أخبار مصر

23 سبتمبر.. الاعتدال الخريفي في مصر ودول النصف الشمالي للأرض

يوم الأحد المقبل الموافق 23 سبتمبر الجاري، يبدأ فصل الخريف جغرافيا في مصر ومختلف الدول الواقعة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، فيما تقع في هذا اليوم فلكيا لحظة الاعتدال الخريفي التي حددتها الحسابات الفلكية للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، والتي قالت إنها ستكون في تمام الساعة 3:54 دقيقة فجرا بالتوقيت المحلي لمدينة القاهرة، وعندها يتساوى طول الليل والنهار 12 ساعة لكل منهما، كما حددت طول هذا الفصل المحبب لدى المصريين لاعتدال حرارته بـ93 يوما و16 ساعة و47 دقيقة، مسجلا بذلك أطول فصول السنة الأربعة.

وتعلن لحظة الاعتدال الخريفي عن بدء فصل الخريف في النصف الشمالي للأرض، والاعتدال الخريفي هو اعتدال يحدث عادة حول يوم 23 سبتمبر من كل عام، وفي هذا اليوم تكون الشمس متعامدة تماما على خط الاستواء قادمة من نصفها الشمالي الذي يضم أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية والقطب الشمالي نحو النصف الجنوبي من الأرض، والذي يضم أستراليا ونصف إفريقيا وأمريكا الجنوبية وبعضا من شبه القارة الهندية.

ويحدث الاعتدال الخريفي نتيجة استمرار حركة الشمس الظاهرية نحو الجنوب بعد أن تتجاوز الانقلاب الصيفي، ويأخذ ميل أشعتها على العمودي على سطح الأرض في النقصان فيطول النهار ويقصر الليل في نصف الأرض الشمالي بعد تجاوز الشمس، ومما يلفت النظر في هذا اليوم أن الشمس تشرق فيه عند الدرجة 90 تماما، وهو ما يعد مهما للراغبين في التعرف على نقطة الشرق بدقة. وفي ذلك اليوم أيضا تغرب الشمس تماما في نقطة الغرب الحقيقية.

بعد 8 أيام، يحل فصل الخريف هذا العام في ظل تمسك حرارة الصيف على البقاء والاستمرار في الشدة، حيث يأتي الخريف بعد فصل الصيف، وبصفة عامة يعاني عام 2018 من فوضى مناخية ورثها من أعوام ماضية، ومازال التغير المناخي يتحرك بلا هوادة وبوتيرة أسرع من جهود البشر، مما يعد تهديدا منهجيا كبيرا للجنس البشري، حيث يعتبر تغير المناخ أحد التحديات الرئيسية في العصر الحديث، وذلك لإضافته ضغطا كبيرا على المجتمعات البشرية وعلى البيئة. فالآثار العالمية لتغير المناخ واسعة النطاق ولم يسبق لها مثيل من حيث الحجم.

وتتراوح هذه الآثار بين تغير أنماط الطقس التي تهدد الإنتاج الغذائي، وبين ارتفاع منسوب مياه البحار التي تزيد من خطر الفيضانات الكارثية. والتكيف مع هذه التأثيرات سيكون أكثر صعوبة ومكلفا في المستقبل إذا لم يتم اتخاذ إجراءات جذرية الآن، وتبلغ التكلفة الاقتصادية للكوارث المرتبطة بالمناخ نحو 320 مليار دولار، وهو رقم غير مسبوق.

وفي منطقة الكاريبي، كان موسم الأعاصير الأكثر تكلفة على الإطلاق؛ مما أدى إلى محو مكاسب تنموية تحققت على مدى عقود في لحظة واحدة، وفي جنوب آسيا تضرر 41 مليون شخص من الفيضانات، فيما أجبر الجفاف الشديد في إفريقيا نحو 900 ألف شخص على الفرار من ديارهم، وتسببت الحرائق في إحداث دمار حول العالم.

اتفاق باريس حول تغير المناخ اعتمد على فرضية أن البشر قادرون على الحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى أقل من درجتين مئويتين، لكن العلماء يشعرون بالقلق الآن بشأن إمكانية عدم تحقيق هدف اتفاق باريس، إلا إذا تم الإسراع بوتيرة العمل بحلول عام 2020. وكذلك إلى صعوبة جمع الـ100 مليار دولار التي تم التعهد بدفعها سنويا لدعم جهود مكافحة تغير المناخ.

وبموجب اتفاقية باريس، التزم العالم بالسعي للحد من الارتفاع في درجات الحرارة العالمية إلى أقل بكثير من درجتين مئويتين فوق مستويات حقبة ما قبل الثورة الصناعية بحلول نهاية القرن الماضي، و«السعي للحد منها» على نحو أكبر لتصل إلى 1.5 درجة مئوية، ويحتاج تنفيذ بنود اتفاق باريس إجراءات عالمية منسقة على نطاق وسرعة لم يسبق له مثيل.

الغازات المسببة للاحتباس الحراري أو ما يطلق عليها «الغازات الدفيئة» توجد بشكل طبيعي وهي ضرورية لبقاء البشر والملايين من الكائنات الحية الأخرى على قيد الحياة عن طريق الحفاظ على جزء من دفء الشمس وعكسها مرة أخرى إلى الفضاء لتجعل الأرض صالحة للعيش. وقد أدى قرن ونصف قرن من التصنيع -بما في ذلك قطع الأشجار الظاهر في الغابات وأساليب معينة في الزراعة- إلى ارتفاع كميات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي. وفيما تنمو الاقتصادات ومستويات المعيشة للسكان، فإن مستوى تراكم انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري (غازات الدفيئة) آخذة في الارتفاع أيضا.

كذلك الحال بالنسبة للمستوى التراكمي من الغازات المسببة للاحتباس الحراري (انبعاثات غازات الدفيئة). وهناك بعض الروابط العلمية الأساسية الراسخة: هناك علاقة مباشرة بين تركيز غازات الدفيئة في الغلاف الجوي للأرض بمتوسط درجات الحرارة العالمية على الأرض، تركيز الغازات آخذ في الازدياد المطرد جنبا إلى جنب مع درجات الحرارة العالمية منذ عهد الثورة الصناعية، حرق الوقود الأحفوري ناتج عن غازات الدفيئة المتوفرة بكثرة وثاني أكسيد الكربون.

ويعتبر اتفاق باريس للمناخ أول اتفاق دولي شامل حول حماية المناخ، وقد تم التوصل إليه في 12 ديسمبر 2015 بباريس، بعد مفاوضات طويلة بين ممثلين عن 195 دولة. ويطالب هذا الاتفاق الولايات المتحدة وغيرها من الدول بالحد من انبعاثات الكربون في الهواء لتقليل ظاهرة الاحتباس الحراري.

وقد دخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ في 4 نوفمبر 2016، بعد موافقة كل الدول عليه، وضمنها الولايات المتحدة، في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، غير أن الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب أعلن في يونيو الماضي عن انسحاب بلاده من اتفاق باريس للمناخ حيث قال إن الاتفاق لا يلبي مصالح الولايات المتحدة.

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى