رياضة

قصة لاعب خلع قميص مصر من أجل الولايات المتحدة

عمرو الجزيري، اسم صنع إنجازات مصرية في لعبة الخماسي الحديث، حتى أعلن اعتزاله عام 2017، متعللًا بكبر السن وضعف فرصته في تمثيل المنتخب المصري مستقبلًا، لكن ما حدث بعد ذلك يبدو بعيدا كل البعد عن تلك الأسباب، إذ يشارك حاليًا في بطولة العالم بالمكسيك ممثلًا بلده الجديد، الولايات المتحدة، كما تطوع في الجيش الأمريكي، القرار الذي اعتبره النائب محمد فرج عامر، رئيس لجنة الشباب والرياضة في البرلمان، غير مبرر ومحل اندهاش كبير.

وبـدأ «الجزيـري» مشـواره في لعبة الخماسي الحديث بتحقيـق المركـز التاسـع فى بطـولة العالـم للشـباب ببلغـاريـا عــام 2004، كما شـارك فـي ثـلاث دورات أوليمبية متتـاليـة، بكيـن 2008 ولنــدن 2012 وأخيـرًا ريو دي جانيـرو 2016، تحت العلم المصري.

ويحمل صاحب الـ32 عام الرقـم الأوليمبـي في سـباحـة 200 متـر حـرة بالخماسـي الحديـث فـي دورة بكيـن 2008، وحطمـه مـرة أخـري بـدورة لنـدن 2012، وظـل الرقـم باسمـه إلـي أن حطمـه لاعـب إنجليزي فـي أوليمبيـاد ريـو دي جانيـرو 2016، كما استطاع البطل المصري الفوز بذهبية بطولة كأس العالم 2016، التي أقيمت بالقاهرة، وكذلك ذهبية بطولة العالم للكبار بروسيا في العام نفسه.

وفي أثناء تمثيله لبلاده في البطولات العالمية، كان عادة ما يقابل لاعبة أمريكية تدعى إيزابيلا إيزاكسين، بدأت بينهما العلاقة بسلام اعتيادي تطور لصداقة، لكن الصداقة تحولت بعدها إلى قصة حب، كما يروي موقع صحيفة USA Today الأمريكية، ليتزوجا عام 2014.

مر عامان وشارك اللاعب في أوليمبياد ريو دي جانيرو 2016، ليقدم بعدها اعتذارًا رسميًا لاتحاد الخماسي، طالبًا الاعتزال بسبب كبر السن وضعف فرصته مستقبلًا في التواجد ضمن القوام الأساسي للمنتخب المصري، ورغبته في التفرغ لمهنة الطب والاستقرار في الولايات المتحدة، حسب حديث أجراه المهندس شريف العريان، رئيس الاتحاد، مع إحدى الصحف المصرية آنذاك، وصفه فيه بأنه «بطل مصري ووطني حتي النخاع»، كما أوضح فيه أن اللاعب «منتظر أن يتم عامه الـ35 في الأولمبياد القادمة، كما تأخر ترتيبه كثيرًا الفترة الماضية، وأصبح خارج أول 100 مركز علي مستوى العالم»، فيما نفى رئيس الاتحاد تمامًا ما قيل حينها عن تجنيس اللاعب.

وبالفعل، أعلن «الجزيري» رسميًا اعتزاله، بل وتم تكريمه من الاتحاد واللجنة الأوليمبية المصرية.

إلى هنا كانت مسيرة طبيعية للاعب مصري قدم ما عليه لبلاده وأعلن رحيله لعدم تمكنه من تقديم المزيد، لكن الحقيقة أنه كان ينوي تقديم أكثر من مجرد المزيد، إذ شد رحاله إلى بلاد زوجته، وحصل على الجنسية الأمريكية، وأعلن استمراره في خوض المنافسات الرياضية، لكن هذه المرة بالعلم الأمريكي.

«عمرو تبنى كل الأفكار المتعلقة بالولايات المتحدة، وكل الفرص هنا»، بهذه الكلمات وصفت زوجته رحلة تحول عمرو الجزيري إلى مواطن أمريكي، قبل خوضه منافسات رياضية تحت العلم الأحمر والأبيض والأزرق.

وأوضح رئيس الاتحاد المصري للخماسي الحديث، شريف العريان، أن القانون الدولي ينص علي أنه من حق أي لاعب تمثيل أي دولة بعد سنتين من آخر مشاركة رسمية له مع بلده الأصلي، أو يستطيع اللعب مباشرة إذا حصل علي موافقة رسمية من اتحاد موطنه باللعب لدولة أخرى.

وأضاف، في حديثه لـ«المصري بلس رياضة»: «عمرو الجزيري قدم كل اللي يقدر عليه لمصر، وخرج من قائمة أول 100 لاعب في التصنيف العالمي في الفترة الأخيرة، وعشان كدا مش هيقدر ينافس بقوة باسم مصر فقرر أنه يلاقي فرصته في مكان تاني زي أمريكا، لأنها ضعيفة في رياضة الخماسي الحديث، وأنا بتمنى له التوفيق في ما هو قادم».

وحصل لاعب المنتخب الوطني سابقًا على فرصة تمثيل بلده الجديد لأول مرة في منافسات الزوجي المختلط بكأس العالم، مارس الماضي، التي أقيمت إحدى فاعلياتها في لوس أنجلوس الأمريكية، ليفوز مع زوجته بالميدالية الفضية في أول إنجاز يحققه للولايات المتحدة، احتفل به الزوجان بقبلة وعناق.

وعبر «الجزيري» عن سعادته بإنجازه للصحيفة الأمريكية قائلًا: «الفكرة الأكثر سعادة في حياتي هي أن يكون بإمكاني ممارسة الرياضة التي أحبها مع المرأة التي أحبها».

وينافس «الجزيري» حاليًا في بطولة العالم أمام لاعبين مصريين، وأوضح «العريان»: «في 3 لاعبين مصريين مشاركين في بطولة العالم للخماسي في المكسيك، وأنا متوقع لهم الفوز والتصدر بنسبةفوزهم بنسبة 90%»، واستطرد: «عمرو مشارك في نفس البطولة وأتمنى له التوفيق».

وانتهت منافسات بطولة العالم باحتلال «الجزيري» المركز الـ27، متخلفًا عن ممثلي مصر أحمد حامد، الذي احتل المركز الخامس، وإسلام حماد، الذي احتل المركز 23.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن نجم المنتخب المصري السابق ينوي إكمال مسيرته في اللعبة لسنوات عديدة قادمة، إذ كشفت رغبته في المشاركة في أوليمبياد طوكيو 2020، كما لفتت إلى تطوعه وزوجته في الخدمة العسكرية بالجيش الأمريكي. وأوضحت زوجة اللاعب أنه «يريد المنافسة من أجل أمريكا وخدمة أمريكا سواء في الرياضة أو في الجيش، وفقط أن يصبح شخصًا جيدًا»، على حد قولها.

وعلق النائب محمد فرج عامر، رئيس لجنة الشباب والرياضة بالبرلمان، على مشاركة «الجزيري» باسم الولايات المتحدة في البطولات الرياضية قائلًا: «مصر غنية بكوادرها الرياضية، لكن للأسف موضوع الهجرة الرياضية دا هيتكرر كتير، لأن الدول بتقدم إغراءات مادية كبيرة احنا منقدرش نقدم أفضل منها في الوقت الحالي، لكن عزائنا الوحيد أن يكون في حق رعاية للأبطال المصريين الموجودين عشان نتجنب تكرار هذه الأزمة».

واعتبر «عامر» قرار «الجزيري» بالتطوع في الجيش الأمريكي بأنه «محل اندهاش كبير وأنا مش شايف له أي مبرر»، مضيفًا: «المفروض المصري يكون وطني وميدافعش عن أي بلد غير بلده، يفدي روحه عشان بلده».

ويضع الزوجان أعينهما على المشاركة معًا كزوجي مختلط في أوليمبياد باريس 2024، حال إدراجها ضمن المنافسات الأوليميبية، إذ من المستبعد إدراجها في 2020، بينما تطرح بقوة فكرة اعتمادها في 2024.

«إذا أدرجت منافسات الزوجي المختلط في دورة 2024 إذن فالأمر مضمون، سأستمر، فالفرصة للمنافسة معًا كفريق، كزوج وزوجة، في أي أوليمبياد، لا أعتقد أن هناك ما هو أعظم من ذلك».

ويملك اللاعب حاليًا صفحتين شخصيتين على موقع الاتحاد الدولي للخماسي الحديث، إحداهما كلاعب مصري والأخرى كلاعب أمريكي.

المصرى بلس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى