الأخبار

خطاب شيخ الأزهر للعالم جسد سماحة الإسلام

16

قال محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن خطاب أحمد الطيب شيخ الأزهر، الذي وجهه للعالم من مقر البرلمان الألماني “جسد جوهر تعاليم وسماحة الإسلام كدين عالمي يدعو لتحقيق السلام للبشرية جمعاء، دون تفرقة أو عصبية على أساس الجنس أواللون أو اللغة، وهذا من المعاني المهمة في مواجهة ثقافة الكراهية ضد الإسلام في الغرب”.

وشدد «عفيفي»، في تصريحات الخميس، على أن “السلام مطلب عالمي على مستوى الأفراد أو المجتمعات، ويعد ذلك من القواسم المشتركة التي تحتاج إلى الالتفاف حولها من خلال احترام التعددية الدينية والمذهبية والثقافية واحترام الآخر، والتعايش السلمي، وتلك هي نظرة الإسلام لليهودية والنصرانية”.

وبين أن “الإسلام وهو الدين اللاحق جاء مصدقاً للسابق، حيث لا يتم الإيمان بالقرآن الكريم وبمحمد صلي الله عليه وسلم إلا إذا تم الإيمان بالكتب السماوية، وبموسى وعيسى ومن قبلهم من الأنبياء؛ وهذا رد قاطع على التعصب البغيض الذي لا يعترف بالتعددية كسنة كونية وإرادة إلهية”، مشيرا الى أن “هؤلاء الذين يريدون إكراه الناس على الإسلام يعملون ضد المشيئة الربانية”.

وتابع «عفيفي» أن “شيخ الأزهر بين في خطابه معاني الرحمة المتجلية في هذا الدين من خلال تلك الغاية التي بعث النبي صلي الله عليه وسلم لأجلها، ومن تجليات ذلك أن الإسلام لا يبيح قتل غير المسلم لرفضه الإسلام، وأن غير المسلم لم يخلق ليقتل بل خلق ليعيش حياة كريمة، ينعم فيها بالسلام والاستقرار”.

وأشار إلى أن “زيارة الإمام الأكبر إلى ألمانيا تأتي في توقيت حرج يعاني العالم فيه وطأة الإرهاب والتكفير والتفجير، حيث انتشرت أفكار جماعاته وتم تسويق رؤية المنظرين لهذا الفكر بوسائل وأساليب مختلفة وتم استغلال الفضاء الإلكتروني لخداع واستقطاب الشباب”.

وأوضح أن “أحدا لا ينكر أن عمليات التفجير والقتل والذبح التي تمارسها الجماعات الإرهابية طالت دولاً كثيرة سواء في الغرب والشرق، فأدى ذلك إلى ازدياد ظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب فشُوهت صورة الإسلام والمسلمين في العقلية الأوروبية، حتى بات الكثير من هؤلاء يربط بقوة بين الإسلام والإرهاب، ويعتبر أن المسلمين إرهابيون، وكان لابد من تصحيح تلك الصورة الذهنية المشوهة”.

وأكد أن “خطاب شيخ الأزهر أظهر خطأ وضلال تلك الميليشيات والجماعات التي تستغل النصوص الشرعية لتقتل باسم القرآن أوالسنة، وتلك التأويلات الباطلة التي أزهقت الأرواح واستحلت الأموال والأعراض بسبب رفض التعددية وعدم التسليم بحق وأدب الاختلاف”، مشيرا إلى أن الإسلام دين يدعو الى تعايش وتآلف وتعارف واحترام للآخر وهذا هو دستور القرآن الكريم في الحياة، والذي يتجلى في قوله تعالى “يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا”.

 

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى