الأخبار

سفراء إسرائيل في مصر

143

منذ توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، بدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وتحديدا عام 1980 عندما تم تعيين سفير إسرائيلي بمصر، لكن على الرغم من هذا الاحتفاء على المستوى الرسمي عانى سفراء إسرائيل جميعهم من المعاملة الجافة من قبل الشعب المصري كما قيدت حريتهم بشكل كبير..

إلياهو بن اليسار

في 24 فبراير 1980 حضر إلى القاهرة أول سفير إسرائيلي، وهو إلياهو بن اليسار حيث واجه في القاهرة مصاعب وأزمات عديدة لكونه أول سفير للكيان الصهيوني في القاهرة، فعانى معاناه شديدة من العزلة والرفض التام من قبل المواطنين وكافة التيارات السياسية والثقافية والإجتماعية والعامة في التعامل معه أو تلبية دعواته المتكررة لحضور المناسبات التي تقيمها السفارة، كما واجه رفضا عاما من السفراء العرب في القاهرة، فكانت جميع محاولاته للقاء السفراء العرب في سفاراتهم تواجه بالرفض والتنكر والتنصل من مقابلاته.

وبعد حوالي 11 شهر أعلن إليسار فشله في الاستمرار في منصبه وطالب وزارة الخارجية الإسرائيلية إعفاؤه من منصبة بسبب فشلة الذريع في تأدية مهام وظيفته، ومن ثم أعد مذكرة تفصيلية قدمها إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية وإلى الكنيسيت قال فيها إن المصريين رافضين للتطبيع وللوجود الإسرائيلي في القاهرة ومن ثم فإن عمل أي سفير لتل أبيب في القاهرة أمرا مستحيلا، وأن التطبيع بين القاهرة وتل أبيب سوف يظل تطبيعا على الورق أبد الدهر.

موشيه ساسون

تولى منصبه في يناير 1981 كثاني سفير لتل أبيب في القاهرة، ونجح ساسون طوال سبع سنوات قضاها سفيرا لإسرائيل في مصر منذ العام 1981 وحتي العام 1988 في تحقيق ما لم يحققه سفيرا صهيونيا في مصر حتى اليوم، وكان مقربا جدا من القصر الرئاسي، فكان دائم اللقاء بالرئيس محمد أنور السادات ومن بعده بالرئيس مبارك، وكان يتباهى بهذه العلاقة الوطيدة ويرددها في كل مكان، لدرجة دفعته إلى كتابة مذكراته في تلك الأثناء ووزعها على النخبة المثقفة والنخبة السياسية في مصر آنذاك.

وساسون الذي قضى طفولته وشبابة بالجيش الإسرائيلية، يعد من وجهة نظر من أرخ للعلاقات المصرية الإسرائيلية مهندس هذه العلاقات، ولقد أصدر كتابًا بعنوان “سبع سنوات في بلاد المصريين” وروى فيه كيف نبذه الشعب المصري بخاصة النقابات المهنية واهتم به فقط وزير الزراعة المصري يوسف والي الذي كان يستضيفه في قريته بالفيوم، ومجموعة الوزراء والسياسيين الكبار المقربين من النظام.

شيمون شامير

في فبراير 1988 تولى شيمون شامير منصب سفير تل أبيب بالقاهرة خلفا لساسون، وهو باحث مشهور ويعود له الدور الأكبر في بناء استراتيجية إسرائيلية للتدخل والاختراق الثقافي لمصر، حيث أنشأ عام 1982 المركز الأكاديمي الإسرائيلي بالقاهرة ” يقع مقر هذا المركز في 92 شارع النيل خلف شيراتون القاهرة.

تولي منصب السفير بعد أن كان قد نسج سلسلة من العلاقات مع بعض رجال الثقافة والأدب والتاريخ «مثل عبدالعظيم رمضان وتحسين شنن وعبدالمنعم سعيد ولطفي الخولي وعلي سالم وأمين المهدي وغيرهم»، ودوره في تولي منصب السفير يؤكد بوضوح حجم التداخل بين السياسي والثقافي لدي إسرائيل.

إفرايم دوفاك 

تولى مهام منصبه سفيرا لإسرائيل في مارس 1991 لمدة 19 شهر فقط، وهو أحد كبار المتخصصين في الشأن المصري، ومثله مثل شيمون شامير، إذ بعد توليه لمنصب مدير المركز الأكاديمي الإسرائيلي بالقاهرة لفترة مهمة، شهدت عملية شراء واسعة للآثار وللكتب اليهودية المصرية تحت زعم عمل مكتبات للاطلاع داخل المعابد اليهودية بالقاهرة.

ديفيد سلطان 

وفي نوفمبر 1992 تولى ديفيد سلطان المنصب لمدة خمس سنوات، وكان يتمتع بخبرة جيدة في محاولة جذب المثقفين المصريين ممن آمن بالتطبيع، وكان صديقًا شخصيًا للكاتب الراحل لطفي الخولي ولعلي سالم وصلاح بسيوني ومصطفي خليل وعبدالمنعم سعيد، والمخرج التليفزيوني نبيل فودة الذي حاول تأسيس جمعية للصداقة المصرية الإسرائيلية فرفض القضاء طلبه، فضلاً عن غيره من رجال تحالف كوبنهاجن وجمعية القاهرة للسلام.

تسيفي مازئيل 

تولى مهام منصبه في يناير1997 خلف سلطان، واستمر عمله في مصر 4 سنوات، وكان هذا السفير الأضعف حيلة في مجال نشاطه السياسي وجاءت فترة عمله في وقت حرج حين انتصرت فيه المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله في 25مايو2000 ثم الانتفاضة الفلسطينية 28سبتمبر2000 وتعاطف الشارع المصري معها بل وتعاطفت بعض القيادات الحاكمة، وجاءت كل هذه الأحداث لتزيد من حصار السفير وطاقمه الأمر الذي دفعه لطلب سرعة إنهاء خدمته في مصر.

جدعون بن عامي 

وفي فبراير 2001 تولى جدعون بن عامي منصب سفير تل أبيب بالقاهرة، وقد تم تعيينه وسط احتجاجات شعبية مصرية واستياء عام لأنه جاء في ذروة الانتفاضة الفلسطينية والتي كان متوقعًا أن تؤثر في مسألة العلاقات الدبلوماسية إلا أن الأمر لم يسر وفقًا لحركة الواقع، وتم تعيين هذا السفير وكان يبلغ عند تعيينه من العمر 63 عامًا وكان يشغل نائب رئيس مركز الأبحاث السياسية في وزارة الخارجية الإسرائيلية وهو من أبرز الخبراء في الشئون العربية ومن الذين عملوا مع الموساد الإسرائيلي بوضوح في مجال الدراسات وهو من المتعاونين مع تحالف كوبنهاجن الشهير الذي أنشأه مجموعة من المثقفين العرب والجنرالات الإسرائيليين السابقين المؤمنين بالتطبيع عرب ويهود عام 1998.

إيلي شاكيد

في يناير 2004 تولى إيلي شاكيد مهام السفير لمدة عشرة أشهرفقط، بالرغم من نجاحه في تحقيق أهم اتفاقية لتل أبيب في المنطقة العربية وفي تاريخ التعاون المصري اللإسرائيلي منذ توقيع إتفاقية كامب ديفيد وهي اتفاقية الكويز نهاية عام 2004، وهو متخصص في الشئون الاقتصادية وساهم في زيادة التبادل التجاري والصناعي بين مصر وإسرائيل منذ تاريخ توليه منصبه وحتى اليوم، وهو أيضا صاحب الفضل في وضع بذرة اتفاق تصدير الغاز المصري إلى إسرائيل بثمن زهيد جدا.

شالوم كوهين

وفي مارس 2005 تولى شالوم كوهين مهام منصبه لمدة أربع سنوات، وهو يهودي من أصل تونسي، ومهتم بالتطبيع الثقافي ومن مواقفه المعروفة زيارته لوزير الثقافة فاروق حسني واعتراضه لديه على عرض فيلم عادل إمام “السفارة في العمارة” ومطالبته بأن يتم إيقاف عرضه لأنه علي حد قوله يسيء للعلاقات المصرية الإسرائيلية ويشوه دور السفارة الإسرائيلية في القاهرة، وهو من رجال الحكومة الإسرائيلية السابقة وقريب الصلة من تسيبي ليفني، وهو أيضا من أكثر السفراء الصهاينة في القاهرة تعرضا للهجوم من قبل الصحافة المصرية وأيضا كان كثير الشكوى من العزله والإهمال والاضطهاد الشعبي له، وقد طالب بشكل متكرر من الحكومة الإسرائيلية استبداله بآخر نظرا لفشله في تحقيق أي مكسب مادي ملموس في العلاقات المصرية الإسرائيلية.

إسحاق لفنون 

تولى إسحاق لفنون مهام سفير إسرائيل في القاهرة من نوفمبر 2009 حتى ديسمبر 2011، وكانت تأمل إسرائيل أن ينجح في تخفيف التوتر الناشئ بين وزارتي الخارجية في البلدين على خلفية رفض القاهرة استقبال وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان لتصريحاته الاستفزازية ضدها وضد الرئيس حسني مبارك.

ومن أبرز الأخطاء التي ارتكبها ليفنون هي الشكوى التي تقدم بها إلى وزارة الخارجية المصرية بشأن الحكم القضائي الذي صدر في حق كارمن واينشتاين رئيسة الطائفة اليهودية، وهو الحكم الذي قضى بسجنها عقابا لها على تحرير عقود مزورة لأحد رجال الأعمال، ادعت فيها واينشتاين امتلاك أراض وعقارات ليست تابعه لها، وقد أثارت هذه الشكوى غضب الخارجية المصرية، حيث طلب منه الوزير أحمد أبو الغيط ، حسبما نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت، ضروره الحذر عند الحديث عن قضايا تتعلق بأحكام القضاء، الأمر الذي دفع بليفانون إلى الاعتذار.

ياكوف عميتاي 

تولى ياكوف عميتاي هو دبلوماسي إسرائيلي منصب سفير إسرائيل بالقاهرة منذ ديسمبر 2011، وهو أول سفير إسرائيلي بالقاهرة بعد ثورة 25 يناير.

عمل عميتاي في السفارة الإسرائيلية بالقاهرة منذ منتصف الثمانينات لسنوات في مهمات بحثية تابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية، ثم عمل في الولايات المتحدة الأمريكية بين عامي 1989 و1993، ثم سفيراً لإسرائيل في كينيا، ومسؤولًا عن مصالح إسرائيل في دول شرق أفريقيا، ثم شغل منصب سفير إسرائيل في إثيوبيا لثلاث سنوات، ثم أصبح نائبًا لرئيس مركز الأبحاث السياسية بوزارة الخارجية الإسرائيلية. ويعد واحدًا من أفضل خبراء العالم العربي في إسرائيل.

وخلف عميتاي إسحاق لفنون، الذي غادر القاهرة بعد مهاجمة متظاهرين مصريين للسفارة الإسرائيلية بالقاهرة ليلة 9-10 ديسمبر 2011.

قدم أوراق اعتماده في القاهرة إلى رئيس المجلس العسكري المشير محمد حسين طنطاوي، وظل يعمل من منزله بسبب عدم وجود سفارة، وفي عهده قررت لجنة الشؤون العربية بالبرلمان المصري مطالبة الحكومة باستدعاء السفير المصري من تل أبيب وطرد السفير الصهيوني من القاهرة احتجاجا على الهجمات التي استهدفت قطاع غزة عام 2012، وتم استدعاؤه من قبل الخارجية المصرية للاحتجاج على العدوان.

حاييم كورين

تولى مهام منصبه أكتوبر 2013 بعدما قضى نحو عامين سفيرا بجنوب السودان، وحاييم كورين هو اللواء الذى احتل هضبة الجولان والضفة الغربية خلال حرب 1967، كما أنه شارك في حرب أكتوبر 1973 وكان يحارب على الجبهة السورية.

وطلب كورين، إعفاءه من مهامه الدبلوماسية لاعتبارات شخصية، وذلك في ضوء القيود الصعبة التي تفرض عليه في مصر لأسباب أمنية، ولتقييد حركته.

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى