الأخبار

بلاها قهوة وكفاية سجاير: شعار الموجوعين من الدولار

مكانة خاصة، تشغلها القهوة لدى المصريين، فالفنجان «اللى يظبط الدماغ» تحول إلى عادة دأب عليها ملايين منهم، إن لم يكن على المقهى ففى المكتب أو المنزل.. عشرات القصائد تفننت فى وصفها، ومئات الكلمات كتبت فى عشقها، ونساء احترفن «تحويج البن» منزلياً، لزوم «الفنجان اللى يصحصح ويفوّق»، كل هذا أصبح مهدداً بالزوال، بعد ما طالها -أى القهوة- زيادة الأسعار، ما دفع عشرات إلى الاستغناء «مش مهم نظبط دماغنا». نجا البن ضمن الناجين من تطبيق القيمة المضافة، على عكس السجائر، لكنه وقع فريسة لما هو أشرس، إذ اصطدم بأزمة الدولار وارتفاع الأسعار، ما تسبب فى كارثة لدى أصحاب مطاحن البن والمقاهى والمستهلكين أيضاً، من استطاع منهم الاستغناء فقد نجا بنفسه، ومن لم يستطع فقد وقع أسيراً، مثل محمد عبدالمجيد صاحب مطحن للبن فى الجمالية، ورث مهنته عن والده قبل 30 عاماً، اعتاد استيراد البن من البرازيل وإندونيسيا، وهامش ربحه لا يزيد على 200 -300 جنيه أسبوعياً، قبل أن يتوحش الدولار، بحسب وصفه، فيضطر مع أصحاب المطاحن إلى رفع السعر، ومن ثم ارتفاع سعر البيع للمستهلك، بمنطق «الكل فى مركب واحدة».

مطاحن البن رفعت أسعار فنجان القهوة.. والتسالى زادت 8 جنيهات

المطحنة التى تعمل بآلات يعود تصنيعها إلى عهد الاحتلال الإنجليزى لمصر، لم تطور نفسها طوال هذه السنوات، للسبب نفسه «ارتفاع الأسعار»، الذى واجهه أصحاب المقاهى بحل من ثلاث، يؤكد عبدالمجيد «فيه اللى رفع سعر كل المشروبات عشان يحمل دى على دى، وفيه اللى بقى يشترى نص الكمية، وفيه اللى اقتصر على البن السادة وبطل يشترى محوج لأنه أغلى». هجرة جماعية للمقاهى بدأ أصحابها فى رصدها، وعودة إلى نظام النوتة والدفع بالأجل بحسب تأكيد شريف محسن، لاحظ الرجل انخفاض رواد مقهاه الشعبى فى الزاوية الحمراء بنسبة كبيرة، وحين استقصى من زبائنه عن السبب، اكتشفه «عشان فنجان القهوة زاد من3-5 جنيهات»، محمد صبحى، أحد هؤلاء الذين هجروا المقهى، يحدد الرجل لنفسه مزاجاً من اثنين بعد زيادة الأسعار «إما سجاير أو قهوة.. السجاير مقدرش أبطلها، لكن القهوة مقدور عليها».

ليست القهوة وحدها هى التى أصابها جنون الأسعار، إذ سجلت المسليات ارتفاعاً كبيراً بلغ نحو 8 جنيهات للكيلو فى الأسواق متأثرة بارتفاع الدولار فى السوق السوداء، وبحسب صلاح العبد، رئيس شعبة الحلوى والمسليات بالغرفة التجارية بالقاهرة فإن الارتفاع سببه اعتماد السوق المحلية على الاستيراد، حيث وصل سعر اللب السوبر 40 جنيهاً بدلاً من 32.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى