الأخبار

ترامب يضع خطة جديدة لعقاب المهاجرين في أمريكا

وضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ملف التصدي للهجرة المستمرة إلى الولايات المتحدة من مناطق متفرقة في العالم، على رأس أولوياته خلال الفترة الماضية، لا سيما بعد أن وصلت أعداد المهاجرين والوافدين إلى الولايات المتحدة مع نهاية عصر الرئيس السابق باراك أوباما إلى مستويات تُهدد بشكل واضح استقرار الأوضاع في المجتمع الأمريكي. وعلى مدى الأشهر الماضية شهدت الإدارة الأمريكية حالة من الصراع الداخلي فيما يتعلق بالنهج الخاص في التعامل مع المهاجرين بشكل عام، والقادمين من أمريكا الوسطى على وجه الخصوص، لا سيما بعد سلسلة من الخطط التي لم تلق قبولًا كبيرًا.

إدارة ترامب التي تواجه طفرة في العائلات المهاجرة إلى الولايات المتحدة، تتحرك بسرعة لدراسة مجموعة من السياسات الجديدة التي تأمل أن توقف العمليات المستمرة لسكان أمريكا الوسطى في السفر إلى الشمال.

لمنع المهاجرين.. ترامب ينصح إسبانيا ببناء جدار حدودي

وحسب ما جاء في صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، فإن كل واحدة من السياسات التي تُخطط لها واشنطن -والتي قد تشمل شكلا جديدا للممارسة المنتقدة على نطاق واسع للفصل الأسري ووضع متطلبات أكثر صرامة بشأن اللجوء- ستواجه تحديات قانونية ولوجيستية كبيرة، غير أن البيت الأبيض يمارس ضغوطًا قوية على سلطات الهجرة الفيدرالية للتوصل إلى حل لتأمين الحدود الجنوبية الغربية.

ووفقًا لبيانات حكومية غير منشورة (حصلت عليها الصحيفة الأمريكية) فإن سلطات حرس الحدود في الولايات المتحدة اعتقلت ما يقرب من 17 ألف شخص في وحدات عائلية على مدار العام المالي الذي بدأ في أكتوبر 2017 وحتى نهاية سبتمبر الماضي.

 

وقالت الصحيفة الأمريكية، إن هذا الرقم يعد قياسيًا إذا علمنا أن البيانات الحكومية تؤكد بلوغ عدد العائلات المهاجرة إلى داخل الولايات المتحدة خلال نفس الفترة أكثر من 100 ألف خلال 2018، وهو رقم يحدث لأول مرة في تاريخ أمريكا.
الأعداد الضخمة للمهاجرين وضعت الولايات المتحدة أمام خيارات محدودة للوقوف في وجه هذه الظاهرة التي تمتد منذ عقود طويلة، وبالفعل كانت السياسة الأبرز هي وضع خيارات للتعامل مع المهاجرين بشكل عام، وعلى وجه الخصوص الذين اعتقلتهم السلطات الأمريكية.

ترامب يقترب من اعتماد مقترح «غير إنساني» بشأن الأطفال المهاجرين

وأكد مسؤول في البيت الأبيض رفض الكشف عن هويته لصحيفة نيويورك تايمز، أن السياسة التي استقرت عليها الإدارة الأمريكية تتمثل في العديد من الخطط المنفصلة، بما في ذلك إتاحة بعض الخيارات الصارمة للمعتقلين ومنحهم حق تقرير المصير في ضوء ضوابط محددة مسبقًا.

وأشار إلى أن الأزمة التي واجهت الإدارة الأمريكية هي طريقة التعامل مع المهاجرين الأطفال.

ترامب بات على استعداد تام لمنع أي هجرة أخرى من أمريكا الوسطى لحين الانتهاء من ترتيب أوضاع الذين جاءوا فعليًا للولايات المتحدة، وهو ما ظهر خلال رد فعل الرئيس الأمريكي بعد علمه بقافلة تضم الآلاف من طالبي اللجوء من أمريكا الوسطى تتجه نحو الولايات المتحدة، ليعلن إمكانية استدعاء الجيش وإغلاق الحدود الجنوبية إذا فشلت المكسيك في وقف “هجمة” المهاجرين.
خطة ترامب التي أشار إليها المسؤول في البيت الأبيض بدأت بسلسلة من الاجتماعات المغلقة المكثفة بين المسؤولين في وزارة الأمن الداخلي، ووزارة العدل، والبيت الأبيض، ووزارة الخارجية بعد فترة وجيزة من الغضب الشعبي الذي أجبر الرئيس ترامب في يونيو على وقف فصل العائلات المهاجرة في المعتقل، كأحد أنواع العقاب على الهجرة إلى الولايات المتحدة.

لماذا تراجع ترامب عن سياسة «صفر تسامح» بشأن أطفال المهاجرين؟

وأوضح المسؤول أن الخطة تشمل وضع عدد من الخيارات أمام المهاجرين المعتقلين، أولها إتاحة الفرصة لهم في البقاء بالسجون برفقة عائلتهم وأطفالهم، وهو الأمر الذي يضمن الحفاظ على التكوين الأسري.
وأضاف أن الخيار الثاني يكمن في إتاحة الحق للمهاجرين المعتقلين في تقرير مصير أطفالهم سواء بالبقاء أو إطلاق سراحهم، إلا أن الإفراج عنهم سيكون مشروطًا بالتنازل عنهم بشكل رسمي.
ووفقًا لمسؤولين آخرين في الإدارة الأمريكية، فإن تلك الخطة ستكون جاهزة قبل بداية انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة، والتي تمثل الرهان الرئيسي لترامب وحزبه الجمهوري في المستقبل القريب.

التحرير نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى