الأخبار

«القسام» تتوعد إسرائيل

 

280

 

يواصل الاحتلال الإسرائيلي هجومه الجوي على قطاع غزة، والذي أسفر منذ الثلاثاء، عن تسعين قتيلاً بهدف وقف الصواريخ التي تطلقها حركة حماس، رغم دعوة الأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار.

وأعلن أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، مساء الخميس لوكالة فرانس برس، أن تسعين فلسطينيًا قتلوا وأصيب 700 بجروح منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة الثلاثاء.

وأضاف أن بين القتلى “عشرين طفلاً و17 امرأة”.

وأفاد مصدر أمني، أن الطيران الإسرائيلي شن ليل الخميس الجمعة، غارات جديدة على قطاع غزة، وخصوصًا مدينة رفح؛ ما أدى إلى احتراق عدد من المنازل.

وتوعدت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، مساء الخميس، إسرائيل بـ”معركة طويلة”، وقال أبو عبيدة الناطق باسم الكتائب في بيان، “أننا قد أعددنا أنفسنا لمعركة طويلة جداً مع العدو، ليست كما يقول بعض قادته لأسبوع أو لعشرة أيام، بل لأسابيع طويلة وطويلة جدًا”.

وأضاف “أننا لم تستخدم حتى اللحظة إلا القليل القليل مما أعدناه للعدو الصهيوني، وما زلنا نتعامل مع المعركة على أنها معركة محدودة، وسنفاجئكم في كل يوم بالمزيد”.

وشدد على أن “التصعيد الصهيوني ضد المدنيين الآمنين العزل وسقوط الشهداء من الأطفال والنساء وهدم البيوت لن يزيدنا إلا إصراراً وثقة بالنصر، ولقد رأى العدو أن مستوى ردنا في هذا اليوم قد تضاعف بسبب جرائمه ليلة الأمس ونعده بالمزيد”.

وكانت صفارات الإنذار دوت مجددًا في القدس التي تبعد 80 كلم من قطاع غزة قبل سماع انفجارات كبيرة.

وسقط صاروخان في مناطق غير مأهولة، الأول قرب مستوطنة معالي أدوميم في شرق القدس والثاني على مسافة غير بعيدة من سجن عسكري إسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، بحسب شهود.

وتم اعتراض صاروخين أخريين من جانب نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ. وكانت تل أبيب تعرضت لهجمات مماثلة صباحًا.

وهذا الهجوم العسكري هو الأكبر والأكثر دموية منذ نوفمبر 2012 وجاء بعد خطف وقتل ثلاثة شبان إسرائيليين في 12 يونيو، ثم قتل شاب فلسطيني في القدس بأيدي يهود متطرفين.

ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الخميس، أي وقف وشيك لإطلاق النار، وقال كما نقلت عنه صحيفة هارتس: “لا نتحدث مع أحد في الوقت الراهن عن وقف لإطلاق النار، هذا غير وارد”.

من جهته، أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في مكالمة هاتفية بينهما مساء الخميس، ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة وفق بيان صادر عن الرئاسة الفلسطينية.

وقال عباس، مساء الخميس، أمام وفود زارته من مدينة القدس، “نحن مسؤولون عن الشعب الفلسطيني لذلك نحن نلح على وقف إطلاق النار.. نحن في اتصالات مكثفة مع جميع دول العالم لوقف العدوان وواجبنا منذ البداية هو الحيلولة دون وقوع أي شيء ضد أبناء شعبنا وقد بدأنا اتصالات مكثفة مع جميع الأطراف والقيادة في حالة اجتماع دائم من أجل إيجاد حل”.

وأضاف عباس، “لا نريد من أي طرف تقديم أي شروط للعودة إلى التهدئة، لأن الأهم هو حقن الدماء، ومصر أجرت اتصالات مع الجانبين ولكن هذه الاتصالات للأسف فشلت.. كذلك تكلمنا مع الجانب الأميركي وطلبنا أن يوقفوا العمليات العسكرية من جانب إسرائيل، ونحن نقنع حماس بوقف العمليات، ولكن للأسف لم ننجح بذلك أيضًا”.

وقصفت المقاتلات الإسرائيلية، الخميس، “110 أهداف إرهابية” في قطاع غزة ما يرفع إلى 860 عدد الغارات التي شنتها منذ بدء الهجوم منتصف ليل الاثنين.

وليل الأربعاء الخميس، أسفرت غارة إسرائيلية عن مقتل تسعة فلسطينيين كانوا يتابعون نصف نهائي كأس العالم لكرة القدم في مقهى قرب خان يونس، وفق أجهزة الإسعاف.

وفي خان يونس أيضًا بجنوب القطاع، قتلت أربع نساء وأربعة أطفال في منزلين تعرضا للقصف. وقتل طفل خامس في غارة شمال القطاع.

وحذرت منظمة اليونيسيف في بيان من “المعاناة المدمرة” التي تطاول الأطفال في الجانبين.

ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر جميع الأطراف إلى “حماية المدنيين والطاقم الطبي”.

ورأت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان، أن “توجيه إنذار لا يعفي الطرف المهاجم من الامتناع عن توجيه الضربات لغير الأهداف العسكرية وعن الامتناع عن توجيه أي ضربة إذا كانت الخسائر والأضرار المدنية غير متكافئة”.

إلا أن العملية الجوية الإسرائيلية لم تنجح في وقف دفعات الصواريخ التي يطلقها مقاتلو حماس وحليفتها حركة الجهاد الإسلامي.

وفي الساعات الـ24 الأخيرة سقط أكثر من 120 صاروخًا على إسرائيل واعترضت منظومة القبة الحديدية 24 أخرى. وفي المحصلة سقط 370 صاروخًا على إسرائيل منذ بدء الهجوم.

وتبنت حماس التي تسيطر أمنيًا على القطاع، الخميس، إطلاق صواريخ على تل أبيب والقدس وحيفا التي تقع على بعد أكثر من 160 كلم عن غزة، وكذلك على موقع مفاعل ديمونا النووي.

وقال نتانياهو، إثر اجتماع للحكومة الأمنية الخميس، “لا نزال نواجه حملة صعبة ومعقدة”.

وحض الفلسطينيون ومنظمة المؤتمر الإسلامي مجلس الأمن الدولي على “وضع حد للعدوان الإسرائيلي”.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إلى وقف لإطلاق النار في مستهل اجتماع طارئ بدأه مجلس الأمن الخميس، مكررًا دعوة “الطرفين إلى إظهار أكبر قدر من ضبط النفس”.

وأفاد بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية، أن الرئيس فرنسوا هولاند أعرب الخميس، عن “قلقه” لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بشأن الوضع في غزة، معتبرًا أن “التصعيد يجب أن يتوقف” بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

إنسانيًا، فتحت مصر الخميس، معبر رفح لاستقبال الفلسطينيين الجرحى في الهجوم الإسرائيلي، ونقل مصدر في وزارة الداخلية الفلسطينية عن الجانب المصري أن المعبر سيفتح الجمعة أيضًا لنقل الجرحى إلى المستشفيات المصرية.


الشروق

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى