الأخبار

ماذا تعني عودة السفير السعودي لبغداد بعد ربع قرن؟

88

أعلنت الرياض في 2 سبتمبر تعيين “ثامر بن سبهان السبهان” سفيرا مقيما لها في العراق، منذ 1991، وكذلك تعيين عبدالمنعم المحمود قنصلا في أربيل، بعد أن وافقت الحكومة البغدادية على ذلك متمثلة في وزير الخارجية ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية.

وترافق إعلان السعودية عن سفيرها الجديد في بغداد، مع انعقاد مؤتمر باريس لمكافحة الإرهاب الذي حثت فيه الدول الغربية بغداد لاعتماد سياسة الانفتاح على جميع المكونات السياسية العراقية وهو ما كانت الرياض تتذرع بأن حكومة نوري المالكي، لم تنفذه.

يذكر أن السفير “السبهان”، نال وسام تحرير الكويت، ووسام عاصفة الصحراء من وزارة الدفاع الأمريكية، وكان ملحقا عسكريا في سفارة السعودية في لبنان.

وسبق للرياض أن عيّنت في 2012، سفيرا غير مقيم لها في بغداد قبل انعقاد القمة العربية، إلا أنها تراجعت عن القرار، بعد أشهر لخلافات مع حكومة نوري المالكي.

ودعا “العبادي”، على هامش مؤتمر مكافحة الإرهاب الذي عقد في بروكسل نهاية عام 2014، خلال لقائه مع نظيره السعودي سعود الفيصل، بالإسراع إلى تطوير العلاقات بين البلديين، في حين صرح لـ “الفضائية العراقية الرسمية” أن بلاده ليست بوابة لإيران وليست طرفا في صراع سعودي إيراني.

فيما اعتبر الفيصل، أن استقرار العراق ونجاحها سيغير وجه المنطقة، مشيدا بما أسماه التوجه الوطني للحكومة العراقية الجديدة.

وأشار موقع “روسيا اليوم” إلى أن هناك أسبابا جوهرية تقف خلف تلك العودة الخليجية لبغداد، بعد قطيعة دامت ربع قرن، وذلك عقب “عاصفة الحزم” والاتفاق النووي.

وأوضح أن غزو العراق للكويت في 22 أغسطس 1990، شكل صدعا عربيا وإقليميا أخلَّ بتوازن القوى الإقليمي وزاد الخلل الجيوسياسي بعد غزو أمريكا للعراق في 2003، وتشتت شمل الجامعة العربية، وغاب العرب عن المشهد العراقي حتى اندلع ما سمي بالربيع العربي، وسقطت نينوي وعدد من محافظات العراق في يونيو 2014.

وهُددت الحدود بين العراق والسعودية حتى تشكل تحالف دولي ضد “داعش” في العراق وسوريا، وتشكلت حكومة العبادي معه في أغسطس 2014،  وبدأت السعودية والعراق بفتح زيارات ولقاءات بينهما، وأخلفه الاتفاق النووي في يوليو2015، وبدأ بعدها التوازن الإقليمي يتعافى تدريجيا منذ انعدامه عام 1990.

يذكر أن محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني، قال في مقال له بصحيفة “واشنطن بوست” بعد توقيع اتفاق الإطار النووي في 2 إبريل 2015، إن “إيران مستعدة أن تعقد صفقة إقليمية تشبه اتفاق هدنة 8 أغسطس 1988، ويقصد بها هدنة نهاية الحرب العراقية الإيرانية”.

وتابع: “التوازن الذي فقدته المنطقة في 1990، زاد بعد 2003 و2011، وعاد إلى وضعه السابق أو قارب، وذلك بعد أن أصبح نظام صدام في خبر كان”، موضحا أن إيران بعد النووي تختلف عن سنواتها قبل النووي، إذ بدا أنها ستندمج دوليا وإقليميا، فذلك دعا لعودة مجلس التعاون الخليجي في ظل توافق دولي وإقليمي لإعادة سفيري السعودية وقطر.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى