الأخبار

«يا أم المسيح فيكي يحلى المديح».. «زفة الأيقونة» تُنهي صيام العذراء

«أمنا يا عذراء يا أم المسيح ياللى فيك دايما بيحلى المديح».. بتلك الترانيم بدأ كورال كنيسة السيدة العذراء بمسطرد الاحتفال بأخر يوم من صوم السيدة العذراء مريم، والذي يصادف اليوم الثلاثاء، وسط توافد الآلاف من الأقباط للتبارك بالمكان.

 

وبدأت الاحتفالات حين خرجت زفة الشمامسة المعروفة باسم «زفة الايقونة» من الكنيسة، حاملين صورة للسيدة العذراء مريم، مرددين الترانيم والإلحان القبطية والتي جابت أرجاء الكنيسة بأكلها حتى وصلت إلى مذبح كنيسة العذراء مسطرد.

 

هذا واحتمت السيدة العذراء مريم وطفلها المسيح ومعهم القديس يوسف النجار خلال زيارتها لمصر بمنطقة مسطرد داخل مغارة صغيرة لا تسع لأكثر من شخصين، وبجانبها بئر،  اختبأت العذراء برفقه رضيعها، بعد هروبهم من بطش هيرودوس، وارتوت العذراء من البئر حيث اختلطت مائه بمائنا، ونالت بلادنا من بركة هذا الفيض الذي لا يجف حتى اليوم.

وصار ذلك المكان بركة كبيرة وبني عليه كنيسة سميت باسم السيدة العذراء، وأصبح يتوافد عليها الأقباط والمسلمين ليس فقط من مصر وإنما أصبحت تراث ومزار يتبارك منه الزائرين من جميع بلدان العالم.
وفى عيد السيدة العذراء شاركت «بوابة أخبار اليوم» احتفالات الأقباط بعيد صعود جسد السيدة العذراء بكنيسة مسطرد ، والتي اعتاد الآلاف الحضور للتبارك والصلاة في يوم عيدها، حيث اعتاد أهالي المنطقة على طقوس للاحتفال بهذه المناسبة.

الوشم والصلبان أهم مظاهر الاحتفالات 

قبل أن تدخل الكنيسة الأثرية بالشارع الجانبي أجواء احتفالات مولد السيدة العذراء تسيطر على المنطقة بأكملها، الحمص والحلوى أهم مظاهر الاحتفال والتي  يقبل عليها المشاركين في الاحتفالية لشرائها، وتنصب المراجيح للأطفال، وتتارجح المراكب على نهر النيل المقابل للكنيسة.

وأمام  البوابة الرئيسية للكنيسة نصب أحد البائعين كشك له لرسم الصلبان وصور العذراء والقديسين على أذراع الزائرين، صراخ وبكاء لطفل لا يتعدى عامه الخامس، تدفعه عائلته  لبسط يده ليحقن له العامل وشم الصليب.. 5 دقائق فترة حقن الوشم تتصاحب مع استمرار الطفل في البكاء حتى ينتهي من عمله.

وأمام الممرر الرئيسي للكنيسة تزاحم العشرات من الزائرين أمام سرادق آخر لرسم الوشوم لمشاهدة رسم صورة للسيدة العذراء مريم على ظهر شاب مسيحي لا يتعدى العشرين من عمره.

الأقباط يفترشون الخيم داخل الكنيسة

وداخل ساحة الكنيسة افترش العشرات من الزائرين لحضور احتفالات مولد العذراء بمسطرد، حيث اعتاد بعض الأقباط من جميع محفظات مصر على الحضور على مدار الأسبوعين الماضين  لحضور الصلاة وتبارك بالكنيسة التي زارتها العذراء بصاحبة مولدها المسيح والقديس يوسف خلال زيارتهم لمصر.

ويقول «أمجد» أنا من القليوبية وكل صوم عذراء بحضر الصلاة مع عائلتي في كنيسة مسطرد، وأصبحت عادة لنا في كل سنه أننا نكون موجودين هنا لنتبارك بالصلاة وزيارة مغارة العذراء ونشرب من البئر إلى شربت منه العذراء والسيد المسيح.

وأكد القمص عبد المسيح بسيط راعى كنيسة العراء بمسطرد أن احتفالات مولد العذراء تشهد إقبالا كبيرا من الزائرين ليس فقط من المسيحيين فقط بل يحرص العديد من المسلمين بالمشاركة في الاحتفالات .

وقال بسيط لـ «بوابة أخبار اليوم» إن أعداد الزائرين في اليوم الأخير من صوم السيدة العذراء يصل الى 300 الف زائر،  موضحًا أن هناك زائرين بصفة دائما خلال الأسبوعين الماضين وهم من يسكنون بمناطق قريبة من منطقة مسطر كالمطرية وبلبيس والزاوية الحمراء.

وأضاف أن قوات الآمن المكلفة بتامين الاحتفالات تقوم بواجبها منذ اليوم الأول لمولد العذراء ، حيث تم فرض كردون أمنى أمام البوابة الرئيسية وتفتيش الزائرين قبل دخولهم الكنيسة.

أقباط ومسلمين يتباركون بزيارة مغارة وبئر العذراء مريم

 

داخل الكنيسة يتوافد المئات من الأقباط والمسلمين لزيارة مغارة وبئر السيدة العذراء لتبارك والصلاة أمام إيقونتها ، كشافة الكنيسة تنظم دخول وخروج الزائرين داخل ممر حديدي للرجال وأخر للسيدات للنزول الى مغارة العذراء والتي أقيمت بها خلال زيارة العائلة المقدسة لمنطقة مسطرد.

 

سلم آثري صغيرة به أيقونه لصورة العذراء مريم، وأمامه عدد كبيرة من الشموع المضي التي أشعلها الزائرين للصلاة ولطلب الشفاعة من العذراء لحل المشاكل ونيل البركة ، أصوات الزعاريد والفرحة ورائحة البخور تملى المكان.. الكل يردد عبارات حب وتبارك للسيدة العذراء، حيث وقفت سيدة بجانب الإيقونة ترفع يديها وتقبل صورتها  وتقول «اشفعي فينا يا عدراء».. وطفل يسمك بيد أمه ويطلب منها أن تشعل شمعة وتضعها أمام  صورة العذراء.

وعقب انتهاء المصليين من زيارة المغارة بجانبها بئر العذراء حيث يقف العشرات من فريق كشافة الكنيسة المتطوعون يملون الماء من البئر داخل أكياس بلاستيكية ويقدموا للمصليين عقب انتهاء زيارتهم للتبارك منها باعتبار ان هذا البئر ارتوي منه السيدة العذراء والسيد المسيح خلال إقامتهم بالمغارة .

ويعد ذلك البئر الذي ارتوت منه العذراء ورضيعها المسيح ، وهو مستطيل الشكل ، مبنى على الطراز البيزنطي المقبب ومحاط بالحوائط السميكة، والجزء العلوي تم تجديده وبنائه أواخر القرن التاسع عشر الميلادي في عهد البابا كيرلس الخامس وجددته الكنيسة سنة 2000 بمناسبة الاحتفال بمرور ألفى سنة على ميلاد المسيح.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى