته.. عن تاريخ الفراعنة.. تاريخ الأجداد يرويه الأحفاد بثبات وقوة وابتسامة سمراء.. عن الغرف.. عن الأعمدة.. عن الشجاعة.

المشهد الثانى

3 شباب يحضرون فى سيارة تاكسى إلى محيط المعبد.. يجلسون على مقهى بالقرب من المعبد.. يراقبون تحركات قوات الشرطة والأفواج السياحية التى حضرت لزيارة المعبد ويهمسون إلى بعضهم بعضاً لاختيار التوقيت المناسب لتنفيذ عملية إرهابية وبأيديهم حقائب بها قنابل وبنادق آلية وطبنجة.

المشهد الثالث

الشباب الثلاثة ينظرون إلى بعضهم بعضاً، بأن هذا التوقيت هو المناسب لدخولهم المعبد، لتنفيذ عملية إرهابية.. يحملون حقائب فوق ظهورهم يتحركون تجاه معبد الكرنك، على أنهم سائحون وحضروا إلى الزيارة ويتحركون بشكل طبيعى حتى لا يلفتوا أنظار الأمن أو العاملين فى المكان.

المشهد الرابع

عقارب الساعة كانت تقترب من العاشرة والنصف من صباح أمس عندما كان هناك مئات السائحين الأجانب يتجولون داخل المعبد، وأثناء ذلك تحرك الشباب الثلاثة فى اتجاه المدخل الرئيسى للمعبد، فوجئوا بنقطة تمركز أمنية داخل المعبد لتفتيش حقائب الزوار على بعد 40 متراً من البوابة الرئيسية.

المشهد الخامس

الشباب الثلاثة يحاولون الدخول دون تفتيش، إلا أن القوات كانت منتشرة فى محيط المكان بالكامل وأصر مخبر على التفتيش وارتفع صوته بقوة، وارتبك الإرهابيون الثلاثة وقالوا بلهجة غير مصرية إنهم سياح ولا يجب تفتيشهم وأن الحقائب بها متعلقات شخصية، وانتبه العقيد خالد يوسف، رئيس مباحث الأقصر لمشاهدة الموقف.

المشهد السادس

اثنان من الشباب الثلاثة يخرجان بندقية آلية وطبنجة محاولين إطلاق الرصاص على القوات الأمنية، أحد المخبرين أطلق رصاصة مباشرة على رأس أحدهم وأسقطه قتيلاً على الفور فيما أطلق الثانى الرصاص بعشوائية على أوتوبيس متوقف ظناً منه أنه يحمل بعض السائحين.. العقيد خالد يوسف يتحرك بسرعة ويطلق عدة رصاصات ويسقط هذا الشاب ويسيطر عليه.. فى الوقت نفسه فجر الشاب الثالث نفسه وتحولت جثته إلى أشلاء وطار جزء منها أعلى بازار سياحى قريب من مكان التفجير.

المشهد السابع

حالة من الهرج داخل وخارج المعبد، وعامل يصاب بطلق نارى فى الحوض ويسقط على الأرض ويسقط أيضاً 2 من أفراد الشرطة مصابين ما بين كدمات وسحجات نتيجة المطاردة وتدوى صافرات الإنذار وسيارات الشرطة وتنتقل قوات كبيرة من الأمن وضباط الحماية المدنية للتفتيش عن عبوات ناسفة.. القوات تفرض كردوناً أمنياً فى محيط الحادث، ومدير الأمن اللواء حسام المناوى، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الأقصر يحضر إلى مكان الحادث بصحبة فريق من المفرقعات، وتم تمشيط المنطقة بالكامل وتفكيك 3 عبوات ناسفة كانت داخل حقيبة أحد المتهمين. وتم نقل الشاب المصاب ومصابى الشرطة وعامل المعبد، إلى المستشفى، لإجراء الإسعافات اللازمة لهم.

المشهد الثامن

عدد من السائحين يغادرون المعبد والبعض الآخر يستمر فى جولته ويرفض المغادرة، والأمن يستمر فى تمشيط المنطقة، ويحضر فريق من النيابة العامة ويعاينون المكان.. يتحركون بهدوء ويستمعون إلى روايات مبدئية من الضباط وبعض الشهود.. وينظرون إلى أشلاء الضحية الذى فجر نفسه وإلى القتيل الثانى الذى قتلته الشرطة.

المشهد التاسع

استنفار أمنى فى الأقصر، والأمن يغلق مداخل ومخارج المنطقة الأثرية المحيطة بالمعبد، وتحدث حالة من الهرج والمرج فى المنطقة.. ولا يتوقف الجميع من أصحاب البازارات والعمال وأصحاب العربات «الحنطور» عن الحديث والأسئلة: «إيه اللى حصل.. والشرطة برافو عليها.. ده كان هيقع قتلى كتير.. السياح جوه المعبد كان عددهم كبير.. والعيال الإرهابيين كان معاهم قنابل وأسلحة وربنا ستر».

المشهد العاشر

رفع آثار الحادث من محيط معبد الكرنك، وعودة الهدوء مرة أخرى داخل المعبد، وتحقيقات موسعة ومتابعة من اللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، حول كيفية حدوث الحادث والتحقيق مع المتهم المصاب والاستماع لأقوال الشهود، لكشف ملابسات الواقعة بالكامل.. ويتحرك الجميع من نيابة وشرطة لاستكمال التحقيقات ويفتح المعبد أبوابه من جديد فى انتظار سائحين جدد و«طلة حلوة» من صباح يوم جديد.. يوم لا يحمل إرهاباً ولا دماء ولا عنفاً.. يعكر صفو سائح أو عامل فى معبد وقف بأركانه على ضفاف النيل ينتظر زواره.. وسيظل.

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى