فن وثقافة
مسلسل «حكايات بنات» يتخلى عن بطلاته
قبل 6 أعوام انطلق العرض الأول لـ«حكايات بنات» عن قصة أربع فتيات تجمعهن صداقة قوية، حينها لفت المسلسل أنظار الجميع كونه يقدم تجربة شبابية جديدة، وأصبح حديث المشاهدين، خاصة البنات، وكل واحدة منهن وجدت نفسها في البطلات، روحها وأحلامها وطموحاتها، وبعضهن وجدن في العمل الصداقة التي يحلمن بتكوينها، ونال المسلسل نجاحًا كبيرًا؛ فقد تخطت حلقاته المليون مشاهدة على «يوتيوب»، ربما السر هنا فى الموضوعات التي تناولها منها «الحب، الزواج، الأصدقاء ومشكلاتهن، وعلاقتهن بأهلهن»، وتعلق الجمهور بـ«أحلام» الفنانة صبا مبارك، «كاميليا» الفنانة حورية فرغلي، «سلمى» الفنانة دينا الشربيني و«مريم» الفنانة ريهام أيمن.
هذا النجاح الكبير جعل منتج المسلسل طارق الجنايني صاحب شركة «تي فيجن» يفكر فى تقديم الجزء الثاني من «حكايات بنات» والذى كان من المقرر أن يخرج للنور فى 2013، أى بعد الجزء الأول بعام، ولكن لظروف إنتاجية تأجل العمل خمس سنوات، وربما كانت مغامرة شديد من صناع المسلسل بأن يعود إلى جمهورها بعد غياب 5 أعوام، وذلك لأن المشاهدين على الأرجح نسوا أحداث الجزء الأول، ليس هذا فقط بل كان أمامهم تحد أكبر، وهو تغيير بطلتي المسلسل، وهما: إنجي المقدم وندى موسى بدلًا من ريهام أيمن وحورية فرغلي، مع الاحتفاظ براوية الأحداث صبا مبارك وصديقتها دينا الشربيني.
ولكن تلك التغييرات لم تؤثر على متابعة المسلسل ليفوق الجزء الثاني نجاح الأول، وأصبح اسم «حكايات بنات» هو الأكثر بحثا وتداولا بين جمهور السوشيال ميديا، معربين عن فرحتهم بعودة الجزء الجديد، ويعود ذلك إلى حرفية مؤلف العمل باهر دويدار، الذي خرج من مأزق استبدال شخصية بأخرى، بخلق خطوط جديدة لتلك الشخصيات التي انضمت إلى «شلة أحلام»، فـ«ديجا» -الفنانة إنجي المقدم- جسدت السيدة القوية وبذلك تكون قد عوضت وجود «كاميليا» -التى لعبتها حورية فرغلي-، أما «ملك» -الفنانة ندى موسى- فهي مثال للزوجة المقهورة وجاءت بدلًا من «مريم» -الفنانة ريهام أيمن- وبذلك حدث التوازن فى المسلسل.
مع عرض حلقات الجزء الثاني من «حكايات بنات» ازداد شغف الجمهور لمعرفة تطور العلاقة بين «أحلام» -الفنانة صبا مبارك- و«عاصم» -الفنان كريم فهمي- وماذا فعلت «سلمي» -الفنانة دينا الشربيني- بعد «يوسف» -الفنان عمرو صالح- واكتشاف الصديقتين الجديدتين، وبحسب منتج العمل طارق الجنايني، فمشاهدات الجزء الثاني من المسلسل تخطت الـ400 مليون مشاهدة ، وهذا ما شجعه أيضًا على تنفيذ الجزء الثالث وعرضه فور انتهاء الجزء الثاني، وشهد هذا الجزء انضمام ممثلين جدد من بينهم أحمد صلاح حسني، ميار الغيطي وأحمد الأزعر.. وغيرهم.
وظهر منافس جديد لـ«عاصم» على قلب «أحلام» هو «فؤاد» -الفنان أحمد صلاح حسني- واندمج المشاهدون مع تلك الأحداث الجديدة، وكانت النهاية السعيدة مصير الجزء الثالث من «حكايات بنات»، وخلال الأيام الماضية انتشرت أخبار كثيرة حول تقديم جزء رابع من المسلسل، حتى تم تأكيده من قبل القائمين عليه، ولكن المفاجأة هنا هي قيام صفحة المسلسل الرسمية على موقع «فيسبوك»، بعمل استفتاء على الفنانات اللاتى يرغب المشاهدون فى رؤيتهن بالعمل، حيث كتبت: «نفسكم تشوفوا حكايات بنات من تاني؟! قولولنا مين من الممثلات اللى بين سن الـ٢٠ لـ٢٥ اللى تحبوا يكونوا موجودين فى الجزء الجديد من مسلسلكم حكايات بنات»، ومن بين الأسماء التى تم ترشيحها من قبل جمهور السوشيال ميديا: أمينة خليل، هنا الزاهد، كارولين عزمى وسهر الصايغ.
تصور المشاهدون أن الفنانات الجديدات اللائي سينضممن إلى الجزء الجديد، سيكن بعيدات عن الأربع شخصيات الرئيسية وهي: «أحلام، سلمى، ديجا، وملك»، ولكن فجرت الفنانة صبا مبارك، مفاجأة جديدة وهي أن الجزء الجديد ببطلات جديدة، وكتبت على حسابها بموقع «إنستجرام»، «مع السلامة (حكايات بنات) المسلسل ده كان وهيفضل من أحلى ذكرياتي، شكرًا صحاب العمر بحبكو جدا وكان نفسي نفضل مكملين، بس الوقت والظرف وكل الأطراف من صناع المسلسل لممثلات حتم أن رحلتنا هنا انتهت، بس (حكايات بنات) لسه مكمل ببطلات جداد، بتمنالكم كل التوفيق، وآخيرا شكرًا جمهور حكايات بنات على حبكم ودعمكم ومتابعتكم وإخلاصكم لينا كشخصيات وممثلات».
و تسبب ذلك فى صدمة للجمهور الذي أكد أن «أحلام» هي «حكايات بنات» وأن عدم مشاركتها يعني فشل المسلسل، والسؤال المُلح هنا: هل الفشل هو مصير الجزء الرابع من مسلسل «حكايات بنات»؟ خاصة أن شخصية «أحلام» و«سلمى» هما الأكثر جذبا للمشاهدين، خاصة أنهما الرابط بين الأجزاء الثلاثة، وحتى الآن لم تكشف الشركة المنتجة للمسلسل أسباب استغنائها عن البطلات الأربع، رغم تأكيدهن استعدادهن لتقديم أجزاء أخرى من العمل، منهن صبا مبارك، التي ذكرت فى حوار سابق لها مع «التحرير»: «أنا باحب (حكايات بنات) جدا، ولو هيتعمل جزء رابع وخامس وسادس هوافق فورًا»
فى النهاية، ربما لا يتقبل المشاهدون التغييرات الجديدة التي تطرأ على المسلسل، خاصة لأنهم تعلقوا ببطلات الأجزاء السابقة وتوحدوا معهن ومع مشكلاتهن ونشأت بينهم صداقة كبيرة، أقرب مثال على ذلك هو عدم نجاح الجزء السادس من مسلسل «ليالي الحلمية» وذلك بسبب تغيير أبطاله، ولكن دعونا لا نصدر أحكامًا الآن وننتظر خروج الجزء الرابع للنور.
التحرير
